على أبواب الدخول في مرحلة تشكيل اللوائح الانتخابية، برزت مواقف لبنانية واضحة تناشد المملكة العربية السعودية ودول الخليج إعادة الاهتمام بلبنان واحتضان اللبنانيين، والسعي لتحسين العلاقات اللبنانية الخليجية.

تأتي هذه المناشدات في لحظة سياسية مفصلية يتم العمل فيها على تركيب اللوائح الانتخابية، والسعي إلى نسج تحالفات بين القوى الحليفة تقليدياً للسعودية ودول الخليج وتحديداً السنّة بقيادة فؤاد السنيورة، والقوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي، وسط معلومات تفيد بإحراز تقدم كبير على خط تشكيل اللوائح والتفاهم على كيفية تركيبها وتثبيت التحالف فيما بينها.

Ad

إذ تشير مصادر متابعة إلى أن تقدماً أحرز على خط التفاهم بين السنيورة والقوات اللبنانية حول التحالف في صيدا جزين، والبقاع الغربي مع الاشتراكي، والبقاع الأوسط ويستمر البحث في إمكانية التفاهم حول دوائر أخرى لا سيما في البقاع الشمالي وفي طرابلس وعكار.

يأتي هذا التنسيق في ظل زيارة يجريها أمين عام جامعة الدول العربية إلى لبنان أحمد أبو الغيط الذي التقى بالمسؤولين للبحث في تحسين علاقات لبنان العربية، والبحث في إمكانية عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب في شهر يونيو المقبل أي بعد الانتخابات النيابية، كما أن أبو الغيط أكد حرص المسؤولين اللبنانيين على إجراء الانتخابات في موعدها كمحطة للسعي نحو إنقاذ لبنان من حالة الانهيار التي يعيشها، كذلك أبدى الاستعداد باسم الجامعة العربية لتشكيل فرق لمراقبة العملية الانتخابية في شهر أيار المقبل وهذا يعكس الاهتمام العربي بلبنان.

لا يمكن لمواقف الشخصيات السياسية التي ناشدت المملكة العربية السعودية ودول الخليج إعادة الاهتمام بلبنان أن تكون أمراً بسيطاً أو بالصدفة، إنما يتضح وجود تنسيق بين كل هذه القوى والشخصيات، سواء كانت شخصيات سياسية أم رجال أعمال وعاملين في مجالات الاستثمار والاقتصاد، وهذا بحدّ ذاته مؤشر إلى وقوف اللبنانيين موقفاً واحداً يهدف إلى إعادة وصل العلاقة السياسية مع المملكة العربية السعودية، والاستعداد لخوض المعركة الانتخابية بناء على غطاء ودعم من دول الخليج، وفق معايير وعناوين سياسية واضحة المعالم عنوانها السيادة ومواجهة حزب الله والمشروع الإيراني وتكوين مقومات لإعادة التوازن السياسي في لبنان انطلاقاً من الاستحقاق الانتخابي ومنع حزب الله من الحصول على الأكثرية المطلقة التي ستمكنه من فرض كل القرارات والسياسات التي يريدها.

تأتي هذه المناشدات بعد لقاء عقده السنيورة الأسبوع الفائت مع مسؤول سعودي رفيع المستوى، وبحسب ما تكشف المعلومات فإن تواصلاً لبنانياً من عدد من الأفرقاء مع المسؤولين السعوديين كذلك، سعياً وراء الحصول على دعم معنوي وسياسي للمعركة الانتخابية، وهي معركة أيضاً لا يمكن خوضها بدون توفير مقومات مالية او خدماتية في ظل الإنهيار الكبير الذي يعيشه لبنان وحاجة القوى السياسية لتقديم مساعدات جدية للبنانيين لتحفيزهم على خوض المعركة الانتخابية إلى جانب الشعارات السياسية.

وبالتأكيد ينتظر اللبنانيون كيفية التعاطي السعودي والخليجي مع هذه المناشدات وإذا كانت ستنعكس في مواقف أو خطوات عملية في المرحلة المقبلة الفاصلة عن موعد إجراء الانتخابات النيابية.

ميقاتي يختار العزوف

في خطوة ستزيد المشهد السياسي السني في لبنان تعقيداً، قال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أمس، إنه لن يترشح للانتخابات البرلمانية المقررة في 15 مايو المقبل، لينضم بذلك إلى إعلان رئيس الوزراء السابق سعد الحريري عزوفه مع "تيار المستقبل" الذي يترأسه، عن خوص الانتخابات.

وكان رئيس الحكومة السابق تمام سلام أعلن عزوفه كذلك، مما يترك رئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة الوحيد في نادي رؤساء الحكومات السابقين الذي يدعم المشاركة في الانتخابات رغم أنه لم يعلن بعدُ ترشحه.

كاتب