ثلاث وثلاثون شخصية كويتية- حسب خبر القبس- "تضم وزراء ومسؤولين سابقين وإعلاميين وأكاديميين من أساتذة الجامعات من النساء والرجال (لماذا لم تضم أطفالاً وعجائز وكهولاً وحفاة؟... هذا مجرد تساؤل مشروع من عندي)، طالبوا بالتحرك سريعاً لمعالجة ما "آلت إليه الأمور"... ما هي الأمور التي "آلت"؟

هي الفساد والصمت والسلبية، وعدم فتح ملفات التزوير، وغياب التمسك بالثوابت الدستورية...

Ad

ويرى الثلاث والثلاثون شخصية- مع أن هناك أربعة ملايين شخصية بالدولة- أن سبب كل هذه الأمور التي "آلت" هو الخلاف الذي يدور بشدة، وأخذ يظهر للعلن (مفروض أن يكون سرياً) بسبب تجاهله، رغم خطورته على الدولة، وليس له ما يبرره!

أي خلاف الذي أخذ يظهر للعلن؟ خلاف على ماذا وبين مَن ومَن...؟ ربما كان في أفواه أصحاب البيان ماء ويخشون الإفصاح بالكلام فيه، فيصيبهم ما أصاب المغردين المشردين أو المحبوسين بسبب قضايا ممارسة حرية الضمير، أو أنهم "أي الـ 33 شخصية" لا يريدون تكدير خاطر السلطة وتعكير مزاجها الرائق، فهي تستمتع هذه الأيام بالربيع مع ارتفاع برميل النفط، ولو كان ربيعنا مثل سياستنا ووعينا مغبراً معفراً.

أصحاب البيان يؤكدون أن ما يجري حدث "... بسبب فقدان الحزم المفترض والذي يعتبر من أهم الأسباب التي قد تؤثر في هيبة الدولة"! لماذا "فقدان الحزم"؟... نعرف أن السلطة تمارس الحزم يومياً فهي تخالف وتحاكم وتسجن وتأمر وتنفذ على الصغير (صغير لأنه ليس من الشخصيات التي تضم وزراء سابقين ونواباً... وإلخ وإلخ)، أما الكبير فحسابه في الآخرة، وهذا ليس من شغل السلطة طبعاً.

الله يوفق السلطة، وكرمها الأصيل، فقد أهدت إلينا 3000 دينار كمتقاعدين... أما الخطاب عن العجز والحزم والجزم والإصلاح والحريات وأوضاع البدون غير الإنسانية ومستقبل الأجيال ولماذا سبقتنا كل دول الخليج؟... فهذا كلام لا معنى له، انسوه تماماً يا أصحاب الشخصيات... فالسلطة ليست "ناسيته"، لأنه لم يطرق وعيها يوماً حتى تنساه، انسوه وانسوا بيانكم وخذوها نصيحة ببلاش.

● حسن العيسى