محكمة هندية تؤيد حظر الحجاب بالمدارس

●سياسي مسلم بارز: الحكم علّق الحقوق الأساسية المرتبطة بحريّة الديانة
● باكستان ترفض بياناً هندياً حول سقوط صاروخ في أراضيها عن طريق الخطأ

نشر في 15-03-2022
آخر تحديث 15-03-2022 | 19:57
أرامل هنديات خلال طقس هندوسي في  فريندافان اليوم  (أ ف ب)
أرامل هنديات خلال طقس هندوسي في فريندافان اليوم (أ ف ب)
أيدت محكمة هندية حظرا في ولاية كارناتاكا (جنوب) على ارتداء الحجاب في المدارس، بعد أسابيع من صدور هذا الحكم الذي أثار تظاهرات عنيفة، وجدد المخاوف إزاء تمييز ضد الأقلية المسلمة في البلاد.

وتصاعد التوتر في كارناتاكا منذ أواخر العام الماضي، عندما مُنعت بضع تلميذات شابات من وضع الحجاب في حرم المدرسة، مما أثار احتجاجات انتشرت منذ ذلك الحين في كل أنحاء الهند.

وتصاعدت التظاهرات في أنحاء الولاية، واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لفض حشود غاضبة، في وقت أعلنت المزيد من المدارس حظراً على الحجاب، ونظمت مجموعات هندوسية متطرفة تظاهرات مضادة.

وبعد أسابيع من المداولات قضت محكمة كارناتاكا العليا أن ارتداء الحجاب «لا يُعد من أركان الإسلام»، وقالت في قرارها إنه لدى المدارس أسباب معقولة لفرض قواعد اللباس التي تمنع غطاء الرأس من أجل منع الانقسامات على أساس الدين أو لأسباب أخرى.

واعتبرت أن «الهدف من القرار هو خلق مساحة آمنة... وينبغي أن تكون مُثُل المساواة واضحة لجميع الطلاب».

ونشرت السلطات تعزيزات من مئات عناصر الشرطة في محيط كارناتاكا عشية صدور الحكم، لكن لم تظهر مؤشرات على تظاهرات جديدة بحلول منتصف فترة بعد الظهر.

ويتهم المنتقدون السلطات في كارناتاكا التي يحكمها حزب «الشعب الهندي» (بهاراتيا جاناتا) بزعامة رئيس الوزراء ناريندرا مودي، بشق إسفين بين المجموعات الدينية التي تعايشت بسلام منذ أجيال.

وتقول مجموعات حقوقية إن انتخاب مودي عام 2014 حفّز الجماعات المتشددة التي تعتبر الهند وطنا للهندوس، وتسعى لتقويض الأسس العلمانية على حساب المسلمين البالغ عددهم 200 مليون نسمة.

وقال أسد الدين أويسي، وهو من أبرز السياسيين المسلمين في البلاد، إن القرار القضائي الصادر اليوم «علّق الحقوق الأساسية المتعلقة بحرية الديانة». ودعا إلى استئناف قرار المحكمة العليا. وكتب على «تويتر»: «آمل ألا يتم استخدام هذا الحكم لتشريع مضايقة النساء اللواتي يرتدين الحجاب».

وكانت المحكمة العليا في الولاية قد أمرت بالبدء بفرض حظر مؤقت على وضع جميع الرموز الدينية، بما فيها الهندوسية والمسيحية، في المدارس.

وعاودت المدارس فتح أبوابها في وقت لاحق تحت حراسة أمنية مشددة، ومُنعت التجمعات لأكثر من 4 أشخاص.

وفي مرات عدة طلبت السلطات من الأساتذة والطلاب خلع الحجاب عند بوابة المدرسة.

وذكر عدد من الطالبات المسلمات لوسائل إعلام محلية أنهم يفضلون الذهاب إلى البيت إذا ما خُيّروا بين الحجاب ودراستهم.

وقال ناصر شريف (43 عاما) والد شابة عمرها 15 عاما لوكالة فرانس برس الشهر الماضي: «ابنتي تضع الحجاب منذ أن كانت بعمر 5 سنوات، هذا يحمي كرامتها». وأضاف: «ما يطلبون منّا فعله أمر مُذلّ».

في سياق آخر، أعلن وزير الدفاع الهندي، راغنات سينغ، اليوم، عن قرار جديد يقضي بـ «مراجعة إجراءات تشغيل وصيانة وفحص أنظمة الأسلحة»، بعد إطلاق صاروخ بطريق الخطأ على باكستان الأسبوع الماضي.

وقال سينغ للبرلمان «نعطي أولوية قصوى لسلامة وأمن أنظمة أسلحتنا. إذا اكتشفنا أي خلل فسيتم تصحيحه على الفور»، بحسب «رويترز».

وأضاف أن الهند أطلقت بطريق الخطأ صاروخا سقط في باكستان حوالي الساعة السابعة مساء الأربعاء الماضي، خلال أعمال الصيانة والفحص الروتينية.

وقال: «بينما نأسف لهذا الحادث، نشعر بالارتياح لأنه لم يتسبب في إصابة أحد بأذى».

وكانت باكستان قد استدعت السفير الهندي، وأبلغته احتجاجاً شديداً، كما طالبت بإيضاحات.

وأضاف سينغ أمام البرلمان أن "الهند تعاملت مع الواقعة على نحو بالغ الجدية"، مؤكداً أن ترسانة الصواريخ الهندية محمية من خلال بروتوكولات قوية. وفي الوقت نفسه، أوضح أن هناك تحقيقات جارية بشأن عملية إطلاق الصاروخ غير المقصودة، وأنها ستكشف عن الأسباب الحقيقية لوقوع الحادث، غير أن وزير الخارجية الباكستاني، شاه محمود قرشي، قال امس إن إسلام آباد ترفض "البيان الهندي غير المكتمل".

وأضاف أنه وجه رسالة مكتوبة إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن هذه الواقعة، وطلب من المجتمع الدولي بحثها.

back to top