في رسالة حملت دعماً لأوكرانيا ورئيسها فلوديمير زيلينسكي، وتحدّياً للقوات الروسية التي تقصف العاصمة، أجرى رؤساء وزراء كل من بولندا ماتيوز موراويكي، والتشيك بيتر فيالا، وسلوفينيا يانيز جانشا، زيارة سرية الى كييف، للتعبير عن تضامنهم مع أوكرانيا.

وعبّر الزعماء الأوروبيون الحدود إلى أوكرانيا، واستقلوا القطار إلى كييف، وهم أول قادة أجانب يزورون العاصمة الأوكرانية منذ غزت روسيا أوكرانيا الشهر الماضي. واجتمع الزعماء الأوروبيون مع زيلينسكي ورئيس وزرائه دينيس شميهال.

Ad

وقال موراويكي إن «الزيارة تمت في اليوم العشرين من العدوان الإجرامي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أوكرانيا». وأضاف: «في مثل هذه الأوقات الحرجة، من واجبنا أن نكون حيث يصنع التاريخ. لأنّ الأمر لا يتعلق بنا، بل يتعلق بمستقبل أطفالنا الذين يستحقون العيش في عالم خال من الاستبداد».

بدوره، قال فيالا إن «الغرض من الزيارة هو تأكيد الدعم المطلق من جانب الاتحاد الأوروبي بأسره لسيادة أوكرانيا واستقلالها، وأيضا تقديم حزمة واسعة من الدعم لأوكرانيا والأوكرانيين».

بايدن إلى بروكسل

وفيما من المقرر أن يقوم وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اليوم بزيارة لموسكو، حيث يجري مباحثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، ذكرت مصادر أميركية وأجنبية مطلعة، أنها تتوقع أن يسافر الرئيس جو بايدن إلى بروكسل هذا الأسبوع للاجتماع مع قادة حلف شمال الأطلسي (ناتو) لمناقشة الحرب الروسية.

وقال أحد المصادر إن بايدن قد يسافر أيضا إلى بولندا العضو في الحلف لطمأنتها، حيث تتزايد المخاوف بعد هجوم روسي على قاعدة أوكرانية كبيرة على بعد أميال قليلة من الحدود أسفر عن مقتل 35 شخصا.

عقوبات متبادلة

وفي خطوة هي الأولى من نوعها، فرضت وزارة الخارجية الروسية عقوبات على الرئيس الأميركي ووزير خارجيته أنتوني بلينكن ووزير دفاعه لويد أوستن ومستشار الأمن القومي جاك سوليفان، إضافة إلى مدير CIA ويليام بيرنز وآخرين.

وأتت هذه الخطوة عقب فرض وزارة الخزانة الأميركية عقوبات جديدة شملت رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو وقاضيا روسيّا، كما استهدفت العقوبات 15 فردا وكيانا واحدا.

ماريوبول... رمز المقاومة

ميدانياً، وبعدما دخل الغزو الروسي يومه الـ 20 أمس، أفادت السلطات بمدينة ماريوبول، التي باتت رمزا للمقاومة الأوكرانية وتواجه قصفا جويا مكثفا منذ أيام، بأن 2357 مدنياً لقوا حتفهم في المدينة.

ومنذ أيام، تحاصر قوات روسية المدينة المطلة على بحر آزوف والواقعة في جنوب شرق أوكرانيا، ويبلغ عدد سكانها نحو 400 ألف نسمة، وانقطع الاتصال بينها وبين بقية أنحاء البلاد. ووصف بيترو أندريوشينكو، مستشار عمدة المدينة، الوضع بأنه «غير إنساني، فلا طعام، ولا ماء، ولا إضاءة، ولا تدفئة، وندفن الموتى في الشوارع». وأعرب عن مخاوفه من أنه «مع تزايد حدة الهجمات، قد يصل عدد القتلى إلى 20 ألفا»، إلا أن الجيش الأوكراني أفاد بأن قواته تصدت لتقدّم روسي تجاه ماريوبول.

بدوره، قال فيتالي كيم، حاكم منطقة ميكولايف الجنوبية، إنه جرى التصدي للقوات الروسية ودفعها للتقهقر قليلا عن عاصمة المنطقة التي كانت تحاول السيطرة عليها.

وفي وقت ارتفع عدد القتلى الذين سقطوا في غارة جوية روسية على برج للبث التلفزيوني في منطقة ريفن الشمالية، إلى 19، أسفرت ضربة طالت مبنى سكنيًا في حي سفياتوشنسكي في كييف المحاصرة من الشمال والشرق، عن مقتل 4 أشخاص، أمس، في وقت تعرّضت مناطق في العاصمة لهجمات متتالية، مما دفع برئيس البلدية فيتالي كليتشكو، إلى فرض حظر تجوّل مدة 36 ساعة اعتبارًا من مساء أمس.

بدوره، أعلن حاكم منطقة دنيبرو، فالنتين ريزنيتشينكو، تسجيل «دمار هائل» في مطار المدينة الأبرز في شرق البلاد، بعد قصف صاروخي روسي ليلي.

سقوط خيرسون

وبينما أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، أمس، السيطرة على كامل أراضي مقاطعة خيرسون بجنوب أوكرانيا، حذّر تقييم استخباراتي لوزارة الدفاع البريطانية، من أن «روسيا قد تسعى لإجراء استفتاء على الانفصال في خيرسون، بهدف إعلان المنطقة جمهورية انفصالية، تماما مثل دونيتسك ولوغانسك والقرم».

وأضافت الوزارة أن روسيا قد تكون لديها خطط لاستخدام أسلحة كيماوية أو بيولوجية في أوكرانيا رداً على هجوم مزعوم مدبر ضد القوات الروسية، الا أن أمين مجلس الأمن الروسي أوضح أنه «بات مؤكدا أن الولايات المتحدة تساعد أوكرانيا على تصنيع السلاحين البيولوجي والنووي».

«البنتاغون» لا يمانع

من ناحيته، قال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، جون كيربي، في مقابلة مع شبكة CNN، إن واشنطن لن تقف في وجه أي دولة تسعى لإرسال طائرات أو أنظمة عسكرية إلى أوكرانيا، لكنّها تفضل عدم إرسال طائرات أميركية لأن الرئيس الروسي قد يرى في ذلك خطوة تصعيدية.

وأكد كيربي أن الولايات المتحدة تراقب عن كثب الأجواء البولندية قرب حدود أوكرانيا، كما أشار إلى استعداد واشنطن لاستخدام قنوات تفادي الاشتباك مع روسيا عند الضرورة.

بدوره، أعلن مسؤول في «البنتاغون» أن غالبية القوافل العسكرية الروسية متوقفة ولا تتقدّم باتجاه كييف، مبيناً أن القوات الروسية على مسافة 20 كيلومترا من العاصمة من جهة الشمال الشرقي.

عقوبات جديدة

إلى ذلك، كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس، أن حكومته تعمل مع الشركاء الغربيين على إعداد «إجراءات عقابية جديدة» ضد روسيا، مطالباً «بمزيد من الدعم العسكري من أوروبا».

وفي كلمة وجهها من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة إلى اجتماع لزعماء الدول التي تتشكل منها قوة المشاة المشتركة (جيف)، قال الرئيس الأوكراني إن على أوروبا أن تحمي أمنها من خلال مساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها، وحضّهم على إرسال المزيد من الأسلحة لبلاده.

واستضاف رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون قمة لزعماء دول الشمال الأوروبي ودول البلطيق لمناقشة الدفاع والأمن الأوروبيين.

وقال زيلينسكي للزعماء «إننا جميعا أهداف لروسيا، وسيكون كل شيء في غير مصلحة أوروبا إذا لم تصمد أوكرانيا، ولذلك أودّ أن أطلب منكم أن تساعدوا أنفسكم بأن تساعدوننا».

وأوضح أن أوكرانيا تتفهم أن الباب ليس مفتوحا أمامها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وبالتالي تقترح طريقة لحماية نفسها بشكل مستقل، بشرط الحصول على ضمانات أمنية.

وقبل ساعات من القائه خطاباً عبر الإنترنت أمام «الكونغرس» الأميركي، أفاد موقع «واي نت» الإخباري الإسرائيلي بأن زيلينسكي، سيلقي كلمة أمام الكنيست الأسبوع المقبل عبر الفيديو.

يأتي ذلك فيما قال المستشار بالرئاسة الأوكرانية، أوليكسي أريستوفيتش، إنه يرجح أن تنتهي الحرب في أوكرانيا بحلول أوائل مايو المقبل، عندما ينفد ما لدى روسيا من الموارد التي تحتاج إليها في العملية العسكرية ضد جارتها.

الصين ليست طرفاً

وفي وقت يزداد الضغط على بكين لتكفّ عن دعمها لموسكو، حذّر وزير الخارجية الصيني وانغ يي من أن بلاده «ليست طرفا في حرب أوكرانيا، وترفض أن تتأثر بالعقوبات الغربية التي تُفرَض على روسيا».

وقال وانغ خلال اتصال مع نظيره الإسباني خوسيه ألباريس، أمس، أن بكين لها «الحق في حماية حقوقها ومصالحها المشروعة»، معتبراً أن الصراع الأوكراني «نتيجة لتراكم واحتدام التناقضات الأمنية الأوروبية على مدار سنين». وتأتي تصريحات وانغ بعد لقاء استمر 7 ساعات بين مسؤولين أميركيين كبار ومسؤولين صينيين في روما، لم يسهم في خفض التوتر حول غزو أوكرانيا.

وصرحت المندوبة الدائمة للولايات المتحدة لدى حلف «الناتو»، جوليان سميث، بأن بلادها تريد من جميع الدول، بما فيها الصين، أن تحدد موقفها من أحداث أوكرانيا، و«أن تصطف إلى جانب نظام عالمي قائم على القواعد»، وأضافت في إفادة صحافية افتراضية: «الآن ليس الوقت المناسب لتتظاهر الدول بالحياد في هذا النزاع بالذات».

من ناحيته أكد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، أمس، أنه حمل رسالة من نظيره الأوكراني ديميترو كوليبا لوزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، بشأن ضرورة وقف غزو موسكو لبلاده، وهو ما رد عليه الأخير بالموافقة «لكن بعد القضاء على الراديكاليين الأوكران». وكان عبداللهيان هاتف كوليبا قبل الزيارة.

«الناتو»

وفي بروكسل، قال الأمين العام لـ «الناتو»، ينس ستولتنبرغ، إن الحلف «قلق من احتمال تنفيذ موسكو هجوما كيماويا من وراء الستار بأوكرانيا». وأضاف خلال مؤتمر صحافي أنه «تم نشر أكثر من 100 ألف جندي أميركي في أوروبا، وسيتم نشر مزيد من قواتنا في شرق أوروبا»، مؤكدا خلال مؤتمر صحافي أن «أي هجوم على أي دولة عضو بالحلف يستلزم منّا ردا قويا، ولكن لا خطط لدينا لنشر صواريخ نووية متوسطة المدى في دول الحلف».

تدريبات «قطبية»

وبعد يومين من انطلاق مناورات «الرد البارد 2022» العسكرية ضخمة في النرويج بمشاركة 30 ألف عسكري من حلف شمال الأطلسي (ناتو) ودول شريكة للحلف، انطلقت، أمس، التدريبات العسكرية «نوبل ديفندر» في القطب الشمالي بين الولايات المتحدة وكندا بدعم من الدنمارك، هدفها «التعاون في الدفاع عن المداخل الشمالية لأميركا الشمالية، وصد أي أخطار محتملة على المنطقة الممتدة من ألاسكا وحتى غرينلاند».