توج الفريق الأول لكرة القدم بالنادي العربي بلقبه الثامن في بطولة كأس سمو ولي العهد، بعد فوزه بركلات الترجيح أمس على نظيره الكويت في المباراة النهائية 5-4، بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي بنتيجة 1-1.

وتشرفت أسرة كرة القدم عقب انتهاء المباراة الماراثونية، بمصافحة سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، الذي رعى وحضر المواجهة في استاد جابر الأحمد الدولي.

Ad

شوط أبيض

جاء الشوط الأول من المباراة، جيد المستوى، والذي فرض فيه الكويت الأفضلية استحواذاً وهجوماً وتهديداً للمرمى مع الوضع في الاعتبار اللعب بحذر شديد، في حين التزم لاعبو العربي بتعليمات الجهاز الفني بالحرف، لذلك بدا عليهم التحفظ إلى حد كبير.

لعب الكويت بطريقة 4-4-2، ودفع مدربه التونسي نبيل معلول بتشكيلٍ يتكون من حميد القلاف لحراسة المرمى، ومشاري الغنام، وفهد الهاجري، وريان ماكنغوان، وسامي الصانغ لخط الدفاع، وأحمد الزنكي، والمهدي برحمة، وطلال فاضل، وجاي ديمبلي لخط الوسط، ومبوكاني، وطه ياسين الخنيسي لخط الهجوم، مع تكليف الزنكي وديمبلي بالانطلاق على الجانبين، والاختراق من العمق.

أما العربي، فلعب بطريقة 4-3-2-1، ودفع مدربه الكرواتي انتي ميشا، بتشكيل يتكون من جاسم العوضي لحراسة المرمى، وعيسى وليد، وحسن حمدان، وطارق بوعبطة، ومحمد فريح، وجوسيب، وعبدالله الشمالي، وسلطان العنزي، وأمامهم محمد صولة، والسنوسي الهادي لخط الوسط، وعلي خلف لخط الهجوم، ويأتي افتقاد العربي للخطورة الهجومية إلى رجوع خلف إلى الخلف أحياناً ويميناً ويساراً أحياناً أخرى.

وجاءت الدقائق الأولى سجالا بين الفريقين، حتى أطلق أحمد الزنكي تسديدة مدوية في الدقيقة 10 ارتدى لها الواعد جاسم العوضي قفاز الإجادة وأبعدها إلى ركنية بشكل رائع، وبعد مرور 6 دقائق انطلق سامي الصانع كالسهم من الناحية اليمنى، وكاد ينفرد لكن حسن حمدان كان له بالمرصاد لتذهب الكرة إلى العوضي، وطالب لاعبو الكويت في هذه اللعبة حكم اللقاء الجنوب إفريقي فيكتور جوميز باحتساب ركلة جزاء على اعتبار أن الكرة لمست يد حمدان، لكن الحكم رفض اللجوء إلى تقنية الحكم المساعد.

وفي الدقيقة 30 كاد يكلف خطأ مدافع الأبيض الاسترالي ماكنغوان فريقه الثمن غاليا، بعد أن سيطر علي خلف على الكرة، التي ذهبت إلى الليبي السنوسي الهادي ليبعدها الدفاع خارج منطقة الجزاء، ومنح هذا الخطأ لاعبي الأخضر الثقة بالنفس، لذلك بادروا بالهجوم، لكنهم لم يصلوا إلى مرمى حميد القلاف.

وكادت النتيجة تتغير في الدقيقة 43، بعد أن مرر حميد القلاف تمريرة طولية من منطقة الجزاء هيأها الكونغولي مبوكاني لطه الخنيسي «الحاضر الغائب»، والذي سدد بقوة مرت إلى جوار القائم الأيسر للعوضي، ولم تشهد الدقائق المتبقية جديدا، لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي.

هدفان وطرد الشعلة

مع بداية الشوط الثاني، أطلق أحمد الزنكي تسديدة أشبه بدانة المدفع من 45 ياردة، لم يتوقعها العوضي، إذ خدعته الكرة وسكنت شباكه، ليعلن الزنكي تقدم الكويت بالهدف الأول.

وبعد الهدف سعى لاعبو العربي إلى الهجوم، وواصل لاعبو الكويت هجومهم أيضا، حيث أراد الأخضر إدراك التعادل، وأراد الأبيض إحراز الهدف الثاني لقتل المباراة. ومن هجمة قادها السنوسي من الناحية اليمنى في الدقيقة 58، تهادت الكرة أمام علي خلف الذي سددها عالية بغرابة.

وفي الدقيقة 60 وضع ديمبلي زميله مبوكاني بتمريرة سحرية وجهاً لوجه أمام العوضي الذي تصدى له وأنقذ مرماه من فرصة هدف محقق، قبل أن يطلق جوميز صافرته، معلناً تسلل «المنفرد» بقرار أكدت الإعادة التلفزيونية عدم صحته.

وأجرى معلول تغييره الأول بنزول علي حسين بدلاً من الخنيسي للحفاظ على التقدم، وقابله ميشا بإجراء تغييرين دفعة واحدة بنزول سيف الحشان ووليد الشعلة بدلاً من عبدالله الشمالي وجوسيب، لتنشيط الهجوم، في ظل ابتعاد صولة والسنوسي عن مستواهما.

وظهر صولة بتسديدة قوية في الدقيقة 66 علت عارضة القلاف بقليل، وبعد دقيقة راوغ علي خلف مدافع الكويت لكن تسديدته ذهبت ضعيفة للحارس.

وواصل ماكنغوان أخطاءه، وأرجع الكرة قصيرة إلى القلاف الذي اشترك معه الشعلة بخشونة ليحصل على البطاقة الصفراء، التي ألغاها جوميز ليشهر له البطاقة الحمراء مباشرة، بعد العودة إلى تقنية حكم الفيديو المساعد، ويكمل العربي المباراة بعشرة لاعبين ابتداء من الدقيقة 76.

وبعد دقيقة، احتسب جوميز ركلة جزاء صحيحة لأحمد الزنكي، بعد تعرضه للعرقلة داخل منطقة الجزاء، من جانب حسن حمدان، انبرى لها المهدي برحمة، وتصدى لها ببراعة جاسم العوضي.

وفي الدقيقة 81 تصدى العوضي لديمبلي من الناحية اليسرى منقذاً مرماه من هدف محقق. ورد العربي بهجمة للصولة من الناحية اليسرى، حيث مرر عرضية انقض عليها البديل سلمان العوضي برأسية متقنة سكنت شباك القلاف هذه المرة، ليدرك العوضي التعادل من أول لمسة للكرة في الدقيقة 82.

وضغط الكويت في الدقائق المتبقية، وأهدر ديمبلي في الدقيقة الأخيرة فرصة ثمينة، بعد أن سدد الكرة بعيداً عن المرمى، لتبقى الحال على ما هي عليه وينتهي الشوط الثاني بالتعادل بهدف لمثله.

استمرار التعادل

لم يشعر احد بنقص صفوف العربي في الشوطين الإضافيين، حيث تبادل الفريقان الهجمات في بداية الشوط الأول، دون تشكيل خطورة تذكر على المرميين، باستثناء تسديدة ديمبلي القوية في الدقيقة 102، لكنها مرت بجوار القائم الأيسر للعوضي.

وفي الدقيقة 107 من زمن الشوط الإضافي الثاني، سدد البديل عبدالله البريكي من اقصى الناحية اليمنى لتمر الكرة بجوار القائم الأيسر لجاسم العوضي، وبقي التعادل مستمرا، ليحكتم الفريقان إلى ركلات الترجيح لحسم وجهة اللقب، التي حسمها العربي لمصلحته 5/4.

جاسم العوضي يشيد بالجماهير ويعتذر

وجه حارس العربي المتألق وأحد نجوم اللقاء، جاسم العوضي، التهنئة إلى جماهير ناديه بالفوز بلقب كأس سمو ولي العهد، موجها الشكر للجهازين الفني والإداري وزميله سليمان عبد الغفور على دعمه طوال الفترة الماضية.

ولفت العوضي إلى أن الجماهير الخضراء تعد اللاعب رقم 1 في الفريق وليس فقط رقم 11 كما يقولون، معتذرا عن الخطأ الذي وقع فيه خلال تسديدة لاعب الكويت أحمد الزنكي التي سكنت شباكه.

ميشا: قدمنا مباراة كبيرة

أشاد مدرب العربي الكرواتي أنتي ميشا بما قدمه فريقه امام الكويت، مشيرا الى صعوبة المهمة وسط مجريات صعبة شهدتها المباراة، في اشارة الى خوض الأخضر 3 اشواط بـ 10 لاعبين.

وأضاف ميشا أن الكويت منافس قوي، الا ان العربي نجح في تحقيق الأهم في المباراة، والفوز بالكأس، مشدداً على أن ثقته بجميع لاعبي الأخضر كبيرة جدا، «وأن الحارس الصاعد جاسم العوضي كان عند حسن الظن».

الشعلة كاد أن يطفئ الفرحة

وضع محترف العربي وليد الشعلة زملاءه تحت ضغوط هائلة بعد تعرضه للطرد المباشر، إثر خشونته مع حارس الكويت حميد القلاف في لعبة مشتركة، كان يمكنه أن يتعامل معها بشكل أكثر احترافية.

الغريب في الأمر أن مدرب العربي الكرواتي انتي ميشا دفع بالشعلة في الشوط الثاني لتنشيط الهجوم، لكن اللاعب تم طرده بسبب رعونته في اللمسة الأولى له، في وقت كان الأخضر في أمس الحاجة للاعبيه.

اللافت أن طرد الشعلة الذي لم يقدم شيئاً يذكر منذ التعاقد معه في فترة الانتقالات الشتوية، كان نقطة تحول في اللقاء، حيث نجح الحارس المتألق جاسم العوضي في التصدي لركلة الجزاء التي سددها المهدي برحمة، في حين نجح البديل سلمان العوضي في إحراز هدف التعادل برأسية رائعة، والثنائي العوضي من أصحاب الأعمار السنية الصغيرة.

● حازم ماهر وأحمد حامد