هل تتخلى أوروبا عن الوقود الأحفوري لإضعاف بوتين؟
![فوراين بوليسي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1586880256579969000/1586880274000/1280x960.jpg)
على صعيد آخر، يجب أن تبقي أوروبا محطاتها النووية مفتوحة، أغلقت ألمانيا حديثاً أربعة مفاعلات نووية ومن المقرر أن تغلق ثلاثة أخرى، كذلك، خفّضت المجموعة الفرنسية "إي دي إف" المتخصصة بالتشغيل النووي توقعات الإنتاج لعام 2022 بسبب الأعطال، وقد يكون هذا الخيار مثيراً للجدل، لكن من الضروري أن تزيد إمدادات الكهرباء التي لا تتكل على الوقود الأحفوري.ولا بد من تحضير محطات الفحم والوقود الناشطة اليوم لساعات عمل إضافية، لكن من دون أن تتكل طبعاً على الوقود المستورد من روسيا، وتتطلب هذه العملية تحديد مصادر الفحم البديل في عدد من محطات توليد الكهرباء المُصمّمة لحرق أنواع معينة من الفحم الروسي، وتبرز الحاجة إلى متابعة تشغيل المحطات التي كانت تتجه إلى إغلاق أبوابها، أو يمكن الاحتفاظ بها كخيار احتياطي على الأقل.إذا قرر بوتين قطع الإمدادات فعلاً، فستصبح تدابير الحفاظ على مصادر الطاقة وتقنينها ضرورية أيضاً، وخلال التظاهرات التي نُظّمت في بداية الهجوم الروسي، حمل الكثيرون لافتات كُتِب عليها إنهم يفضلون أن يتجمدوا من البرد على تمويل حرب بوتين، لكن قد لا تكون التدابير الطوعية التي يتخذها الرأي العام كافية، بل يجب أن تنظّم الحكومات وضعها تحسّباً لسنة صعبة من خلال مكافأة الناس على تخفيف استهلاكهم لمصادر الطاقة. ولتأمين الإمدادات اللازمة، يجب أن تنسّق أوروبا جهودها في مجال استيراد الغاز واستهلاكه واحتياطياته، وقد تضطر الدول التي تملك أفضل القدرات لاستيراد كميات غاز تفوق ما تستعمله أو ترسله إلى الدول الأخرى، ويجب أن تتابع هذه الدول تأمين الغاز لبعضها إذا تراجع المخزون. وفق هذا السيناريو، ستكون التدابير اللازمة لتجاوز الشتاء المقبل مكلفة، وتحتاج إلى دعم الرأي العام لأكثر الفئات تضرراً، ويجب أن يتحمّل الناس أيضاً بعض المواقف المزعجة، وسط هذه التطورات يجب أن تكثّف أوروبا استثماراتها في مجال الطاقة الخضراء بموجب "الصفقة الخضراء الأوروبية" ومختلف البرامج الوطنية، فقد جاء الهجوم الروسي الوحشي ليسلّط الضوء على الرابط بين الوقود الأحفوري والصراعات، وليدفع الرأي العام وصانعي القرار في أوروبا إلى التخلص من هذه التبعية الشائكة.