ماكنزي: صواريخ إيرانية تهدّد المنطقة ولا تصل إلى أوروبا
بندان يعوقان «اتفاق فيينا»... وطهران تفرج عن بريطانيَّين
أكد رئيس أركان القيادة الوسطى الأميركية، كينيث ماكنزي، أن الصواريخ البالستية الإيرانية لا تصل إلى أوروبا، لكنها تعد التهديد الأكبر لأمن الشرق الأوسط، في حين دافع قائد «فيلق القدس» الإيراني عن قصف مدينة أربيل خلال وجوده في بغداد، وتحدث السفير الإيراني عن قرب حل الخلاف بين «الإطار الشيعي» والتيار الصدري.
في وقت بلغت الجهود الدولية بشأن إحياء الاتفاق النووي الإيراني «مرحلة نهائية» مع تبقي نقاط تباين قليلة قبل إنجاز تفاهم يعيد القيود على برنامج طهران الذري مقابل رفع العقوبات الأميركية المفروضة عليها، كشف رئيس أركان القيادة الوسطى الأميركية «سنتكوم»، كينيث ماكنزي، أن الحكومة الإيرانية لديها أكثر من 3000 صاروخ باليستي من مختلف الأنواع، يصل بعضها إلى إسرائيل، لكن مداها لا يبلغ أوروبا.ووصف أكبر قائد أميركي في الشرق الأوسط، في بيان مكتوب إلى لجنة مجلس الشيوخ الأميركي، أمس الأول، برنامج الصواريخ الإيراني بأنه أكبر تهديد للأمن الإقليمي، وقال إن طهران استثمرت بكثافة في برنامجها للصواريخ البالستية على مدى السنوات الخمس إلى السبع الماضية. ودعا قائد القيادة التي انضمت إليها إسرائيل أخيراً، الدولة العبرية إلى العمل مع دول الشرق الأوسط في مجال الدفاع الجوي.وأعرب ماكنزي عن قلقه بشأن تطوير برنامج الطائرات المسيّرة الإيراني، قائلًا: «لقد حققت إيران القدرة على إنتاج مكونات الطائرات المسيّرة بكميات كبيرة، وإرسالها إلى الميليشيات التي تعمل بالوكالة عنها في المنطقة».
وبحسب قائد القيادة الوسطى، فإن طهران تقوم بـ»رش البنزين على المنطقة بمساعدة القوات التي تعمل بالوكالة لها، وأنشأت الآن هلالاً يمتد من اليمن وشبه الجزيرة العربية إلى العراق وسورية ولبنان والحدود الإسرائيلية».كما قال هذا الجنرال الأميركي الكبير، إن إضافة إسرائيل إلى المنطقة التي تغطيها القيادة الوسطى أدت إلى خلق العديد من الفرص للتعاون في مجال الدفاع الجوي والصاروخي المتكامل في الشرق الأوسط.ووعد ماكنزي بأن تشارك إسرائيل أكثر في التدريبات المشتركة مع الدول العربية تحت رعاية القيادة الأميركية.
قآني ومسجدي
وجاء توصيف ماكنزي لخطورة برنامج التسلح البالستي الإيراني غداة القصف الصاروخي الذي شنه «الحرس الثوري» الإيراني على مدينة اربيل الكردية عاصمة اقليم كردستان العراق، بذريعة وجود مقر تابع لـ«الموساد» قرب القنصلية الأميركية.وبدأ قائد «فيلق القدس» الإيراني إسماعيل قآني عقد لقاءات مع أحزاب وفصائل عراقية في بغداد التي وصلها، أمس الأول، في زيارة ترمي لتبرير الضربة الصاروخية التي اثارت غضب بغداد، وتقديم أدلة تثبت وجود عناصر إسرائيلية، واستثمار الهجوم في محاولة لـ «إحباط جهود التيار الصدري بزعامة رجل الدين البارز مقتدى الصدر للتحالف معها بمشاركة قوى سنية، بهدف تشكيل حكومة أغلبية وطنية لا تخضع لإملاءات طهران»، حسب ما يقول مراقبون عراقيون. وفي حين أعربت عدة شخصيات عراقية من تيارات مختلفة عن غضبها من زيارة قآني ووصفتها بـ«المستفزة»، نسبت منصات عراقية مؤيدة لطهران لقائد الفيلق التابع لـ»الحرس الثوري» قوله، إن «استهداف مقر الإسرائيلي في اربيل كان حازماً، وان إسرائيل أصبحت ذليلة». وأكد قآني أن «الأميركيين باتوا يخشون فصائل المقاومة، وأن القوى المسلحة الإيرانية على أهبة الاستعداد لمواجهة الأعداء».في موازاة ذلك، شدد السفير الإيراني لدى العراق ايرج مسجدي، في تصريحات نقلتها الوكالة الإيرانية الرسمية، على أن «الشرخ بين القوى الشيعية العراقية ينبغي ألا يستمر». ولفت مسجدي إلى «الوتيرة الإيجابية للحوارات الأخيرة بين التيار الصدري والإطار التنسيقي الشيعي»، الذي يضم فصائل وأحزابا شديدة الصلة بإيران. وأوضح أن «طهران تدعم النتيجة الحاصلة والتوافق بين الطرفين، وكذلك التوافقات مع سائر التيارات السياسية في العراق». وأشار إلى أن بلاده تأمل في «الوصول إلى توافق بين التيار الصدري والإطار، سواء في موضوع الكتلة الأكبر أو اختيار رئيس الوزراء وكذلك التوافق مع الأطراف الكردية والسنية، ليخرج العراق من الطريق السياسي المغلق». وأعرب عن تفاؤله بـ»حل عقد تشكيل الحكومة في العراق»، متوقعاً أن «تتجه الظروف نحو المسار الإيجابي، ومن المحتمل الوصول إلى توافق في ضوء إدراك جميع الأطراف بأن الظروف المغلقة الراهنة لا تصب في مصلحة البلاد».تنسيق صيني
إلى ذلك، وفي ظل حالة عدم اليقين التي تهيمن على حقيقة التقدم المحرز في مفاوضات فيينا بين إيران ومجموعة «4+1»، بشأن إحياء الاتفاق النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018، أكد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، أنه سيتم الوصول إلى «اتفاق جيد وراسخ ومستديم بدعم من جميع أطراف المفاوضات التي تستضيفها العاصمة النمساوية إذا تصرف الجانب الأميركي بواقعية». وجاء ذلك خلال اتصال هاتفي مع عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي، حيث جرى بحث العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.ووصف عبداللهيان نهج الصين في المفاوضات بأنه بناء، وجاء حديثه غداة تأكيد موسكو أنها حصلت على ضمانات أميركية مكتوبة بعدم تأثير العقوبات التي يفرضها الغرب عليها بسبب غزو أوكرانيا على أنشطتها مع إيران، بعد إعادة تطبيق الاتفاق النووي الإيراني بشكل كامل.وفي تصريحات منفصلة، ذكر وزير الخارجية الإيرانية أن بلاده مستعدة لـ "العودة إلى فيينا غداً، إذا استجابت واشنطن، لاثنين من مطالبنا"، موضحاً أنّ "هناك قضيتين عالقتين مع واشنطن، إحداهما الضمانات الاقتصادية". ولاحقاً، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن كلير لوجاندر، إن "هناك حاجة ملحّة لإبرام الاتفاق المطروح في فيينا" من قبل جميع الأطراف، في وقت تقترب فيه إيران كل يوم من امتلاك القدرة على تصنيع قنبلة ذرية.إفراج ودين
على صعيد آخر، أطلقت السلطات الإيرانية سراح بريطانيين ــ إيرانيين هما: موظفة الإغاثة نزانين زغاري راتكليف، والمهندس المتقاعد أنوشه عاشوري بمغادرة البلاد، أمس، بالتزامن مع إفراج لندن عن 530 مليون دولار لتسوية دين قديم مستحق للجمهورية الإسلامية.وأورد التلفزيون الرسمي أنه «تم تسليم راتكليف إلى الحكومة البريطانية، بعدما أمضت عقوبة السجن لستة أعوام». أما أنوشه عاشوري فقد حكم عليه في 2019 بالسجن عشر سنوات لإدانته بالتجسس لمصلحة «الموساد» الإسرائيلي مدة عامين، لإدانته بتهمة «حيازة ثروة بشكل غير قانوني».في هذه الأثناء، قالت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس، أمس، إن بلادها تبحث عن سبل لرد دين قديم قيمته 400 مليون جنيه إسترليني (522 مليون دولار) لإيران، لكنها أشارت إلى أن الأمر لم يصل بعد لحد التسوية. وأضافت تراس: «لقد جعلنا أمر رد الدين الذي علينا لإيران أولوية، ونسعى لسبل لدفعه»، مضيفة أن فريقاً بريطانياً موجود في طهران.
قآني في بغداد لاستثمار «صواريخ أربيل»..