قدمت فرقة مسرح الخليج العربي أول العروض الرسمية لمهرجان "أيام المسرح للشباب 13" على مسرح الدسمة، بدعم ورعاية الهيئة العامة للشباب. وجاء العرض بعنوان "أناركيا"، الذي ارتكزت فيه الفكرة الأساسية حول تسرب اليأس إلى قلب الإنسان، وشعوره بفقدان الأمل وجحود الآخرين.

وقد تألق الفنان ناصر الدوب، الذي كان بطل العرض، بكل جدارة واستحقاق، عبر انغماسه في شخصية "العجوز"، الناصح لجيل الشباب من مغبة السقوط في بئر الضياع، خصوصاً أنه فقد جميع أبنائه.

Ad

وأجادت الفنانة سعاد الحسيني في دور الفتاة الضائعة، التي اعتادت على الرقص على جراحها وهمومها، وهي التي لم تبكِ منذ ولادتها.

أما الفنان فيصل الصفار، فقد اقتحم عالما جديدا، من خلال تأديته دورا جريئا جدا تمثل في شخصية الرجل الناعم، زوج الراقصة ومالك الملهى.

ودارت الأحداث في مبنى قديم متهالك جداً يسكنه عجوز بائس ومجموعة من القطط السوداء التي يحرص على إطعامها الحليب يومياً، كما يحاول جاهداً استرجاع ذاكرته بعدما تسلل إليه الزهايمر، فأمسى حبيساً ومنعزلاً في العتمة ينتظر بصيص أمل من شرفة الظلام، ليستعيد ما بعثرته رياح الزمان، فبعد ضياع ابنته وزواجها من رجل "ناعم" يدير ملهى ليليا، ووفاة ابنه وهجرة الآخر، لم يعد يجد للحياة طعماً.

المسرحية تخللتها العديد من الإسقاطات الاجتماعية، والقيم الإنسانية التي تجلت في شخصية العجوز، الذي ظل متمسكاً بمبادئه، رغم تغيّر النفوس في زمن الجحود واللصوص ونكران الجميل.

وكان العرض بمجمله غزيراً بالقيم الإنسانية والتقلبات النفسية، وتجلى ذلك من خلال الحوار الذي ألفته فاطمة العامر، حيث بدا ثرياً بالمفردات والصور البلاغية، التي أعطت النص معاني عميقة وجمالية.

وقد أدار المخرج محمد الأنصاري خيوط اللعبة باقتدار، مقدماً الكوميديا السوداء على شكل لوحات درامية، أبكتنا حيناً وأسعدتنا في أحيان أخرى.

أما السينوغرافيا، فقد تم توظيف الإضاءة بشكل جيد جداً من قبل مصممها فاضل النصار، وكانت متناغمة في كل مشهد على حدة، باستخدام لونين فقط هما الأزرق والأحمر، فضلاً عن براعة مصمم الديكور محمد بهبهاني، الذي قدَّم لنا ديكوراً بسيطاً، وحصة العباد التي أبدعت في تصميم الأزياء.

عزة إبراهيم