إيران ترسل قوات إلى سورية تزامناً مع انسحابات روسية
• موسكو تستدعي إلى أوكرانيا 8 وحدات متخصصة بالأسلحة غير التقليدية وحرب المدن
• «حزب الله» يعيد مقاتلين إلى دمشق... و«الحرس الثوري» يحضّر لعملية في الجولان
في وقت ينتظر الجميع معرفة ما إذا كان الزخم سيعود إلى مفاوضات فيينا النووية بعد حلّ العقدة الروسية، أكد مصدر رفيع المستوى في «فيلق القدس»، الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني، أن إيران أرسلت قوات جديدة إلى سورية لاستبدال نحو 8 آلاف جندي بدأت موسكو سحبهم من هناك لإشراكهم في حرب أوكرانيا.وفي خطوة قد تكون جرت بسرعة لاستباق التوصل إلى اتفاق مع واشنطن، كشف المصدر أن عدد القوات الإيرانية التي جرى إرسالها إلى سورية وصل الأسبوع الماضي، إلى 2000 عنصر، إلى جانب إعادة مقاتلين من «حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية وعدد كبير من مقاتلي «لواء فاطميون» الأفغاني الذين جرى سحبهم من سورية في عدة أوقات خصوصاً بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان. وأوضح أن موسكو تنوي سحب وحدات خاصة متخصصة في استخدام أنواع من الأسلحة الروسية المتطورة غير التقليدية التي جربت في سورية، مثل القنابل الفراغية والصوتية والقاذفات الارتعاشية والإلكترومغناطيسية وقاذفات أمواج صوتية عالية المستوى، مضيفاً أن قيادة الجيش الروسي ترغب في استخدام هذه الوحدات بعمليات اقتحام المدن الكبيرة لتقليل الخسائر، خصوصاً أن بعض هذه القوات مدرب على التخطيط لحرب الشوارع واكتسب في سورية خبرة عالية في حرب المدن، وهو تحديداً ما تحتاج إليه موسكو في حال بدأت اقتحام العاصمة كييف والمدن الأوكرانية الكبيرة.
وأشار إلى أن الهدف من زجّ إيران بمزيد من القوات في سورية ليس فقط استبدال القوات الروسية لعدم حصول فراغ، بل إن قرار المرشد الأعلى علي خامنئي، الأخير، الذي أشارت إليه «الجريدة» بعدم امتثال إيران والقوات الموالية لها للاتفاق المسبق مع موسكو بعدم اقترابها 40 كيلومتراً من الحدود مع الجولان المحتل، يتطلب أن يكون هناك وجود قوي لطهران في سورية، متوقعاً أن يقوم «الحرس الثوري» في الأسابيع أو الأشهر المقبلة بعملية ضد إسرائيل قريباً في الجولان رداً على مقتل عقيدين في صفوفه الأسبوع الماضي بغارة إسرائيلية قرب دمشق.وشدد في هذا الإطار على أن قصف مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق قبل أيام بصواريخ بالستية ليس هو الرد على الغارة الإسرائيلية في سورية بل على عملية قامت بها مسيرات إسرائيلية في كرماناشاه قبل أشهر. وعلى الرغم من زيارة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو لسورية في الساعات القليلة التي تلت إعلان الحرب على أوكرانيا، لضمان ثباث العمليات الروسية هناك، وإبلاغ دمشق أن المعركة هناك لن تؤثر على شروط الوجود الروسي لديها، كانت هناك اندفاعة إيرانية ملحوظة باتجاه سورية، إذ أجرى مدير الأمن الوطني السوري علي مملوك زيارة عاجلة لطهران، في حين توجه نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى دمشق.