سلّط احتجاج الصحافية الروسية في «القناة الأولى» الروسية الحكومية، مارينا أوفسيانكوفا، التي اقتحمت استديو القناة خلال النشرة الإخبارية المسائية، وحملت لافتةً كتب عليها «لا للحرب»، و»لا تصدقوا البروباغندا»، الضوء على أوضاع الصحافيين والمذيعين والعاملين في القنوات المقرّبة من الكرملين، ومواقفهم من الحرب.

وفي اتصال مع صحيفة «ذا غارديان» البريطانيّة، أكّدت أوفسيانكوفا التي اعتقلت، ثم أطلق سراحها وتم تغريمها، أنّها لن تتراجع عما قالته.

Ad

لكنّ موقف أوفسيانكوفا الجريء سلّط الضوء أيضاً على استقالات من وسائل إعلام تديرها الدولة بإحكام، وفق «هيئة الإذاعة البريطانية» BBC.

فقد استقالت مراسلة القناة الأولى في أوروبا جانا أغالاكوفا، فيما غادرت المذيعة في قناة NTV المنافسة ليليا غيلدييفا، التي تعمل فيها منذ 2006، إضافة إلى فاديم غلوسكر، الذي كان يعمل أيضاً في NTV منذ 30 عاماً تقريباً.

ونقلت BBC عن الصحافي رومان سوبر، قوله، إن الصحافيين «كانوا ينسحبون بشكل جماعي من «أخبار فيستي»، في ظلّ أنباء عن استقالات جماعية أيضاً من مجموعة التلفزيون الحكومية لعموم روسيا VGTRK.

من جانبها، شهدت RT، القناة المقربة من الكرملين، والتي تم حجبها في الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي وبعض دول إفريقيا، استقالاتٍ أيضاً من جانب صحافيين روس ومن غير الروس.

كما شهدت وكالة الأنباء الروسية الحكومية «رابتلي»، ومقرها ألمانيا، سلسلة من الاستقالات.

إلى ذلك، تركت راقصة الباليه الأولى الروسية أولغا سميرونوفا (31 عاما) فرقة «البولشوي» في موسكو احتجاجاً على الغزو الروسي، وسترقص الآن مع «الباليه الوطني الهولندي» في أمستردام.

وفي أوائل مارس، كتبت سميرنوفا علانية أنها «ضد الحرب بكل جوارحها». وتابعت: «لم أتوقع أنني سأشعر بالخزي من روسيا. لطالما كنت فخورة بالشعب الروسي الموهوب وبإنجازاتنا الثقافية والرياضية».

ودعا الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين اليوم إلى ما أسماه "التطهير الطبيعي" لمن وصفهم بـ "الحثالة والخونة" داخل روسيا الذين يشككون في حربه، متهماً الغرب بمحاولة تقسيم المجتمع الروسي وإثارة المواجهة بين الشعب والنظام.

ومضى يشتم معارضيه بالقول إن من الواجب "ببساطة بصقهم مثل الذبابة التي دخلت عن طريق الخطأ في الفم"، متابعاً بذات النبرة الحادة: "أنا مقتنع بأن مثل هذا التطهير الطبيعي والضروري للمجتمع سيقوي مجتمعنا".

وكان الرئيس السوري بشار الأسد استخدم في أحد خطاباته في بداية الحرب الأهلية السورية كلمة «التطهير»، للقضاء على المعارضين الذين وصفهم بأنه جراثيم.

وهناك مقولة شهيرة للزعيم السوفياتي والمفكر الشيوعي التاريخي فلاديمير لينين، يقول فيها «الحزب يقوى بتطهير نفسه».