كشف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المرشح الأوفر حظاً للفوز في الانتخابات الرئاسية في أبريل، اليوم، عن برنامجه بهدف فرض مواضيعه على منافسيه خلال حملة صعبة طغت عليها الحرب في أوكرانيا.

في هذه الحملة الانتخابية، التي واجهت أولاً أزمة «كوفيد» ثم الغزو الروسي لأوكرانيا، يعطي إيمانويل ماكرون الأولوية لجهوده الدبلوماسية. لدرجة أن معسكره «سيخوض حملة تقريباً بلا مرشح» فيما تتهمه المعارضة بالتهرب من النقاش.

Ad

منذ أن أعلن ترشيحه في مطلع مارس، لم يعقد الرئيس سوى تجمع عام واحد مع فرنسيين، في 7 مارس فيما يكثف خصومه التجمعات الانتخابية.

وفي مؤتمر صحافي في ضواحي باريس بدأ ماكرون الذي يتقدم على المرشحين الآخرين في كل استطلاعات الرأي مع 30 في المئة من نوايا التصويت، آخر مرحلة نحو الجولة الأولى المرتقبة خلال ثلاثة أسابيع. في خطاب تمهيدي مدته ساعة، عرض حوالى 30 من أبرز إجراءاته قبل أن يرد على أسئلة 320 صحافياً معتمدين، بينهم عشرات من وسائل إعلام أجنبية.

كانت ولاية ماكرون الأولى صاخبة عمد خلالها إلى اتقان فن التكيف إلى جانب ممارسة منفردة للسلطة.

أصغر رئيس عرفته فرنسا على الإطلاق، صعد وزير الاقتصاد السابق في عهد الرئيس الاشتراكي السابق فرنسوا هولاند إلى القمة عام 2017 وهو في سن 39 عاماً فقط مستخدماً ببراعة صورته كسياسي لا ينتمي إلى اليمين ولا الى اليسار مستفيداً من تفكك الأحزاب التقليدية. ماكرون الذي يقدره أنصاره كثيرا، مكروه من قسم كبير من الشعب الفرنسي. ورغم أنه جاء من اليسار، إلا أنه يوصف كثيراً بأنه «رئيس الأثرياء» والنخب المدنية وقد بدأ ولايته باجراءات لاقت تنديداً واسعاً بشكل خاص وهي إلغاء الضريبة على الثروات وخفض المساعدات للإسكان.

سيتم تفصيل البرنامج الانتخابي للرئيس والذي يقوم على حوالى مئة إجراء، في كتيب من 24 صفحة سيرسل عبر البريد إلى حوالي ستة ملايين عائلة فرنسية في نهاية الأسبوع.

وقال مسؤول من الأغلبية الرئاسية أن «ماكرون سيحرص على أن أسس نهجه لا تزال قائمة. سيكون هناك بالتالي مفاجآت في اللهجة وفي الإجراءات».

في الأيام الماضية تم تسريب حوالي عشرين اقتراحاً، عبر تصريحات أو تسريبات صحافية، مثل رفع سن التقاعد إلى 65 عاماً. وعرض ماكرون اجراءات مكافحة حرمان مناطق من رعاية طبية ومبادرات للتحول البيئي وكذلك لتعزيز السيادة الفرنسية والأوروبية من حيث البحث أو التصنيع أو التجارب من أجل استقلالية المدارس.

هل ستكون هذه الاقتراحات المطروحة في النقاش كافية لإسكات منتقدي منافسي إيمانويل ماكرون الذين يتهمونه بالتهرب منه؟

بعد هذا المؤتمر الصحافي، «يمكن لكل شخص المقارنة» بأفكار المرشحين الآخرين كما قال السكرتير الأول للحزب الاشتراكي أوليفييه فور صباح الخميس على اذاعة جي.

من جهتها تقول فلورنس بورتيلي المتحدثة باسم مرشحة حزب «الجمهوريين» (يمين) فاليري بيكريس إنها لا تسمي «هذا نقاشاً.سيقوم بما اعتاد على القيام به، أي إلقاء خطاب» كما أوضحت لإذاعة «فرانس إنفو».

وكان رئيس كتلة حزب الجمهوريين في مجلس الشيوخ جيرار لارشيه حذر الثلاثاء من أنه «إذا لم تكن هناك حملة، فإن مسألة شرعية الفائز ستطرح».

يقوم إيمانويل ماكرون بزيارة الى جنوب غرب فرنسا في إطار حملته، لكن ليس هناك سوى تجمع انتخابي واحد مقرر في 2 أبريل في باريس. التجمع المقرر في نيس (جنوب شرق) الأسبوع المقبل سيجري بدون حضوره.

مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في فرنسا عمدت تويتر اليوم، إلى تفصيل استراتيجيتها للتصدي للتلاعب الانتخابي والتضليل الاعلامي، مستذكرة الاتهامات بالتزوير التي شابت الانتخابات الرئاسية الأميركية في 2020 وأدت الى الهجوم على الكابيتول.

وقالت إنها ستلغي خصوصا «التغريدات التي تتضمن معلومات خاطئة او مضللة حول سبل المشاركة في الانتخابات» وستضع إشارة على الرسائل التي «تقوض الثقة في الانتخابات او النتائج».