العثور على آبار حورس المفقودة في سيناء منذ 2500 عام
تعود إلى العصور الفرعونية وتضم العديد من الأواني والآثار الفخارية
بين حين وآخر، تبوح الأرض المصرية بأسرار الحضارة الفرعونية، إذ نجحت البعثة الأثرية المصرية العاملة في منطقة «تل الكدوة» بمحافظة شمال سيناء، في الكشف عن مجموعة آبار مياه طريق حورس المفقودة، والتي ترجع إلى العصور الفرعونية، قبل نحو 2500 سنة.
ما أعلنته وزارة السياحة والآثار المصرية قبل أيام يُتوقع أن يحدث حالة من الانتعاش للسياحة الأجنبية الوافدة إلى بلاد الأهرامات، التي تشهد العديد من الاكتشافات الأثرية نتيجة الجهود التي تبذلها مصر في سبيل التنقيب والبحث عن كنوز أجداد المصريين الأوائل، بهدف تعزز سياحة الآثار التي يعشقها الكثيرون حول العالم.وأكد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر، مصطفى وزيري، أن هذه هي المرة الأولى التي يجري فيها الكشف عن آبار للمياه بالمنطقة من العصور الفرعونية حيث يعود وجودها قبل نحو 2500 عام، إذ إن الأدلة العلمية تشير إلى وجودها حيث تم نقشها في عصر الملك سيتي الأول على جدران معبد الكرنك، لافتًا إلى أن عدد الآبار المكتشفة يبلغ خمس آبار، تقع خارج أسوار قلعة تل الكدوة، في منطقة تتميز برمالها الصفراء، وفي الوقت نفسه تشير الشواهد إلى أنه تم تدميرها وردمها عن عمد، إلا بئر واحدة فقط، حتى لا يستخدمها الغزاة خلال فترة الغزو الفارسي. وفي السياق، أوضح رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، أيمن عشماوي، أن البئر الوحيدة الناجية جرى بناؤها بطريقة غير تقليدية، حيث تم حفرها في الرمال الصفراء، ووضع حلقات من الفخار فوق بعضها بداخلها. يبلغ قطر الواحدة منها حوالي متر، وبها ثلاث فتحات جانبية تساعد على النزول والصعود من البئر. وقامت البعثة بالحفر والنزول بها مسافة تزيد قليلا على ثلاثة أمتار، أسفرت عن العثور على 13 حلقة فخارية، والعديد من الأواني الفخارية يرجع إلى عصر الأسرة 26، العصر الصاوي.
وفيما يتعلق بنتائج أعمال حفائر البعثة الأثرية داخل الحصن، قالت رئيسة الإدارة المركزية لآثار الوجه البحري، نادية خضر، إنها أسفرت عن العثور على أحد المخازن الذي يبلغ طوله نحو 12 مترا وعرض أربعة أمتار، وفي منتصفه يوجد عدد من الأواني الفخارية جرى وضعها فوق بعضها والتي كانت تستخدم كمصارف للمياه، وهذه الطريقة معروفة ومتداولة خلال العصر الصاوي.كما عثرت البعثة على بقايا أفران، من منتصف العصر الصاوي، يرجح أنها ورشة لصهر خام النحاس، حيث جرى العثور على أجزاء من سبائك النحاس على أشكال دائرية، بالإضافة إلى أجزاء من منفاخ من الفخار كان يستخدم في عمليات الصهر.من ناحيته، أكد المدير العام لآثار سيناء، هشام حسين، أن تل الكدوة هو أحد أهم مواقع العمارة العسكرية المصرية خلال عصر الأسرة السادسة والعشرين (العصر الصاوي) بشمال سيناء، حيث كشفت البعثة المصرية عن بقايا قلعتين بالمكان تؤرخ إحداهما بعصر الملك بسماتيك الأول.ومن المعروف أن طريق حورس الحربي من أقدم الطرق في شبه جزيرة سيناء ويربط بين مصر وفلسطين بطول 220 كيلومترا، وعرف في النصوص المصرية الفرعونية منذ عصر الدولة القديمة باسم "طريق حورس"، ويعتبر نقش الملك سيتي الأول بمعبد الكرنك هو المصدر الرئيس الذي يشير إلى وجود سلسلة من القلاع العسكرية وآبار المياه بطول الطريق، حيث صور نقش الملك سيتي الأول أمام كل قلعة من قلاع طريق حورس بئر مياه، وأطلق المصريون القدماء خلال عصر الدولة الحديثة تسميات محددة على كل قلعة وبئر مياه من آبار طريق حورس الحربي القديم.