ذكر د. سليمان آرتي أنه من الطبيعي أن يستدرج الفن التشكيلي صناع السينما إلى محترفاتهم وأعمالهم، لإثراء عالمهم السينمائي، لذلك تلقب السينما بـ"الفنون الممزوجة" لاحتوائها على عناصر الصوت والصورة والتشكيل والغرافيك، إلى جانب الأداء التمثيلي الحركي.وقال د. آرتي، خلال محاضرة في رابطة الأدباء الكويتيين على مسرح د. سعاد الصباح، بعنوان "تكنيك الضوء والظلال بين التشكيل والسينما"، إن الشكل السينمائي لم تكتمل أساسياته إلا في بدايات القرن الماضي، بينما كانت بوادر التشكيل في الخربشات والصورة الموجودة على الجدران منذ العصر الحجري، مرورا بالحضارات الإنسانية المختلفة، كاليونانية والرومانية والفارسية، مضيفا أن الإنتاج السينمائي يعتمد في خلق الصورة على مفردات تقنية وتعبيرية ذات هوية تشكيلية لصناعة الفرجة السينمائية، أبرزها التكوين والحركة واللون والضوء وتركيب الصورة.
واستعرض في المحاضرة مجموعة من النماذج والأقاويل عن علاقة التشكيل بالسينما، حيث استند إلى مقولة المؤرخ والكاتب جيل ديلوز بأن حركة الكاميرا ليست اعتباطية، لكنها تستضيف عدة مدارس فنية، وتحديدا تشكيلية، ودور المخرج هنا كالرسام التشكيلي في بناء العناصر داخل نظام حركي مولد لكتلة عنصرية داخل العمل في غاية إنتاج أو خلق يهدف إلى لمس أحاسيس المشاهد الحقيقي.وعن علاقة تكنيك الضوء والظلال بفن السينما، أشار إلى مجموعة من الأساليب الفنية لدى بعض الفنانين التشكيليين، والتي أخذت الصفة المؤسسة في صنع اللقطة السينمائية بتنوعها الفني، وربط في حديثه عن رواد الفن التشكيلي إلى أحد أهم هؤلاء الفنانين التشكيليين من حيث تأثيره الواسع والعريض على السينما، وهو الإيطالي كارافاجيو، الذي ابتدع تكنيك الكيارسكورو، وهو الأسلوب الفريد القريب من اللقطة السينمائية في كثير من أساسياتها الفنية والتقنية من حيث التشكيل الضوئي والحركي.ولفت إلى ربط المختصين من الأكاديميين في تحديد تلك العلاقة، ودلل على تلك العلاقة بعرض أعمال مجموعة من المخرجين السينمائيين العالميين، مثل مايكل انجلو انطنيوني وانغمار بيرغمان وبازوليني وكيروساوا.
توابل - ثقافات
آرتي: الصورة السينمائية تعتمد على مفردات تقنية بهوية تشكيلية
18-03-2022