مع احتدام الخلافات بين روسيا والدول الغربية إثر اجتياح القوات الروسية لأوكرانيا، عاد الحديث عن طائرة «يوم القيامة» الأميركية، التي يمكن أن تصبح مقر قيادة لإدارة المعركة في حالة نشوب حرب نووية.

وعقب يوم واحد من إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وضع القدرات النووية لبلاده في حالة تأهب قصوى، في 27 فبراير الماضي، إثر غزوه أوكرانيا، أجرت الطائرة الأميركية المعروفة باسم «يوم القيامة»، مهمة تدريبية قصيرة فوق نبراسكا.

Ad

طائرة «يوم القيامة»، هي في الأصل بوينغ 747، تم تطويرها لتصبح قادرة على إدارة شؤون العمليات النووية من الجو في حال وقوع هجوم نووي على البلاد وأن تكون بمنزلة مقر متنقل لكبار القادة.

وتبلغ تكلفة تجهيز هذه الطائرة أكثر من 250 مليون دولار، رغم أنها لا تزال تستخدم معدات تحكم غير رقمية، لتتمكن من العمل حتى في حال تعرضها لنبض كهرومغناطيسي، قد يسببه انفجار نووي.

وبحسب تقرير سابق لشبكة «سي إن بي سي»، لا تمتلك هذه الطائرة أي نوافذ عند منطقة الركاب، وهي مزودة بدرع حماية خاص ضد أي تأثيرات حرارية قد تنتج عن الحرب النووية، وهي تمتلك القدرة على الاتصال بالأقمار الصناعية والسفن والغواصات والطائرات من أي مكان في العالم، فيما تبقى مزاياها العسكرية العديدة الأخرى سرية.

وصف أحد القادة العسكريين الأميركيين في 2018 هذه الطائرة بأنها «بوليصة التأمين الأميركية»، بحسب تقرير سابق لشبكة «سي إن إن».

وأظهر التقرير، أنه من خلال هذه الطائرة يمكن تحديد مكان الرئيس الأميركي، ونائبه، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، ووزير الدفاع، وغيرهم من المسؤولين الأميركيين، إذ تعمل الطائرة قاعدة للقيادة والتحكم من الجو، ويمكن لقادة سلاح الجو الأميركي تنفيذ أوامر الرئيس، من أي مكان.

ولفت إلى أن لدى الطائرة القدرة على البقاء في الجو عدة أيام، خاصة مع إمكانية تزويدها بالوقود وهي تحلق في الهواء، ناهيك بمزايا التحكم التي تتيحها بالأسلحة الأميركية، إذ يمكنها إطلاق صواريخ بالستية عابرة للقارات.

وحذر استراتيجيون نوويون ومسؤولون أميركيون سابقون من وجود خطر حرب مباشرة قد تنزلق إلى تبادل الضربات بالأسلحة النووية.

وتقول صحيفة «نيويورك تايمز»، إن الدعم العسكري الغربي الجريء لأوكرانيا والتهديدات الروسية بالانتقام المباشر مدفوعة بحالة الحصار واليأس في الكرملين، تزيد من عدم اليقين حول الخطوط الحمر لكل جانب.

ويؤكد القادة في كلا الجانبين أنهم يعتبرون مثل هذه الحرب غير واردة، لكن الخوف، كما يؤكد الخبراء، ليس تصعيداً متعمداً للحرب، لكن سوء فهم أو استفزاز يدفع الطرف الآخر للرد، قد يخرج عن نطاق السيطرة.

ويقول بعض الخبراء، إن الحرب في أوكرانيا تزيد من هذه المخاطر إلى مستوى لم نشهده منذ أزمة الصواريخ الكوبية.

وتعتبر روسيا الأسلحة وغيرها من المساعدات العسكرية المتزايدة التي ترسلها الحكومات الغربية إلى أوكرانيا بمنزلة إعلان حرب، وألمحت إلى أنها قد تضرب قوات الناتو.

وقال الخبير الاستراتيجي النووي بجامعة هامبورغ في ألمانيا، أولريش كوهن: «فرصة استخدام الأسلحة النووية منخفضة جداً. لكن ليست صفراً. إنه احتمال حقيقي وقد يزداد. هذه الأشياء يمكن أن تحدث».

وقال محلل السياسة العسكرية الروسية، ديمتري غورنبرغ، «ديناميات التصعيد في الصراع بين الولايات المتحدة وروسيا يمكن أن تتحول بسهولة إلى تبادل نووي».

وأخيراً كتب المسؤول الاستخباراتي الأميركي السابق، كريستوفر تشيفيس، أن «العشرات من المناورات الحربية التي نفذتها الولايات المتحدة وحلفاؤها» توقعت جميعها أن يشن بوتين ضربة نووية واحدة إذا واجه قتالاً محدوداً مع «الناتو» أو تكبد انتكاسات كبرى في أوكرانيا.

وقال ديمتري ميدفيديف الرئيس الروسي السابق الذي يتولى منصب نائب الأمين العام لمجلس الأمن الروسي، أمس، إن الولايات المتحدة أججت حالة رهاب من روسيا في محاولة لتركيعها وتمزيقها وحذر من أن «المؤامرة لن تنجح… روسيا قادرة على وضع كل أعدائنا المتهورين في مكانهم».