ما أهمية المضائق التركية للبحرية الروسية؟
![FPRI موقع](/theme_aljarida/images/authorDefault.png)
كذلك، يحتل البحر الأبيض المتوسط أهمية معينة بالنسبة إلى البحرية الروسية، فقد حصل 90% تقريباً من تدريبات البحرية التي أعلنتها وزارة الدفاع الروسية بين العامين 2014 و2021 في البحار المتاخمة لموانئ البحرية الروسية، لكن يقع أكثر من 40% من التدريبات الحاصلة في بحار بعيدة في البحر الأبيض المتوسط. شهد هذا البحر أيضاً 14 زيارة للموانئ من أصل 32 من جانب البحرية الروسية في عام 2021، بما في ذلك زيارات إلى اليونان وتركيا المنتسبتَين إلى حلف الناتو ولا ننسى قبرص، الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي.على صعيد آخر، يُعتبر أسطول البحر الأسود الأكثر حداثة من بين الأساطيل الروسية في عام 2022، فبعد 25 سنة من الإهمال تزامناً مع سيطرة أوكرانيا على شبه جزيرة القرم وفرض قيود قانونية متنوعة على إعادة تنظيم السفن القديمة في سيفاستوبول، أعطت البحرية الروسية الأولوية لاستبدال القدرات القديمة في أسطول البحر الأسود بعد ضم شبه جزيرة القرم في عام 2014، ونتيجةً لذلك، تلقى هذا الأسطول عدداً كبيراً من المركبات الصاروخية الصغيرة والجديدة والغواصات العاملة بالديزل من فئة "فارشافيانكا" في آخر ثماني سنوات، لكن الوضع المستجد يعني أن إغلاق البوسفور سيبقي أحدث سفن الأسطول الروسي في بحر المنشأ.وحتى أقصر إغلاق لمضيقَي البوسفور والدردنيل أمام البحرية الروسية قد يؤدي على الأرجح إلى زيادة التكاليف اللوجستية لصيانة الوجود الروسي الأساسي في البحر الأبيض المتوسط منذ العقد الماضي، وإذا قررت تركيا إبقاء المضيقَين مغلقَين لفترة أطول (إلى أن تسترجع كييف كامل سيطرتها على الأراضي الأوكرانية مثلاً)، فلا مفر من التساؤل عن قدرة روسيا على الاحتفاظ بأسطول البحر الأبيض المتوسط نظراً إلى الأولويات الاستراتيجية المتضاربة في الأساطيل المنتشرة شمالاً وفي بحر البلطيق والمحيط الهادئ.