لبنان يسابق الزمن لتجنب المجاعة
![ذي ناشيونال](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1605552682012089900/1605552682000/1280x960.jpg)
في نهاية الربع الاقتصادي الثالث من عام 2021، بلغ سعر القمح اللين المستعمل لصناعة الخبز 271$ للطن الواحد، ما يساوي زيادة سنوية بنسبة 22%، لكن بدءاً من يوم الأربعاء، بلغ سعر القمح اللين لشهر مارس وفق مجلس شيكاغو للتجارة نحو 468$ للطن الواحد، ويقول وزير الاقتصاد اللبناني أمين سلام إن لبنان كان يدعم نحو 100% من سعر القمح، أي 400$ مقابل كل طن، ويعني ذلك أن يؤمّن مصرف لبنان 20 مليون دولار شهرياً، لكنه لا يستطيع اليوم تغطية الأسعار المتزايدة". في ظل انشغال أوروبا بأوكرانيا المحاصرة والدول المجاورة التي أصبحت معرّضة للتصعيد الروسي، مثل مولدوفا، قد تضطر الولايات المتحدة ودول الخليج العربي وجهات أخرى لمساعدة لبنان في تجنب كارثة شاملة عبر تأمين مساعدات مالية مؤقتة.لكن بعيداً عن التدابير المؤقتة، يحتاج لبنان إلى تغيير المهلة الزمنية المتبقية له عبر تعزيز أمنه الغذائي من خلال توسيع قدرته على تخزين الإمدادات وصولاً إلى تطوير قطاع التكنولوجيا الزراعية الناشئ في نهاية المطاف، ولتحقيق هذا الهدف، يمكن اعتبار الإمارات العربية المتحدة قدوة بارزة، وفي يوم اندلاع الحرب في أوكرانيا، استضافت دبي أول قمة لمستقبل الغذاء ومَعرضاً عالمياً للتكنولوجيا الزراعية، فنُظِّم ذلك المؤتمر الرائد للشركات المبتدئة في مجال التكنولوجيا الزراعية، وشارك فيه قادة من قطاع الإنتاج الغذائي المبتكر والمستدام، وارتكز على عقد شراكة غير مسبوقة بين وزارة التغير المناخي والبيئة في الإمارات ومنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة.تُعتبر الإمارات رائدة عالمياً في الخدمات اللوجستية الغذائية وفي استثمار تقنيات الطاقة الخضراء المبتكرة، فمن خلال تسهيل إنشاء اتحاد من أصحاب المصالح المحليين والإقليميين والدوليين لدعم تطوير قطاع التكنولوجيا الزراعية المبتكرة في لبنان، قد يتطور الأمن الغذائي اللبناني على المدى الطويل ويتوسع التعاون الإقليمي في الشرق الأوسط عموماً.بدأ الوقت ينفد في بيروت، ويجب أن يتحرك البلد سريعاً إذا أراد تجنّب أزمة جوع مرتقبة.