بعد فشل روسيا حتى الآن في محاصرة العاصمة كييف أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها استخدمت صواريخ «كينجال» (الخنجر بالروسية) فرط الصوتية لتدمير مخزن أسلحة تحت الأرض في غرب أوكرانيا، بينما أكدت وزارة الدفاع الأوكرانية أن هجمات القوات الروسية دمرت 90 في المئة من مدينة ماريوبول الاستراتيجية الساحلية بشكل شبه كامل بعد غرقها بالحصار أسابيع، وأنها فقدت «موقتاً» الوصول إلى بحر آزوف، وهو نقطة اتصال استراتيجية بالبحر الأسود.

وستشكل السيطرة على ميناء ماريوبول، في حال تأكدت، منعطفاً مهماً في الحرب وستمكن روسيا من تأمين تواصل جغرافي بين قواتها الآتية من شبه جزيرة القرم جنوباً التي ضمتها موسكو وقوات منطقة دونباس شرقاً.

Ad

«الخنجر»

وفي خضم سباق بين القوى الكبرى لتطوير هذه الأسلحة التي سبق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن عدّها «لا تقهر»، قال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف، أمس، إن القوات الروسية استخدمت صواريخ «كينجال» فرط صوتية لتدمير مخزن تحت الأرض للصواريخ والذخائر في بلدة ديلياتين في منطقة إيفانوفرانكيفسك غرب أوكرانيا.

وتفيد موسكو بأن هذا الطراز من الصواريخ الذي يمكن التحكم به بشكل كبير، تعجز عن رصده كل أنظمة الدفاع الجوي.

ووصف فاسيلي كاتشين، المحلل العسكري ومدير مركز أبحاث كلية الاقتصاد العليا في موسكو استخدام الصاروخ بأنه «سابقة عالمية».

ووسّعت القوات الروسية مدى هجومها، وفيما يشير إلى أن موسكو تنوي إطالة أمد الحرب أظهرت صور أقمار اصطناعية أن القوات الروسية تحفر خنادق في محيط العاصمة كييف لإخفاء آلياتها.

وقصفت القوات الروسية بالصواريخ أيضاً مشارف مدينة لفيف في أقصى غرب أوكرانيا مستهدفة بذلك منطقة كانت حتى الآن بمنأى نسبياً عن القتال، فدمرت مكان توقف طائرات عسكرية في مصنع لإصلاح الطائرات إضافة إلى مستودعات ذخائر ومعدات عسكرية في ضواحي نيكولاييف وفوزنيسينسك.

وأعلن كوناشينكوف كذلك، تدمير مراكز اتصالات واستخبارات في أوديسا وفيليكودولينسكي وفيليكي دالنيك.

ومع تواصل عمليات القصف على كييف وخاركيف الشماليتين، وثاني أكبر مدن أوكرانيا حيث قتل ما لا يقل عن 500 شخص منذ بدء الهجوم، سقط أكثر من 50 عسكرياً أوكرانياً في هجوم استهدف، أمس الأول، ثكنة في مدينة ميكولاييف الجنوبية، حيث كان نحو 200 جندي على الأقل نائمين في الثكنة»، بينما أفيد بمقتل قائد فوج الهجوم بالمظلات التابع للحرس الوطني رقم 331 في الجيش الروسي العقيد سيرغي سوخاريف في المعركة لينضم إلى قائمة من الرتباء الذين قتلوا في المعركة.

«شراسة» الدفاع الأوكراني

في غضون ذلك، حذرت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس لصحيفة «تايمز»، من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتجه إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات المتطرفة بسبب فشله العسكري.

وحذرت تراس من استغلال روسيا لمحادثات السلام مع أوكرانيا كـ«ستار دخان» لإخفاء النوايا الحقيقية ولصرف الانتباه عن قيام الكرملين بإعادة تجميع قواته لشن هجوم جديد.

الغزو الروسي الغاشم

ومن صوفيا، شدد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس وزراء بلغاريا كيريل بيتكوف، أمس، على أن «الغزو الروسي الغاشم، وحّد دول حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وأثار رد فعل أوروبيا جماعياً»، مضيفاً أنه لا يرى دليلاً على أن روسيا تجمع قوات كبيرة على حدود دول الناتو، بسبب تعطل تقدم قواتها في أوكرانيا.

يأتي ذلك، بينما قتل 4 جنود أميركيين بعد تحطم طائرتهم العسكرية في النروج أثناء مشاركتها في في مناورات «كولد ريسبونس» العسكرية التي تضم 200 طائرة ونحو 50 سفينة، ينظمها «الناتو».

وفي وقت اعتبرت صحيفة «فايننشال تايمز»، أن المسؤولين الأوكرانيين لا يتوقعون بقاء قوات بيلاروسيا خارج المعركة في ظل حاجة روسيا لتعزيزات، أعلن رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشنكو، أمس، أنه سيبذل كل جهده لإنهاء الصراع في أوكرانيا، داعياً أميركا إلى اتخاذ موقف لإحلال السلام في أوكرانيا.

زيلينسكي يردّ

وبعد يوم من إشادة بوتين بـ«العملية العسكرية الخاصة» في أوكرانيا، ووصفها بأنها «مهمة بطولية، من قبل الجيش الروسي»، خلال إحيائه في ملعب «لوجنيكي» بموسكو الذكرى الثامنة لضم شبه جزيرة القرم، أمام عشرات الآلاف على وقع هتافات «روسيا روسيا»، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقطع فيديو تم تصويره في شارع مقفر ليلاً، إن عدد الأشخاص، الذي يبلغ 100 ألف، أمام الملعب، إلى جانب 95 ألفاً في الساحة نفسها، يتوافق تقريباً مع عدد الجنود الروس، الذين دخلوا أوكرانيا.

وأضاف «والآن، تخيلوا 14 ألف جثة في هذا الملعب، إضافة إلى عشرات الآلاف الآخرين من الجرحى والمشوهين» في إشارة إلى التقديرات الأوكرانية بشأن الخسائر الروسية، منذ بدء الحرب.

ودعا زيلينسكي مرة أخرى، إلى وضع نهاية فورية للصراع، قائلاً: «حان الوقت للالتقاء، وحان وقت استعادة وحدة الأراضي والعدالة لأوكرانيا»، محذراً من أنه «بخلاف ذلك، فإن الخسائر التي ستتكبدها روسيا ستصل إلى حد يتطلب عدّة أجيال لتتعافى منها». واتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف واشنطن بعرقلة المفاوضات مع كييف.

موسكو تحذر

وفي وقت دعا رئيس البرلمان الروسي (الدوما) فياتشيسلاف فولودين، أمس، الدول الغربية للتركيز على إيصال مساعدات إنسانية وليس أسلحة إلى أوكرانيا، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن إعلان الاتحاد الأوروبي حرباً مالية واقتصادية على روسيا سيتسبب في عواقب لا رجعة فيها ،مشيرة إلى أن روسيا لم يسبق لها أن استخدمت الطاقة أداة للضغط، وأن شركاتها تواصل التزامها بالإمدادات لأوروبا.

يأتي ذلك، بعدما أعلن رئيس الوزراء البولندي ماتيوس مورافيسكي، أمس، أن بلاده اقترحت على الاتحاد الأوروبي أن يفرض حظراً شاملاً على التجارة مع روسيا وحضّت على تشديد العقوبات على موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا.