تحولان بارزان شهدتهما حرب أوكرانيا في الساعات الماضية، الأول استخدام روسيا للمرة الأولى صواريخ فرط صوتية، في سابقة على مستوى العالم تستخدم بها هذه الصواريخ خلال قتال حقيقي، والتحول الثاني خسارة أوكرانيا واجهتها على بحر آزوف، إثر سيطرة القوات الروسية على ميناء ماريوبول.وقالت وزارة الدفاع الروسية، إنها استخدمت صواريخ «كينجال» (الخنجر بالروسية) فرط صوتية، التي سبق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن عدّها «لا تقهر» ويمكن التحكم بها بشكل كبير وتعجز «مبدئياً» كل أنظمة الدفاع الجوي عن رصدها، لتدمير مخزن تحت الأرض للصواريخ والذخائر في بلدة ديلياتين بمنطقة إيفانوفرانكيفسك غرب أوكرانيا.
تزامن ذلك، مع توسيع القوات الروسية مدى هجومها، وبينما أظهرت صور أقمار اصطناعية أن الجنود الروس يحفرون خنادق في محيط العاصمة كييف لإخفاء آلياتهم، قصفت القوات الروسية بالصواريخ أيضاً مشارف مدينة لفيف في أقصى غرب أوكرانيا على الحدود البولندية، التي تعتبر بمنزلة العاصمة الثانية للبلاد في هذه الظروف، إذ انتقلت إليها معظم السفارات. كما أعلنت روسيا تدمير مراكز اتصالات واستخبارات في منطقة أوديسا، أهم مدينة أوكرانية على البحر الأسود والميناء الرئيسي للبلاد.وأفيد بمقتل أكثر من 50 جندياً أوكرانياً بقصف ثكنتهم في مدينة ميكولاييف الجنوبية.
ونبهت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، أمس، إلى أن الرئيس بوتين يتجه إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات المتطرفة بسبب فشله العسكري، محذرة من استغلال روسيا لمحادثات السلام مع أوكرانيا كـ«ستار دخان» لإخفاء النوايا الحقيقية ولصرف الانتباه عن قيام الكرملين بإعادة تجميع قواته لشن هجوم جديد.في هذه الأثناء، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن واشنطن تمنع كييف من تقديم تنازلات في المفاوضات، وهي تحول دون الوصول إلى اتفاق. إلى ذلك، قال المستشار الرئاسي الأوكراني أوليه أوستينكو، إن «أوكرانيا لديها ما يكفي من احتياطيات الحبوب والغذاء مدة عام، لكن إذا استمرت الحرب فإنها لن تكون قادرة على تصدير الحبوب إلى العالم، وستكون هناك مشاكل»، لافتاً إلى أن أوكرانيا خامس أكبر مصدر للقمح في العالم.