هل تلجأ موسكو إلى المحادثات كحيلةً؟
3 ملفات شائكة أمام صفقة إنهاء الحرب
مع تعثر القوات الروسية في حربها ضد جارتها أوكرانيا، تظهر مؤشرات على تسوية وتقدم في محادثات السلام الجارية بين المفاوضين الروس والأوكرانيين، لكن صحيفة «واشنطن بوست» أفادت بأن الشكوك تتزايد حول نوايا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مع مخاوف كبيرة من أن هذا الانفتاح الدبلوماسي الروسي هو حيلة لكسب الوقت لجمع التعزيزات والاستعداد للمرحلة الثانية من الهجوم. ونشرت «واشنطن بوست» مقالاً تحليلاً تحدثت فيه عن ثلاث نقاط شائكة رئيسية يمكن أن تحتويها صفقة التسوية هي الحياد، والضمانات الأمنية الغربية، والقرم والدونباس. ويشير المقال إلى أنه بالنسبة لروسيا، ربما يكون الإصرار على وضع محايد لأوكرانيا هو المطلب الأكثر أهمية، وتضيف أن وجود ديموقراطية مزدهرة ومرتبطة بالغرب على حدود روسيا، يمكن أن تكون نموذجاً للشعب الروسي، مما يعرض قبضة بوتين الاستبدادية للخطر. غير أن موسكو تزعم أن ميل كييف نحو الغرب يرقى إلى مستوى تهديد أمني. وقال الكرملين، إن المفاوضين يناقشون وضعاً لأوكرانيا على غرار النمسا أو السويد، وهما من أعضاء الاتحاد الأوروبي ولكنهما خارج «الناتو».
ويؤكد المقال، أنه بالنسبة لكييف، فإن أي تعهد بالحياد بينما تحارب بمفردها في ساحة المعركة سيحتاج على الأرجح إلى ضمانات، تعترف بها روسيا، وتتعلق بمساعدة القوى الغربية لها إذا تعرضت للتهديد مرة أخرى. وتقول الصحيفة: «ربما تكون هذه هي النقطة الأكثر صعوبة بالنسبة لموسكو، لأنها ترقى إلى حد ما لقبول الحلفاء، إن لم يكن الناتو، المشاركة في الدفاع المستقبلي لأوكرانيا». ويمكن أن تكون إحدى الطرق لجعل هذه النقطة أكثر قبولاً للروس هو اقتراح بند يحد من أنواع الأسلحة المحفوظة داخل حدود أوكرانيا.وتطالب روسيا باعتراف كييف والمجتمع الدولي بضمها لشبه جزيرة القرم، فضلا عن السيطرة الروسية الفعلية على جمهوريتي دونباس الانفصاليتين، الأمر الذي تعهد الأوكرانيون بأنهم لن يفعلوه أبداً متمسكين «السيادة واستعادة وحدة الأراضي» الأوكرانية.