هل يصبح العمل من المنزل مفيداً للبيئة؟
![سامية أحمد الدعيج](https://www.aljarida.com/uploads/authors/453_1673969921.jpg)
في دراسة حديثة أجراها طالب الماجستير مساعد الصالح في كلية لندن للاقتصاد ومركز البيئة ومصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية في المملكة المتحدة، تم البحث في إمكانية إضفاء الطابع الرسمي والمؤسسي على العمل الافتراضي للقطاع العام في ثلاث مدن: مدينة الكويت والرياض ودبي، حيث يعمل 90٪ من المواطنين في الهيئات الحكومية، وقد وجد أن ما يصل إلى 50٪ من البصمة الكربونية لوسائل النقل لموظفي القطاع العام يمكن تخفيفها إذا عمل 75٪ على الأقل من الموظفين بشكل افتراضي من منازلهم ويمكن أن تزيد إلى 70٪ إذا كان العمال يعيشون في مدينة افتراضية لا تزيد مدة التنقل فيها عن 15 دقيقة. ركزت الدراسة بشكل خاص على انبعاثات الكربون من النقل واستهلاك الطاقة، حيث تستهلك مباني المكاتب الكثير من الطاقة للتبريد، مما يؤدي إلى انبعاثات كبيرة لثاني أكسيد الكربون، وفي المستقبل يمكن أن تؤدي زيادة درجات الحرارة الناتجة عن تغير المناخ إلى زيادة الطلب على طاقة المباني، لا سيما مع احتمال حدوث موجات حرارية أكثر تواتراً وشدة وطويلة الأمد في منطقة الخليج، مما يؤدي الى زيادة الانبعاثات وهكذا تستمر الدوامة، ومع زيادة القوى العاملة وزيادة أوقات التنقل، سيقضي الكثير منا وقتا أطول في ازدحام المرور للوصول إلى العمل وهذا بدوره أيضا يزيد انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لدينا، وهو بالفعل أحد أعلى معدلات نصيب الفرد في العالم، الأمر الذي يطرح السؤال: هل نحتاج إلى أن نكون في المكتب أو مكان العمل كل يوم؟ إذا كان الأمر كذلك، فهل يمكن أن يكون المكتب على بعد 15 دقيقة سيراً على الأقدام أو بالدراجة أو بالحافلة، مع مراعاة التخطيط العمراني الذي يركز على المساحات الخضراء والطرق المظللة والمواسم المختلفة؟ موضوع يستحق النظر إليه إذا أردنا التخطيط لمدن أكثر مقاومة للمناخ في المستقبل.