«زمن الأسرار» فيلم حول طفولة مارسيل بانيول
يجمع النجمتين الفرنسيتين ميلاني دوتيه وآن شارييه
يوقّع المخرج الفرنسي كريستوف باراتييه بعد سلسلة أفلام من أبرزها Les Choristes، الاقتباس الأول للشاشة الكبيرة من "زمن الأسرار"، الجزء الثالث من "ذكريات الطفولة"، رواية السيرة الذاتية للكاتب الشهير مارسيل بانيول.وسبق أن تولى جاك ناووم اقتباس "زمن الأسرار" تلفزيونياً عام 2006. وقبل ذلك بخمسة عشر عاماً، اقتبس إيف روبير للسينما الجزأين الأولين من ثلاثية بانيول المنشورة في خمسينيات القرن العشرين، وهما "قصر أمي" و"مجد أبي".يجمع فيلم "زمن الأسرار" بين النجمتين الفرنسيتين ميلاني دوتيه وآن شارييه والممثلين غيوم دو تونكيديك وفرنسوا كزافييه دوميزون. وتولى ليو كامبيون البالغ 12 عاماً دور مارسيل بانيول صغيراً.
وصوّر الفيلم في سلسلة جبال ليتوال قرب مدينة مرسيليا ، قريباً من الأرض التي ترعرع فيها بانيول. ويحكي الفيلم طفولة الكاتب منذ يوليو 1905. وكان بانيول وقتها أتمّ لتوه المرحلة الابتدائية من دراسته وعاد صيفاً إلى كنف عائلته في تلك المنطقة الجبلية التي يحبها ويقع مسقط رأسه أوباني ضمنها.ويعيد كريستوف باراتييه في فيلمه رسم محطات انتقال بانيول من مرحلة الطفولة الخالية من الهموم إلى مرحلة المراهقة الحافلة بالأسرار. ويقول باراتييه لوكالة "فرانس برس"، إن ما يميز فيلمه هو أنه رواية لمرحلة "تَعَلُّم"، إذ "يأتي بانيول من الطفولة ويدخل ساحة الكبار، مواجهاً مشاكل الحياة. وهذا الصيف الأخير قبل دخول بانيول المدرسة الثانوية كان بالنسبة إليه بمنزلة الجنة المفقودة".ويضيف المخرج أن "مارسيل يكتشف أن البالغين أيضاً يمكنهم الكذب والتصرف بشكل سيئ وإخفاء الأسرار مثله. وفي هذه السن عرف مشاعر الحب الأولى وتحطمت صداقاته الأولى، ونشأت أولى الخلافات مع الوالدين"، لكن "زمن الأسرار" هو اقتباس حر للرواية، إذ عزز كريستوف باراتييه الحبكة بحكايات حقيقية رواها مارسيل بانيول في الجزأين الآخرين من "ذكريات الطفولة".ويشرح المخرج أنه حوّل حكاية بانيول المتعلقة بالبحث عن الثعبان في الجبال "إلى نوع من مطاردة أشباح، أقرب إلى عالم الخيال على طريقة هاري بوتر"، وأنه جعل من "الجمعية النسوية السابقة لعصرها، التي كانت العمة فيفي تنتمي إليها، وبالكاد تطرق إليها بانيول، حبكة فرعية حقيقية".ويقول "نشأت على روايات بانيول وأفلامه. كنت أعرف جميع الشخصيات منذ الطفولة. عمله في متناول الجميع. كان لديه التواضع الذي يتيح له أن يكون في مستوى جميع فئات القراء".ويرى المخرج أن فيلم "زمن الأسرار" يتوجه إلى أطفال الأمس كما إلى أطفال اليوم من خلال الإضاءة على الصداقة والحب والأسرة وكذلك التطلع إلى الحرية.ويضيف كريستوف باراتييه "أحب السينما الشعبية المبنية على قصص إنسانية تصلح لكل زمان ومكان وأحاول صنع أفلام أرغب في مشاهدتها مع أطفالي".(أ ف ب)