هل ينجرّ بايدن إلى حرب بوتين؟
![فوراين بوليسي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1586880256579969000/1586880274000/1280x960.jpg)
في غضون ذلك، حاولت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض، جين بساكي، ضبط الوضع عبر الإعلان عن توجّه بايدن للتوقيع على مشروع قانون شامل يتضمن مساعدات بقيمة 13.6 مليار دولار، وقد صادق الرئيس على حُزَم من المساعدات الأمنية للحالات الطارئة لمنح أوكرانيا أنواع الأسلحة التي تبرع في استعمالها اليوم دفاعاً عن البلد، منها مضادات المدرعات وأسلحة الدفاع الجوي، وأكدت بساكي أيضاً على التوجه إلى تشديد العقوبات المفروضة على حلفاء بوتين الأوليغارشيين في روسيا، بما في ذلك مصادرة اليخوت في الخارج. زادت خطورة المأزق السياسي الذي يواجهه بايدن نتيجة المقاربة الخجولة التي طبّقها الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما حين كان بايدن نائبه، فقد رفض أوباما مراراً التعامل بصرامة مع بوتين بعد ضم شبه جزيرة القرم في عام 2014، وفرضت الولايات المتحدة عقوبات محدودة على روسيا حينها واستهدف بعضها قطاعات الطاقة والدفاع والمال، لكنها استخفت بالتهديدات التي تطرحها موسكو.لكن قد تُغيّر فصاحة زيلينسكي في الكلام هذه الحسابات كلها، فلم يكتفِ الرئيس الأوكراني في خطابه بالمطالبة بمعدات دفاعية إضافية بل دعا إلى فرض العقوبات على جميع السياسيين والمسؤولين الروس الذين لم يستنكروا علناً غزو بوتين، حتى أنه ناشد أعضاء الكونغرس إغلاق الموانئ الأميركية في وجه السلع الروسية كلها ومطالبة مختلف الشركات الأميركية بمغادرة السوق الروسي فوراً لأنه "مغمور بدماء الأوكرانيين" كما قال زيلينسكي.ربما تكمن أفضل آمال بايدن في قوة المقاومة الأوكرانية وقلة كفاءة روسيا، وتزامناً مع وصول الغزو المكثف إلى طريق مسدود بعد ثلاثة أسابيع على بدء الحرب، رغم اقتراب الوحدات الروسية من كييف وقتل المدنيين في ماريوبول، بدأت الجهود الدبلوماسية تتصاعد، فكان لافتاً ألا يُعبّر زيلينسكي عن رغبته في الانضمام إلى حلف الناتو أو الاتحاد الأوروبي في خطابه الأخير أمام الكونغرس، وهو مطلب روسي أساسي لتشجيع موسكو على وقف الحرب.