اعتبر وزير الخارجية، الشيخ د. أحمد الناصر، أن التحديات والقضايا المتعددة الأوجه والتشابك والتعقيد والتي لا تعرف حدودا وتطول مختلف مناحي الحياة تتطلب مواجهة استثنائية أساسها التضامن والتكامل والتكافل والعمل الإسلامي المشترك، حيث لا يمكن لدولة أو لمجموعة من الدول من التصدي لتلك التحديات دون بذل جهد جماعي وعمل منظم مشترك في إطار الشراكات المبتكرة والفعالة وطرح أفكار متجددة وخلّاقة وفق مبدأ المسؤولية المشتركة.

جاء ذلك خلال كلمة للناصر أثناء ترؤسه وفد الكويت المشارك في اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي في الدورة الـ 48 للمنظمة والمنعقدة في العاصمة الباكستانية إسلام آباد، حيث يناقش وزراء خارجية الدول الأعضاء في المنظمة التحديات الراهنة الخطيرة والمتصاعدة التي تمرّ بها الأمة الإسلامية والعالم، وفي مقدّمتها القضية الفلسطينية، إضافة الى عدد من القضايا الأخرى ذات الاهتمام بما فيها مكافحة الإرهاب والإسلاموفوبيا، وتعزيز آلية التنسيق والتعاون لتحقيق أقصى درجات الوحدة والتضامن بين الدول الأعضاء في المنظمة.

Ad

وقال الناصر في كلمته: «قبل أكثر من 53 عاما تم إنشاء هذه المنظمة العتيدة إثر حريق الأقصى، دعما من الأمة الإسلامية لكفاح الشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال الإسرائيلي المستبد والغاشم، وسلبه حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وتجدد الكويت، اليوم، تأكيد أهمية احترام خيارات الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة في التوصل الى تسوية شاملة للنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، وضرورة قيام المجتمع الدولي بواجباته نحو الدفع بتنفيذ وتطبيق قرارات الشرعية الدولية المتمثلة بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارات 242 و2334».

الاعتداءات الحوثية

وأضاف الوزير: إن استمرار الهجمات الإرهابية لميلشيا الحوثي على أراضي السعودية والإمارات الشقيقتين يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي والإنساني ويزعزع أمن واستقرار المنطقة، الأمر الذي يتطلب تحركا جادا وسريعا من المجتمع الدولي لردع مثل هذه الأعمال الإرهابية المُجرّمة ومحاسبة مرتكبيها، ونؤكد وقوف دولة الكويت الثابت والتام الى جانب الأشقاء في كل ما يتخذونه من إجراءات للحفاظ على أمنهما واستقرارهما.

وبعد مرور أكثر من 7 سنوات للأزمة في اليمن الشقيق، فإن الكويت تؤكد دعمها لكل الجهود المبذولة للتوصل الى حل للأزمة اليمنية استنادا الى المرجعيات الدولية، بما فيها قرار مجلس الأمن 2216، كما نثمّن في هذا الصدد جهود ومساعي الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص في هذا الإطار.

ونشيد في هذا الصدد بإعلان الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج استضافة مشاورات يمنية - يمنية خلال الفترة من 29 الجاري إلى 7 أبريل 2022 في العاصمة السعودية الرياض، متمنين نجاح هذه المساعي، وداعين جميع الأطراف اليمنية إلى الانخراط إيجابيا في هذه المبادرة، آملين أن تسهم في وقف دوامة العنف والصراع في اليمن الشقيق، وإعادة الأمن والسلام والاستقرار إلى ربوعه.

وفي الشأن الأفغاني، قال الناصر: لقد أكد اجتماعنا الاستثنائي السابع عشر بشأن الوضع في أفغانستان، والذي عقد هنا في إسلام آباد قبل 3 أشهر من دورتنا الحالية على قلقنا البالغ إزاء تطورات الأزمة الإنسانية المتفاقمة في أفغانستان وما ترتب عليها من نزوح جماعي للعديد من اللاجئين الأفغان، الأمر الذي يدعونا الى تقديم كل أشكال الدعم والتضامن مع الشعب الأفغاني الصديق لرفع المعاناة الإنسانية عنه، وذلك من خلال دعم الوكالات والأنشطة الدولية العاملة في المجال الإغاثي والإنساني، بما فيها الصندوق الاستئماني للشؤون الإنسانية لأفغانستان الذي اعتمده اجتماعنا الاستثنائي، كما نود تأكيد دعمنا الكامل لمبعوث الأمين العام للمنظمة السفير طارق بخيت، كما نشيد بمخرجات الزيارة التي قام بها أخيرا الى أفغانستان.

رفض التطرف

وأضاف: نجتمع اليوم والعالم في أمسّ الحاجة إلى الابتعاد عن التطرف والغلو والعنف وربط الإرهاب بالإسلام (الإسلاموفوبيا)، ونحذّر من مغبة دعم وتبني تلك الإساءات واستمرارها، سواء على الدين الإسلامي الحنيف أو الأديان السماوية كافة التي تشعل روح الكراهية والعداء والعنف وتقوّض الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي في هذا الشأن، كما نثمّن المساعي الرامية الى نشر ثقافة التسامح والسلام والاعتدال بين الأديان وشعوب العالم، ونشيد في هذا السياق باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء الماضي 15 الجاري، وبالإجماع القرار المقدّم من قبل مجموعة دولنا الإسلامية، الذي ينص على اعتماد يوم 15 مارس من كل عام دوليا لمكافحة «الإسلاموفوبيا» وما يمثله هذا القرار من رسالة جلية ضد العنصرية والراديكالية والتمييز والعنف ضد المسلمين.

وقال الناصر: علينا كدول أعضاء في منظمة التعاون الإسلامي استخلاص العِبَر والدروس مما شهده ويشهده فضاؤنا الإسلامي والعالم أجمع من تداعيات وخيمة جراء آثار جائحة كورونا يضاف إليها التحديات الأخير في كل المجالات الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية وغيرها إثر تطورات الأزمة في أوكرانيا وتداعياتها على العالم وأمتنا الإسلامية

مواقف الكويت ثابتة لتعزيز حقوق الإنسان والقانون

أعرب الناصر، عن جزيل الشكر ووافر التقدير للدول العربية الشقيقة على انتخابها، للمرة الثانية، دولة الكويت عضواً في الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان التابعة لمنظمة التعاون الاسلامي، مؤكدا بهذا الصدد التزام واستمرار الكويت بمواقفها الثابتة نحو تعزيز حقوق الإنسان والحريات الأساسية وسيادة القانون، ودعم القيم الإسلامية النبيلة والدفاع عنها عالميا.

جاء ذلك في تصريح للناصر على هامش ترؤسه وفد دولة الكويت المشارك في اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء بالمنظمة في الدورة الـ 48 لها المنعقدة في العاصمة الباكستانية إسلام آباد في الفترة من 22 حتى 23 مارس 2022. وخلال هذا الاجتماع، نجحت الكويت في الحصول على ولاية ثانية في هيئة حقوق الإنسان التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، وذلك خلال الانتخابات التي جرت أمس، حيث نالت الكويت - بالإجماع - ثقة الدول الأعضاء التي أكدت دور الكويت الرائد في إطار العمل الدولي المشترك نحو تعزيز حقوق الإنسان والحريات الأساسية وسيادة القانون، ودعم القيم الإسلامية النبيلة والدفاع عنها عالميا.