عندما تخضع الأمور للمساومة والتفاوض والبيع بشكل مستمر تنطبق عليها مفاهيم عالم الاجتماع المرحوم الدكتور خلدون النقيب. ففي مجال التفاوض والمساومة تبرز أحداث تستحق الاهتمام والدراسة لعلنا نتوصل إلى ملامح نهاية النفق، ومنها بدأ موضوع سورية وتكدس اللاجئين من الشرق والغرب، وانتهاءً بالمرأة وتهميشها في الأدب العالمي وواقعنا المحلي:
• أولاً، سورية تمر بفترة تستحق المتابعة، أقول ذلك استناداً لجهود المبعوث الخاص من الأمم المتحدة الذي صرح بتناول موضوع صياغة دستور جديد في سورية، وانتهاء بجولات عديدة من المباحثات بين أطراف من ضمنها المجتمع المدني والمعارضة دون التوصل إلى الآليات المتطورة التي ينتظرها ممثل الأمم المتحدة، واللجنة الدستورية باشرت عملها قبل كورونا أي منذ عام 2019.• ثانياً، لاجئو المجتمعات المتحضرة أربعة ملايين هربوا من الدمار، أي ربع سكان أوكرانيا، والأمم المتحدة تحسب العدد بالثانية والدقيقة، وتتفنن بوصف دموع النازحين من خلال التقارير، وعلى الطرف الآخر من عالمنا هذا يقبع نوع آخر من اللاجئين من دولة نامية "فاشلة" وهشة أفغانستان وضعهم القدر أمام مستقبل مجهول، وذلك بعد سقوط 76 ألف أفغاني في أيدي طالبان وغيرهم ممن فر من منطقة الجحيم يواجه صعوبات قانونية في اللجوء إلى دول العالم، فمتى يتساوى اللاجئ أمام الأمم المتحدة في الاهتمام والتمويل والتمكين؟• ثالثاً، الصين قوة دولية تحاول جاهدة إقناع العالم بالدور المهم الذي تؤديه، والبعض يطلق على الصين لقب اللاعب الخفي على المسرح الدولي بدعوتها للهدوء ورفضها إعادة أجواء الحرب الباردة، وفي الوقت ذاته تدعم المخاوف الروسية، وتتهم الصين الولايات المتحدة بوصفها لها بدبلوماسية مكبر الصوت، أما كتّاب المقالات في الولايات المتحدة وأعضاء المراكز البحثية ومنها معهد "بروكينغز" فيذهبون إلى أن الصين تسعى إلى رسم صورة لها أمام العالم، وتحاول التحكم في واجهة الولايات المتحدة الإعلامية لدى العالم، وبالتالي تشويه صورة الإعلام الحر، فما نهاية ذلك التنافس؟ وهل سيصب في وضع نهاية للغزو الروسي على أوكرانيا؟• رابعاً، بعد سنوات من الصراع يتدهور وضع اليمن ويتفاقم الفقر وتتفشى الأمراض، وفي الإطار الخليجي يأتي موضوع اليمن كمبادرة في مقر الأمانة العامة في الرياض لعقد مشاروات وطنية، وطبقا لمقالة خالد بن علي الطرقي في صحيفة الرياض قبل يومين، هي دعوة للمشاورات لا مناورة سياسية، وحذر من التسويق المغلوط للمبادرة، ومن أبرز المبادرات التي دعت لإيجاد حل سياسي لليمن مؤتمر جنيف 2015 ومؤتمر الكويت 2016 واستوكهولم 2018 والرياض 2019 والمبادرة السعودية 2021. وخلال عامنا هذا ستستضيف الأمم المتحدة والسويد وسويسرا مؤتمر المانحين لليمن لدعم المحتاجين، وقد وعدت المفوضية الأوروبية بتقديم 169 مليون دولار لدعم المحتاجين في اليمن، فهل تتكرس الجهود لإنقاذ الشعب اليمني من هاوية الفقر؟• أخيراً، فرجينيا وولف كاتبة إنكليزيه شهيرة لها مسار إبداعي في الكتابة، ساهمت في الإبداع النسوي، ومن أبرز مؤلفاتها "غرفة تخص المرء وحده" طارحة فكرة القيم واختلافها وحاجة المرأة إلى التعبير بحرية ودون خوف، ومن يصدق بعد تلك السنين مازالت المرأة تعاني التعتيم في قضاياها والتهميش في سوق العمل واستبعاد الكفاءات المتميزة من النساء؟ فهل ننتظر فرجينيا عربية قبل أن تتحرك حكوماتنا؟وللحديث بقية.
مقالات
«عقلية البازار»
23-03-2022