بعد سلسلة اعتداءات استهدفت منشآت اقتصادية ونفطية في المملكة، دعا وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، إلى الضغط على جماعة «أنصار الله» اليمنية المتمردة في اليمن لوقف تهديدهم للملاحة الدولية.

وقال بن فرحان، خلال كلمة له في مستهل اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي المنعقد في باكستان، اليوم، إن «تصعيد الحوثيين يهدد أمن المنطقة واستقرارها»، مشدداً على مساندة الرياض لكل الجهود الدولية الرامية لإحياء عملية السلام اليمنية، وذلك في وقت ألقت التطورات الأخيرة شكوكاً على المساعي الخليجية لعقد مشاورات يمنية في الرياض نهاية الشهر الجاري.

Ad

جاء ذلك في وقت أظهرت صور أقمار صناعية قصف الميليشيات الحوثية، المتحالفة مع طهران، خزان النفط في مدينة جدة السعودية نفسه الذي تم استهدافه قبل عامين.

في موازاة ذلك، أكد مجلس الوزراء السعودي، في بيان، أهمية «اتفاق أوبك+ في استقرار أسواق النفط العالمية».

وشدد المجلس على أهمية أن يعي المجتمع الدولي خطورة استمرار إيران في تزويد الحوثيين بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة، وأن يضطلع بمسؤوليته في المحافظة على إمدادات الطاقة.

وحث العالم على الوقوف بحزم ضد ميليشيات الحوثي، وردعها عن هجماتها التي تشكل تهديدا مباشرا لأمن الإمدادات في هذه الظروف بالغة الحساسية التي تشهدها أسواق الطاقة العالمية.

وتأتي مطالبة مجلس الوزراء غداة إصدار المملكة تحذيراً صارخاً أشارت فيه إلى عدم قدرتها على ضمان عدم تأثر إنتاجها النفطي بمزيد من الهجمات، مخلية مسؤوليتها عن أي نقص في المعروض على ضوء الهجمات الحوثية، مما قد يدفع أسعار الطاقة العالمية المرتفعة أساساً، إلى مزيد من الارتفاع، وهو ما يهدد بركود اقتصادي عالمي تسعى إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لتفاديه عبر إقناع دول منتجة لزيادة إنتاجها.

في هذه الأثناء، ذكرت وكالة بلومبيرغ نقلا عن 3 أشخاص ملمين بالتباين الحاصل بين الولايات المتحدة والسعودية، أن الطرفين كانا يحاولان ترتيب اتصال بين الرئيس الأميركي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لأول مرة، لكنّ التوترات أصبحت الآن عميقة، لدرجة أن الأمر قد يستغرق بعض الوقت.

وأضافت المصادر أن إدارة بايدن تدقق فيما إذا كانت تصريحات بن سلمان التي أدلى بها أخيراً لمجلة أتلانتك، حول أنه «لا يهتم لمواقف الرئيس الأميركي»، مجرد حديث عارض أم تحوّل حقيقي في نظرة السعودية، التي عززت علاقاتها مع روسيا والصين، في ظل سعي الولايات المتحدة إلى تخفيف تركيزها على منطقة الشرق الأوسط.

ونقلت الوكالة عن مسؤول أميركي قوله إن «الاجتياح الروسي لأوكرانيا غيّر الطريقة التي تنظر بها واشنطن إلى الرياض،‬ وهذا التحول هو اعتراف جزئي بأن بايدن حشر نفسه في زاوية غير مريحة خلال حملته الانتخابية التي وعد بها بمواقف متشددة مع المملكة».

إلى ذلك، ذكر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اليوم أنه أجرى مناقشات بناءة مع نظيره السعودي، واتفقا على تحسين العلاقات، مع سعي أنقرة لإصلاح علاقاتها الإقليمية المتوترة.

وقال جاويش أوغلو، بعد اجتماع منظمة التعاون الإسلامي في إسلام أباد، إن مناقشاته مع بن فرحان كانت «مفيدة جدا وموجهة نحو الهدف»، وستساعد في تطبيع العلاقات.