روسيا تستبعد حرباً نووية... وكييف على «حافة النجاة»
● زيلينسكي يعد بإجراء استفتاء على أي اتفاق مع موسكو
● بايدن: بوتين محشور في الزاوية
وسط مخاوف من تحول لا تحمد عقباه في إطار النزاع المتواصل منذ شهر، أكدت روسيا أنها تتعامل مع المسائل المتعلقة بالأسلحة النووية بطريقة مسؤولة، محذرة بأنه لا رابح في حال وقوع حرب بهذا السلاح الفتاك، في وقت اعتبرت الرئاسة الأوكرانية أن مهاجمة العاصمة كييف ستكون عملية انتحار.
عشية القمة الاستثنائية لقادة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لمناقشة جهود ردع غزوها لأوكرانيا، استبعدت روسيا، التي يواجه هجومها في أوكرانيا عراقيل أوقفت تقدمه، خطر اندلاع حرب نووية.وشدد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف على أنه لا يمكن أن يكون هناك رابح في أي حرب نووية، ويجب عدم خوض مثل هذه الحرب أبدا، مؤكدا أن بلاده تتبنى "نهجا مسؤولا" تجاه المسائل المتعلقة بالأسلحة النووية، ولا تصعد الأمور على الإطلاق.جاء ذلك تزامنا مع إعلان مصادر أوكرانية اندلاع 7 حرائق بالقرب من محطة تشيرنوبل النووية الخاضعة للسيطرة الروسية منذ بداية الحرب، استنادا إلى صور أقمار اصطناعية لوكالة الفضاء الأوروبية.
إمدادات السلاح
إلى ذلك، دعا ريابكوف واشنطن إلى وقف إمدادات السلاح لأوكرانيا، مضيفا أن تصرفات الولايات المتحدة لا تؤثر على عزم روسيا، ولن تثنيها عن التحرك نحو تحقيق أهداف العملية العسكرية في أوكرانيا.وجاء التحذير الروسي تزامنا مع كشف المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي عن مشاورات نشطة جارية مع دول أخرى من أجل تزويد أوكرانيا "بأنواع القدرات الدفاعية لتشمل الدفاعات الجوية بعيدة المدى المريحة في استخدامها"، مؤكدا أن هناك "بالتأكيد دليلا واضحا على أن القوات الروسية ترتكب جرائم حرب، والبنتاغون تساعد في جمع الأدلة على ذلك".على حافة النجاة
في المقابل، نبه مستشار الرئيس الأوكراني أوليكسي أريستوفيتش أمس إلى أن السيطرة على العاصمة كييف من الأولويات الرئيسية لروسيا، لكن محاولتها القيام بذلك في الوقت الحالي تعد "انتحارا"، مؤكدا أن الأعمال العدائية الفعلية بين أوكرانيا وروسيا يمكن أن تنتهي في غضون ما بين أسبوعين وثلاثة أسابيع.وأبدى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مجددا استعداده لبحث كل الأمور بما يشمل شبه جزيرة القرم وإقليم دونباس مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، إذا وافق على التفاوض مباشرة معه، موضحا أن أي "تسوية" لوضع حد للنزاع ستُعرض على استفتاء شعبي، كما جدد القول انه مستعد للتخلي عن عضوية الناتو مقابل ضمانات أمنية غربية.وفي كلمة للبرلمان الإيطالي، اعتبر زيلينسكي أمس أن أوكرانيا أضحت "على حافة النجاة"، معتبرا أن جيشها "يقاتل عن أوروبا برمتها. وقال زيلينسكي، عبر الفيديو، "بالنسبة للقوات الروسية، أوكرانيا هي البوابة لأوروبا إلى ذلك، وطالب البرلمان الإيطالي بفرض عقوبات على موسكو أقوى وأقسى من السابقة".ورد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف بأن المحادثات مع كييف لوضع حد للأعمال العسكرية "جوهرية" بشكل كاف، لافتا إلى أن روسيا لا تخطط لإنشاء سلطات محلية في المناطق الواقعة تحت سيطرتها.وتابع بيسكوف: "هناك عملية ما تجري. نريد أن نرى محادثات أكثر نشاطا، وجوهرية بدرجة أكبر"، مشيرا إلى أن روسيا سلمت أوكرانيا مسودة وثائق في إطار عملية التفاوض، وردت على بعضها، موضحا أن نشر تفاصيل المفاوضات "قد يؤدي إلى الإضرار بالعملية التي تسير بشكل أبطأ مما نتمنى".صحيفة روسية تحذف تقريراً عن مقتل 10 آلاف جندي روسي
نشرت صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الروسية الموالية للكرملين لفترة وجيزة حصيلة للجنود الروس الذين يعتقد أنهم قتلوا في أوكرانيا أعلى من الحصيلة الرسمية، إلا أنها حذفت هذه المعلومات لاحقا.وذكر تقرير على موقع الصحيفة الإلكتروني الأحد نقلا عن وزارة الدفاع أن 9861 جنديا روسيا قتلوا منذ بداية الحرب، كما أظهرت نسخة مؤرشفة تم تداولها أمس. وهذه الحصيلة أعلى بكثير من 498 قتيلا أكدتهم موسكو رسمياً في اول اسبوع من الحرب. وبعد بضع ساعات، اختفى هذا التقرير من الصحيفة. وقالت مصادر روسية ان الموقع تعرض للقرصنة.في المقابل، تقول كييف إن عدد قتلى الجيش الروسي في أوكرانيا بلغ أكثر من 15 ألف جندي، بينما قدرت الاستخبارات الأميركية عدد قتلى الجيش الروسي بـ 7 آلاف في الحد الأدنى خلال أول 20 يوما من القتال.
هجوم بيولوجي
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قال أمس الأول إن بوتين "محشور في الزاوية"، وقد يلجأ إلى استخدام أسلحة كيماوية أو بيولوجية، متوقعا أن تشن موسكو هجمات سيبرانية على مصالح أميركية.الهند وكوريا
وفي الوقت الذي خص بايدن الهند بالذكر كونها "مترددة نوعا ما" في اتخاذ إجراء ضد روسيا، أكبر مورد للمعدات العسكرية، وأشاد بالعضوين الآخرين في المجموعة الرباعية أستراليا واليابان، اجتمع نائب وزير الخارجية الروسي إيغور مورغولوف مع سفير كوريا الشمالية، وبحثا تطوير العلاقات الثنائية "في إطار التغيرات على الساحة الدولية".وجاء هذا التواصل في وقت تواجه روسيا عزلة متزايدة بسبب غزوها لأوكرانيا، وفرض عقوبات دولية مشددة عليها، وفي فبراير الماضي، أنحت كوريا الشمالية باللائمة في أزمة أوكرانيا على "سياسة الهيمنة" و"التعصب" التي تمارسها الولايات المتحدة والغرب.وفيما يدرس رئيس الوزراء البريطاني جونسون فكرة السفر لكييف، تلبية لدعوة زيلينسكي، نقلت شبكة "سي إن إن" أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت يستعد للذهاب إلى العاصمة الأوكرانية للمساعدة في جهود الوساطة، بعد تلقيه دعوة مماثلة.وأعلن رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، ووزير المالية الهولندي، تجميد أصول تقدر بأكثر من 800 مليون يورو في روما و400 مليون يورو في أمستردام، لرجال أعمال روس مدرجين في قوائم عقوبات الاتحاد الأوروبي.قصف وذعر
ميدانيا، استمر القصف على عدة مدن، مثل كييف وخاركيف وأوديسا وميكولايف ولفيف وفينيتسا وماريوبول الساحلية الكبرى المحاصرة، التي بقي الوضع فيها مأساويا، حيث تقيم غالبية من الناطقين بالروسية وتقع بين القرم ومنطقة دونيتسك الانفصالية.وفي خيرسون، الواقعة في جنوب أوكرانيا، تم تفريق تظاهرة للمدنيين ضد الاحتلال الروسي باستخدام الأسلحة الرشاشة وقنابل صوتية والغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى إصابة شخص على الأقل. وفي بوريسبيل، جنوب شرق كييف، حاول المسؤولون تهدئة السكان وسط مخاوف من هجوم وشيك للقوات الروسية.