تساءلت صحيفة لوفيغارو الفرنسية عما إذا كانت هناك خطوط حمر قد يدفع تجاوزها الأوروبيين إلى أتون الحرب في أوكرانيا.

وتقول كاتبة التقرير إيزابيل لاسير إن الحزم الغربي في فرض عقوبات ومساعدة أوكرانيا لم يدفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الاستسلام، وطرحت جملة تساؤلات بينها: ماذا سيحدث إذا شنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هجوما كيماوياً على مدينة أوكرانية؟ وماذا سيكون رد فعل الأوروبيين إذا عانت العاصمة كييف نفس مصير ماريوبول من القصف المكثف؟ وكيف سيردون إذا ارتكبت موسكو حماقة إطلاق سلاح نووي تكتيكي على جيرانها؟ وماذا سيفعل الأوروبيون إذا أرسل بوتين في اختبار لتصميمهم صاروخاً إلى الحدود البولندية أو حدود دول البلطيق؟ مستنتجةً أن المسؤولين الأوروبيين ليست لديهم إجابة عن كل هذه الأسئلة.

Ad

وتتساءل الكاتبة: ماذا سيكون تأثير الاتحاد الأوروبي في العالم بعد صمت المدافع، إذا فشل في وقف جنون الحرب؟ ورأت الكاتبة أن عنف الهجوم الروسي على أوكرانيا أيقظ الأوروبيين الذين عاشوا 30 عاما تحت تأثير أسطورة نهاية التاريخ، وكانوا في حالة إنكار تجاه روسيا التي حققت، في غضون أيام قليلة، إنجازًا يتمثل في إنهاء الحياد السويدي والسلام الألماني.

الى ذلك، اتفق وزراء الخارجية والدفاع في الاتحاد الأوروبي، أمس ، على استراتيجية أمنية تهدف إلى تعزيز الحضور العسكري للتكتل مع عودة الحرب إلى أوروبا تتضمن إنشاء قوة للرد السريع يصل قوامها إلى 5 آلاف جندي يمكن نشرهم بسرعة في حال الأزمات.

وستتكون القوة التي ستحل محل المجموعات القتالية القائمة، التي أسسها التكتل عام 2007، لكنها لم توضع موضع الاستخدام قط، من «مكونات برية وجوية وبحرية» ومجهزة بقدرات نقل لتكون قادرة على «تنفيذ تدخلات لإنقاذ وإجلاء المواطنين الأوروبيين» العالقين في نزاع. وقالت وزيرة الدفاع الألمانية كريستينه لامبرشت في بروكسل إن بلادها مستعدة لتوفير النواة الأساسية للقوة بحلول عام 2025، وهو العام الذي من المفترض أن تصبح فيه القوة جاهزة للعمل.

وأشار مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، في بيان، الى إن «التهديدات تتزايد وتكلفة الجمود واضحة». في الوقت نفسه، أوضح الاتحاد الأوروبي أنه يرى جهوده مكملة لعمليات حلف شمال الأطلسي (ناتو) ولا تهدف إلى التنافس مع التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة باعتباره ركيزة الدفاع الغربي.

ومن المتوقع أن يقر زعماء الاتحاد الأوروبي الاستراتيجية الأمنية، التي يشار إليها بالبوصلة الاستراتيجية، في قمة تُعقد يومَي الخميس والجمعة المقبلين في بروكسل.