دعا حلف شمال الأطلسي (ناتو)، أمس، عشية 3 قمم لحلف الناتو والاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع، روسيا الى وقف التهديد بالسلاح النووي، محذّرا من أن اللجوء الى السلاح الكيماوي سيؤدي الى مقتل سكان من الحلف، ومؤكدا أنه سينشر 4 مجموعات مقاتلة تكتيكية جديدة في الدول الشرقية.

جاء ذلك، في حين جدّد الرئيس الأميركي جو بايدن التأكيد أن «التهديد حقيقي» بأن يبادر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى استخدام السلاح المحرّم، وهو ما ألمحت إليه وزيرة الخارجية الكندية التي قالت إن الجميع ينتظر «تصرفات غير متوقعة» من بوتين.

Ad

وقال متحدث باسم المستشار الألماني، أولاف شولتس، إن الأخير حذّر بوتين في اتصالهما الأخير على نحو صريح من استخدام عوامل حرب كيماوية أو بيولوجية.

وبينما هدد بوتين الدول الأوروبية التي لا تزال تعتمد على إمدادات الغاز الروسية بأنه سيحول مدفوعات الإمدادات إلى الروبل، اندلعت معركة مبكرة حول مشاركة الرئيس الروسي في قمة مجموعة العشرين المقررة يومي 30 و31 أكتوبر في جزيرة بالي الإندونيسية.

وقالت بلومبرغ، إن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يعملان على اتفاقية لتعزيز إمدادات الغاز الأميركي المسال إلى أوروبا، في حين أفادت «سي إن إن» بأن بايدن تلقى توصية من البنتاغون بزيادة القوات الأميركية في أوروبا قبل سفره.

وفي مواجهة الدعوات الأميركية - الأوروبية لاستبعاده منها، ذكرت السفيرة الروسية لدى إندونيسيا، ليودميلا فوروبيفا، أمس، أن بوتين يعتزم حضور التجمع الدولي، فيما لاقت الخطوة دعم الصين التي شددت على أن روسيا «عضو مهم» في المجموعة، ولا يحق لأي أحد استبعادها.

عقوبات جديدة

وأكدت «الخارجية» الأميركية أن هناك موقفا أوروبيا - أميركيا موحدا إزاء العقوبات ضد روسيا، وذلك قبل سفر بايدن الى بروكسل للمشاركة بالقمة الطارئة مع قادة حلف شمال الأطلسي وزعماء مجموعة السبع في بروكسل قبل أن يزور بولندا التي تستضيف أكبر عدد من اللاجئين الأوكرانيين.

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان «في الأشهر الماضية، كان الغرب متحدا، يتوجه الرئيس الى أوروبا لضمان أن نبقى متحدين»، وتوجيه «الرسالة القوية بأننا مستعدون وملتزمون طالما استلزم الأمر ذلك»، وأضاف: «لأن هذه الحرب لن تتوقف بسهولة ولا بسرعة».

لكن حربا طويلة ستشكل تحديا أيضا للوحدة التي عبّر عنها الغربيون حتى الآن. بعد أول سلسلة عقوبات اقتصادية ومالية، قاسية جدا، تتراجع الخيارات بردّ منسق وتصطدم بالاختلافات في الرأي بين الدول، على سبيل المثال فيما يتعلق بالاعتماد على الغاز الروسي.

الصعوبات هي نفسها على الصعيد العسكري. بعد تحولات استراتيجية كبرى من جانب بعض الدول والإعلان عن تسليم كميات كبرى من الأسلحة من جانب الأميركيين، كيف يمكن دعم الجيش الأوكراني بشكل إضافي، خصوصا أن بايدن استبعد الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة مع روسيا، على سبيل المثال عبر فرض منطقة حظر جوي. الهدف الآخر للرئيس الأميركي هو التأكد، كما وعد سوليفان بأن الغربيين يتحدثون «بصوت واحد» في مواجهة الصين.

إلى ذلك، وبعد تقارير عن احتجاز مسؤول استخباري رفيع، وخروج مئات المثقفين والفنانين الروس من البلاد احتجاجا على الحرب، نقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن مصدرين مطّلعين أن المبعوث الروسي لشؤون المناخ، أناتولي تشوبايس، قد ترك منصبه وغادر البلاد على خلفية معارضته للحرب.

ووفقا لـ «بلومبرغ»، فإن تشوبايس يصبح بذلك أعلى مسؤول يتخلى عن عمله بسبب الغزو.

وتشوبايس (66 عاما) واحد من عدد قليل من الاقتصاديين الذين عملوا في حقبة التسعينيات، وظلوا في حكومة الرئيس الحالي فلاديمير بوتين، وحافظوا في الوقت نفسه على علاقات وثيقة مع المسؤولين الغربيين.

ومند اندلاع الحرب، كثفت الحكومة من ضغوطها على معارضي الغزو في الداخل. وحذّر بوتين في 16 الجاري من أنه سيطهّر روسيا من «الحثالة والخونة» الذين اتهمهم بالعمل سرا لمصلحة الولايات المتحدة وحلفائها.

وفي تطور جديد، أعلن وزير الداخلية البولندي ماريوس كامينسكي، أمس، طرد «45 جاسوسًا روسيًا ينتحلون صفة دبلوماسيين».

الى ذلك، اعتبر المتحدث باسم «الكرملين» أن فكرة إرسال قوات حفظ السلام التابعة للناتو إلى أوكرانيا خطوة متهورة وخطيرة، وقد تؤدي إلى عواقب يصعب إصلاحها.

وحذّر وزير الخارجية سيرغي لافروف من أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى صدام مباشر بين روسيا و»ناتو».

المرحلة النشطة

ووسط تأكيدات أميركية بأن العملية الروسية لم تحقق أهدافها بعد، ولا تزال متعثرة، أكدت وزارة الدفاع البريطانية أن القوات الروسية ستستغرق وقتاً في تنظيم صفوفها قبل استئناف العمليات الهجومية الواسعة النطاق، مشيرة إلى أن تقدّمها في محيط كييف لا يزال محدوداً.

وتوقّع مستشار الرئيس الأوكراني أوليكسي أريستوفيتش انتهاء المرحلة النشطة من الغزو الروسي بحلول أبريل بعد توقّف التقدم بالفعل في الكثير من المناطق، مؤكداً

أن روسيا فقدت 40 بالمئة من قواتها المهاجمة، وقلل من احتمال إقدامها على شن حرب نووية.

جحيم ميداني

ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية إصابة ترسانة «أورجيف»، التي حصلت عليها أوكرانيا من الغرب، قرب منطقة ريفن بأسلحة عالية الدقة بعيدة المدى من قواعد بحرية، مبينة أن طائراتها ومروحياتها قصفت 97 هدفاً من مرافق البنية التحتية العسكرية في 24 ساعة.

وفي حين لم يلقَ اقتراحه للاجتماع مع بوتين بهدف التوصل إلى «تسويات»، خصوصا بشأن شبه جزيرة القرم ومنطقة دونباس، آذانا صاغية حتى الآن، حذّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في مقطع فيديو نشر فجر أمس، من أن «100 ألف شخص محاصرون بين أنقاض ماريوبول في ظروف غير إنسانية، بدون طعام، بدون ماء، بدون دواء، وتحت قصف مستمر» في «الجحيم الجليدي».

وفي انتظار التوصل إلى اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار، استمر القصف على مدن عدة وفي كييف يبدو أن تقدّم القوات الروسية متوقف. وفي منطقة منطقة تشرنوبيل المحظورة، دمرت القوات الروسية مختبراً في المحطة النووية، كان يعمل على تحسين إدارة النفايات المشعة، بحسب وكالة أسوشيتد برس.