انطلقت جلسات الملتقى الكويتي لـندوة "عبدالعزيز حسين... رجل فكر ودولة" مساء أمس، وفي بدايتها عبر الروائي طالب الرفاعي عن سعادته بأن يكون جمهور القاعة من الشباب، مضيفاً: "نحن ككبار نعرف تماماً من هو عبدالعزيز حسين، ونعرف الجهد والعطاء الذي قدمه للكويت والخليج والوطن العربي والعالم".

وبعد أن وصف الرفاعي الراحل بأنه ينتمى لروح الإنسان، متحدثاً عن حبه للثقافة والقراءة، تم عرض فيلم وثائقي من إخراج علي الريس عن مسيرة حسين الحافلة.

Ad

وفي الجلسة الأولى، التي أدارها خالد الطراح واستعرضت مقتطفات من سيــرة المشاركيــن، قــدم د. عبدالله الجسمي بحثاً بعنوان "عبدالعزيز حسين رائد التفكير الطلابي الكويتي"، في حين قدمت نعيمة الشايجي شهادة عن "دور الأستاذ عبدالعزيز حسين في تمكين المرأة... تجربة شخصية".

مستمع جيد

وقالت الشايجي إنه بالنظر لسيرة حسين العطرة والمتشعبة، فإنه لا يمكن الحديث بالتفصيل عنه، لافتة إلى أن فترة السبعينيات شهدت العلاقة المباشرة مع "بوهاني".

وذكرت أنها ستتطرق إلى دور الراحل في تمكين المرأة الكويتية من خلال عملها معه، وتشجيعه وتقديره لها، مستعرضة أحد المواقف الشخصية معه حينما انتدبت من وزارة الكهرباء لتعمل في مجلس التخطيط لإعداد قسم خاص عن دراسات التلوث والبيئة، ووقتذاك كلفها المدير العام للمجلس الراحل أحمد الدعيج بالاطلاع على مكتب المعونة الفنية، واستغرق ذلك ستة أسابيع للاطلاع على كل المراسلات، لتعد تقريراً أعجب الدعيج به وحوله إلى عبدالعزيز حسين.

وأضافت أن أحد الخبراء أوصى بإنشاء إدارة مهمة تشابهت مع التقرير الذي رفعته، ليستدعيها حسين للاستماع إلى تفاصيل أكثر، موضحة أن الراحل "كان مستمعاً جيداً، ومشجعاً لكل من يعمل معه"، وعلى أثر هذا الاجتماع تم إنشاء الإدارة العامة للتعاون الفني في وزارة التخطيط، وأصبحت هي مديرتها، مؤكدة أن لحسين الفضل في تطوير خبرتها، وعلى الجانب الشخصي أيضاً.

رائد التفكير

من جانبه، قال د. الجسمي إن الراحل كان رائداً للتفكير العقلاني في المجتمع الكويتي الحديث، فقد تميز تفكيره في مختلف مراحل حياته بالعقلانية والاهتمام بالعلم والابتعاد عن الأدلجة وتسييس الفكر والثقافة، فما طرحه من أفكار يعبر عن الثقافة التنويرية الحديثة التي حلت محل الأفكار التقليدية وتجاوزت أفكار رواد الإصلاح الديني.

وفي البحث الذي قدمه ناقش بيئة التفكير العقلاني الذي تبناه حسين والعوامل التي ساهمت في تكوينه سواء المحلية أو العربية أو الأجنبية، موضحاً أن الثقافة التي سادت في المجتمع الكويتي قبل النفط احتوت على قيم التعايش والحوار والتسامح، واستندت إلى العقل ورفضت التعصب والتطرف.

الجلسة الثانية

وفي الجلسة الثانية التي أدارها الناقد والكاتب فهد الهندال، قدم عامر التميمي بحثاً بعنوان "الأستاذ عبدالعزيز حسين والمجتمع المدني الحديث"، وقال إن "اهتمام الراحل بالتعليم والثقافة كان متأصلاً ولم تجد الكويت في ذلك الوقت، حيث لم يكن عدد المتعلمين كافياً، أفضل منه ليكون رئيساً لبيت الكويت في القاهرة".

كما تحدث التميمي عن مجلة البعثة وقال: "يمكن الزعم بأن الفضل يعود لحسين في ولادة هذه المجلة التي أصبحت منذ منتصف الأربعينيات إلى منتصف الخمسينيات من القرن العشرين المنار الثقافي الأساسي للمتعلمين في الكويت وغيرهم من المهتمين بالشأن العام".

وأكد أن حسين اهتم بتعزيز الثقافة والعلم والمعرفة من خلال عمله مديراً للمعارف ووزيراً للدولة لشؤون مجلس الوزراء، حيث ساهم في تأسيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، إلى جانب دوره البارز في دعم المشروعات التنموية في البلاد، خصوصاً ما يتعلق بالتنمية البشرية.

الحداثة والتحديث

من جانبه، قدم د. على العنزي بحثاً بعنوان "عبدالعزيز حسين... حول النهضة بين الحداثة والتحديث"، وقال إن هناك سؤالاً يطرح نفسه بإلحاح وهو: ما الفهم الفكري الذي حمله حسين، ليُكنى حتى اليوم بـ "رائد النهضة الثقافية الكويتية؟".

وأضاف العنزي: حيث إن لكل دراسة "نطاقاً" ويتعين على الباحث أن يحدد ما ستغطيه الدراسة، فإن نطاق دراستنا سيكون أفكار حسين التي عكستها مقالات "مجلة البعثة"، وهي المقالات التي بلغ فيها حسين شمولية في النظر وعمقاً في الرؤية، معلناً أن التحديث جوهر الوجود الإنساني، "وعذري فيما سبق، أن الأفكار تتغير كما تعلمون مع تقدم العمر".

وذكر أن حسين حمل ملامح قادة "النهضات العلمية" في بلدانها العربية، كقاسم أمين، وطه حسين، ومحمد عبده ورفاعة الطهطاوي، وكان د. محمد حسن عبدالله، قد ذكر في كتابه "الحركة الأدبية والفكرية في الكويت" أنه يرى في حسين محمد عبده الكويت.

فضة المعيلي