برعاية القائمة بأعمال عميد كلية العلوم الاجتماعية، د. مها السجاري، أقامت وحدة الدراسات الأثرية والفولكلورية بكلية العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت بالتعاون مع الجمعية الكويتية للتراث، وسفارة إيطاليا في الكويت، احتفالية بمناسبة مرور 160 عاما على زيارة الطبيب الإيطالي موسيزانو إلى الكويت عام 1862، حضرها السفير الإيطالي كارلو بالدوتشي، والشيخة جواهر الدعيج، وأعضاء الجمعية الكويتية للتراث، والفلكي عادل السعدون، ونخبة من المهتمين والباحثين.

في البداية، تحدث السفير كارلو بالدوتشي عن احتفالية مرور 60 عاماً على العلاقات الكويتية- الإيطالية، والتي بدأت دبلوماسياً منذ عام 1961، حيث دعمت إيطاليا استقلال الكويت ونهضتها العمرانية والاقتصادية، ودعم سياستها السلمية. وفي الغزو عام 1990 كان لإيطاليا وزميلاتها من دول العالم دور وموقف لإعادة الشرعية.

Ad

ولفت إلى أن الكويت، من خلال مؤسساتها الرسمية والشركات الخاصة، والعائلات، كانت من أكبر الداعمين لتخطي إيطاليا جائحة كورونا في عام 2020، باعتبارها ثاني دولة بعد الصين ينتشر فيها «كوفيد- 19».

وقال إنه تمت إقامة العديد من الأنشطة التي توكد التعاون الثقافي والاقتصادي بين البلدين، منها دعم ترجمة كتاب الرحال الإيطالي موسيزانو، الذي زار الكويت عام 1862، طلباً لشراء الخيل من التاجر يوسف البدر، وقد عرض د. حسن أشكناني هذا الكتاب، الذي عُثر عليه أخيرا في أحد الأسواق العالمية، وتمت ترجمته إلى الإيطالية الحديثة والعربية، وهو كتاب مدهش يحتوي على وصف لشوارع وأسواق الكويت ورجالها ونسائها قبل 160 عاما، و«نحن سعداء بأن يصدر كتاب بمناسبة مرور 60 عاماً على العلاقات بين البلدين، وتضمن فصلاً مترجماً عن هذا الكتاب النادر».

محطة مهمة

من جانبه، قدّم رئيس وحدة الدراسات الأثرية والفولكلورية، د. حسن أشكناني، الكتاب الأصلي للرحال الايطالي الطبيب ماركو موسيزانو، وهو جرّاح في البيت الملكي، وعضو في بعثة ملك إيطاليا ايمانويل الثاني، وهي نسخة نادرة جدا طبعت في تورين شمال إيطاليا سنة 1862، وتضمّن الكتاب رغبة ملك إيطاليا إيمانويل الثاني في الحصول على أجود الخيول العربية المطلوبة بإيطاليا خلال حروب التوحيد، وأن الكويت كانت إحدى المحطات المهمة لشراء الخيل من التاجر يوسف البدر، كما تضمّن الكتاب لقاء بعثة الملك الإيطالي مع حاكم الكويت الرابع الشيخ صباح بن جابر بن عبدالله الصباح، ووصف شخصيته وحُسن ضيافته، كما وصف الكتاب سور الكويت وفساحة شوارعها وحاراتها ولبس نسائها اللون الأحمر والأخضر والأبيض وثوب الرجال والبشت والأسواق والمقاهي وعادة شرب النارجيلة.

تجارة الخيل

من جانبه، قال رئيس الجمعية الكويتية للتراث، فهد العبدالجليل، إن الكتاب تطرّق إلى تجارة الخيل وازدهارها في ذلك الوقت وإلى تاجر الخيل المعروف يوسف البدر، أحد أكبر تجار الخيل في الجزيرة العربية.

ومن تجار الخيل المعروفين في تاريخ الكويت، كما ذكرهم الشيخ يوسف القناعي في كتابه

«صفحات من تاريخ الكويت» المطبوع في مصر عام 1964 ومنهم يوسف البدر، وأحمد العدواني، وعلي العامر، ومحمد المديرس، ومحمد بن فيد، وسليمان اليعقوب، ويوسف الصبيح، وخالد الخضير، وموسى الجوعان.

وأكد العبدالجليل أن الكويت كانت مصدرا لتصدير الخيول العربية الأصيلة إلى الهند، ويعود السبب في ذلك إلى امتلاك دولة الكويت أسطولا مهيأ لنقل تلك الخيول ومنها سفينة «البغلة»، وهي واحدة من أقدم السفن الشراعية بالكويت، لافتا إلى أن أسرة العبدالجليل كانت تمتلك ذلك النوع من السفن، كما ذكر د. الحجي في أحد كتبه.

وأوضح أن تجارة الخيل كانت خطيرة، وفيها نوع من المغامرة، لذلك كان هذه التجارة لا تستمر وتزول وتضمحل مع مرور الوقت، مضيفا أن كما ذكرت التقارير القديمة أن الكويت كانت تبيع حوالي 600 خيل في السنة بسعر 300 روبية للواحد منها. وكانت الكويت مركزا لتصدير الخيول العربية في القرن التاسع عشر إلى الهند، وكانت تُجلب من العراق ونجد والشام.

فضة المعيلي