قبل أيام قلائل مر عيد الأسرة، فكل عام وجميع الأسر بخير، وأسرتنا الوطن الأم بخير، ولا أرانا الله فيها مكروها، فالوطن أم لنا آباء وأبناء وأمهات، والوطن الأم بحاجة إلى تكاتف جميع أبنائه، فلا قيمة للحياة بلا وطن، لذلك دعونا نتجاوز جميع السلبيات ولننظر إلى الإيجابيات التي حبانا الله سبحانه وتعالى بها في هذا الوطن. ولكي تكون سعيداً، أخي القارئ، يجب أن تسعد وطنك الأم، فقد يفقد المرء أماً أو أباً أو كليهما، فهذه سُنّة الحياة، فلا دائم سوى الله سبحانه وتعالى، ولا أدري لماذا أحس بالعجز عند الكتابة أو الحديث عن الأم أو الأب، ولا أعرف أي كيف تتسرب كلماتي من بين يدي عند ذكرهما، فهما السند والعون،
لذلك أقول لمن أمه أو أبوه ما زالا على قيد الحياة: أحسن التواصل معهما وعاملهما معاملة حسنة، فالله سبحانه وتعالى أوصانا بهما في قوله: "وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً"، فالله أمر بعدم التأفف منهما عند الكبر، ولمن يحاور والديه أقول: نعم من حقك الحوار مع والديك، ولكن لا تنس قول الله تعالى: "وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً". فنصيحتي للأبناء: تحاوروا معهما وخذوا بمشورتهما، ولا تنشغلوا بأجهزتكم الذكية عندما تكونون معهم، فأجهزتكم لن توجه النصح أو الدفء العاطفي كما يفعل والداك، أما من كان والداه عند الرفيق الأعلى فلا ينسى صلة رحمه كالخالة والعمة والخال والعم ...إلخ، وتحية حب وتقدير لأمي وأبي، رحمها الله، ولكل أم وأب ربى أبناءه على أكمل وجه.وأدعو الله تعالى أن يرحم والدينا ووالديكم وجميع الآباء والأمهات ويجمعنا معهم بالفردوس الأعلى، اللهم احفظ أمنا الكويت واحفظ أمهات المسلمين والله المستعان.
مقالات - اضافات
الوطن أم والأم وطن
25-03-2022