أكدت مصادر متطابقة داخل فرق المفاوضات في بغداد، أن تحالف الأغلبية الثلاثي بين مقتدى الصدر ومسعود بارزاني والسنّة، تمكن من جمع معظم الأصوات التي يحتاجها لعقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية وتكليف رئيس الحكومة الجديد، المقررة غداً.

وحسم تحالف الأغلبية أمره بإعلان كتلة «إنقاذ وطن» بوصفها الأكبر في البرلمان، إلى جانب التمسك بترشيح ريبر أحمد من حزب بارزاني، لرئاسة الجمهورية، كما تحولت الشكوك إلى حقيقة حين حسم ترشيح جعفر الصدر بديلاً لمصطفى الكاظمي لتشكيل الحكومة.

Ad

وأوضحت المصادر لـ«الجريدة»، أن المشاورات تستمر منذ أيام حتى ساعات الفجر، ولم يعد تحالف الأغلبية بحاجة إلا لثلاثة نواب، لضمان حضور 220 نائباً هم ثلثا عدد النواب، تحقيقاً لشرط جلسة انتخاب الرئيس.

ورغم أن حلفاء إيران يصرون على أن لديهم الثلث المعطل، فإن قادتهم صاروا يحذرون بلهجة حادة، من ميل عشرات المستقلين إلى حضور الجلسة، قائلين إن ذلك يتم عبر «رشاوى وامتيازات سخية».

وبينما سيحسم أمر الجلسة النيابية نهار غد، فإن الصالونات السياسية منشغلة بالمتغيرات الكبيرة التي وضعت على الطاولة، وكانت حتى أسابيع قليلة ماضية حلماً يوصف بأنه بعيد المنال.

فللمرة الأولى تنجح أحزاب العراق بتشكيل كتلة عابرة للطوائف بعد رفض الصدر التحالف مع الأحزاب الشيعية الأخرى المتهمة بحمل السلاح خارج القانون، كما يعود الزعيم الكردي بارزاني إلى بغداد بقوة، فيما يبدي التحالف المعارض لنفوذ إيران، مرونة عالية ويستعرض خياراته في ترشيح بدائل لرئاسة الحكومة، رغم أن طهران ترى في جعفر الصدر حليفاً موثوقاً للكاظمي وصديقاً مقرباً منه، ومن المرجح أن يعملا عن قرب في الحكومة المقبلة، دون تنازل عن المعايير الجديدة التي وضعها الكاظمي في تنظيم مختلف للعلاقة بين العراق وطهران.

فجعفر الصدر ابن عم مقتدى، ناقد معروف لسياسات حرس الثورة، وينتمي من جهة والدته إلى عائلة موسى الصدر في لبنان وإيران، وهم نخبة معروفة بالعمل مع الرئيس الإصلاحي الأسبق في إيران محمد خاتمي ضد نفوذ الحرس الثوري والمرشد علي خامنئي.

وساهم القصف الإيراني لأربيل بصواريخ بالستية الأسبوع الماضي، في حصول تضامن شديد مع كردستان، وغضب ضد مواقف الفصائل التي أيدت ضرب أربيل بمزاعم وجود الموساد الإسرائيلي هناك، مما هيأ الأجواء لانضمام عشرات المستقلين إلى موقف تحالف الأغلبية.

وأصدر حلفاء طهران مواقف حادة بلغة تهديد للأحزاب السنية التي انخرطت في تحالف الأغلبية، لكن مصادر رفيعة تقول، إن إعلان الأغلبية الكتلة الأكبر رسمياً بدأ يدفع طهران إلى تخفيف موقفها الغاضب من تلاشي الكتلة الشيعية التقليدية.

ويضيف هؤلاء، أن إيران تدرس عن كثب نصائح إقليمية وصفت بالمهمة، تحثها على التكيف مع القواعد الجديدة في بغداد ومراحل التغيير التي يسندها رأي عام قوى العراق منذ احتجاجات أكتوبر 2019.

محمد البصري