إدانات لاستهداف نفط السعودية... و«التحالف» يرد

إطفاء خزانَي «أرامكو» بجدة وإجراءات مشددة لحماية «فورمولا 1»

نشر في 26-03-2022 | 09:41
آخر تحديث 26-03-2022 | 09:41
أدخنة تتصاعد من خزانات شركة «أرامكو» بعد تضررها جراء الاعتداءات الحوثية في جدة أمس (أ ف ب)
أدخنة تتصاعد من خزانات شركة «أرامكو» بعد تضررها جراء الاعتداءات الحوثية في جدة أمس (أ ف ب)
أطلق تحالف دعم الشرعية، بقيادة السعودية، حملة قصف جوي ضد أهداف تتبع الميليشيات الحوثية في صنعاء والحديدة، رداً على الاعتداءات التي طالت منشآت نفطية وبنية تحتية مدنية في جدة، في حين دان وزير الخارجية الأميركي هجمات الجماعة اليمنية المتمردة المتحالفة مع إيران.
وسط أزمة الطاقة التي يعيشها العالم، على خلفية حرب أوكرانيا، توالت الإدانات الدولية والعربية للاعتداءات غير المسبوقة التي تشنها جماعة "أنصار الله" الحوثية على المنشآت السعودية النفطية والمرافق الحيوية والبنى التحتية وآخرها 16 هجوما استهدفت أمس الأول منشآت نفطية خصوصا في جدة التي يفترض أن تستضيف اليوم سباق فورمولا 1.

وتعهدت السعودية توفير أقصى درجات الأمن لطمأنة سائقي فورمولا واحد الذين قرروا مواصلة سباق جائزة السعودية الكبرى، رغم الهجوم الذي شنه المتمردون الحوثيون في اليمن، واستهدف منشأة نفطية لشركة أرامكو في مكان غير بعيد عن حلبة السباق في جدة، فيما أكدت قناة الإخبارية السعودية الرسمية أنه "تمت السيطرة على حريق الخزان الأول والخزان الثاني بجدة"، لافتة إلى "اختفاء النيران التي تصاعدت من خزانات محطة أرامكو بجدة بعد الحريق الهائل".

وفي حين كررت المملكة تأكيدها أنها غير مسؤولة عن نقص في الامدادات العالمية، في ظل عجز المجتمع الدولي، شددت الكويت على أن الهجمات لا تستهدف فقط المدنيين بل مصادر الطاقة العالمية.

وانضمت تركيا والجزائر أمس إلى لائحة طويلة من الدول التي استنكرت الهجوم، بينما أشارت الولايات المتحدة إلى أن الاعتداءات تمت بدعم من إيران، وأنها ملتزمة بمعاقبة طهران على زعزعة الاستقرار، ولن ترفع عنها أي عقوبات قبل تغيير سلوكها، وسط معلومات كشفها السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام عن اتجاه إدارة الرئيس جو بايدن لإعادة الحوثيين إلى لائحة الإرهاب.

مطار صنعاء

وأطلقت قوات تحالف دعم الشرعية، التي تقودها السعودية في اليمن، "عملية استجابة واسعة" لتحييد استهداف المنشآت النفطية أو التأثير على أمن الطاقة، وشنت ضربات جوية مركزة على أهداف تتبع ميليشيات جماعة "أنصار الله" في العاصمة صنعاء ومدينة الحديدة الساحلية أمس.

وأفاد "التحالف" بأن العملية العسكرية ستستمر حتى تحقيق أهدافها، وقالت قيادة "التحالف"، في بيان، إن هدف العملية حماية مصادر الطاقة العالمية من الهجمات العدائية وضمان سلاسل الإمداد، مؤكدة أن على الحوثيين "تحمل نتائج السلوك العدائي والعملية العسكرية بمراحلها الأولى".

وطالب المتحدث باسم "التحالف" العقيد ركن تركي المالكي الحوثيين بإخراج الأسلحة من المناطق المحمية بقوة القانون الدولي، وأولها مطار صنعاء، وعدم استخدام مواقع ذات حماية خاصة لمهاجمة منشآت النفط في المملكة.

ودعا المتحدث المدنيين إلى عدم التواجد أو الاقتراب من أي موقع أو منشأة نفطية بالحديدة، مؤكدا أنه سيتعامل مباشرة مع مصادر التهديد، وأشار إلى أنه سيجنب الأعيان المدنية والمنشآت النفطية الأضرار الجانبية.

وأفاد بإحباط هجوم وشيك على ناقلات النفط، استهدف 4 زوارق مفخخة بميناء الصليف اليمني الخاضع لسيطرة المتمردين، وتابع: "نقيم التهديدات والتداعيات والإجراءات تأخذ بالاعتبار الأمن الإقليمي والجماعي".

وشدد على أن "التحالف" يدعم الموقف الخليجي والدولي لإنجاح المشاورات اليمنية، التي تستعد أمانة مجلس التعاون لاستضافتها في الرياض بعد غد، والتي رفضت "أنصار الله" حضورها، متهما المتمردين بالسعي لإفشال المشاورات التمهيدية.

وذكرت بعثة المملكة لدى الأمم المتحدة، في رسالة إلى مجلس الأمن، أن هجمات الحوثيين على البلاد نفذت بدعم من إيران، داعية إلى عقد اجتماع لمجلس الأمن لإدانة هجمات الحوثيين على البنية التحتية المدنية في المملكة، أكبر مصدر للنفط بالعالم.

كما أکدت البعثة ضرورة محاسبة الحوثيين، مشيرة إلى أن الرياض تحتفظ بحق اتخاذ إجراءات لحماية أراضيها.

مبادرة حوثية

في هذه الأثناء، أكد مسؤول سعودي رفيع المستوى أن المتمردين قدموا مبادرة لوقف إطلاق النار، تتضمن هدنة وفتح مطار صنعاء ومرفأ الحديدة وإجراء مشاورات يمنية.

وقال المسؤول، الذي فضل عدم ذكر اسمه، لوكالة "فرانس برس"، إن "الحوثيين طرحوا المبادرة عبر وساطة سلطنة عمان"، مضيفا أن المتمردين يواصلون هجماتهم لأنهم "يريدون أن يعلنوا المبادرة وكأنهم لا يزالون أقوياء" بعد انكسار زحفهم المستميت منذ عام باتجاه مدينة مأرب الاستراتيجية التي تعد آخر معاقل حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي المعترف بها دوليا.

ورأى أن الحوثيين "يواصلون استهداف الأعيان المدنية في محاولة لتخفيف ضغط الخسائر في الداخل اليمني، خصوصا انهم تحت الضغط السياسي الخليجي والدولي في مجلس الأمن". وحول موقف الرياض من المبادرة، قال: "ننتظر إعلانها رسميا، لأن الحوثيين يغيرون كلامهم باستمرار".

ورفض الحوثيون منتصف مارس مبادرة طرحها مجلس التعاون الخليجي لتنظيم حوار للقوى المتحاربة في اليمن تعقد بين 29 مارس و7 أبريل في الرياض، بسبب إجرائها "في دول العدوان"، في إشارة للسعودية.

وكرر المصدر اتهامات بلاده لإيران بدفع الحوثيين لاستهداف منشآت "أرامكو"، وأكد دبلوماسي مقيم في الرياض أن المبعوث الخاص للأمم المتحدة هانز غروندبرغ قاد جهودا في الفترة الأخيرة للتوصل إلى هدنة خلال شهر رمضان، إلا أنها لم تكلل بالنجاح.

في المقابل، توعد زعيم "أنصار الله" عبدالملك الحوثي السعودية ودول التحالف بـ"الويل".

وقال الحوثي، في خطاب عشية الذكرى السنوية لبدء عمليات "التحالف"، "قادمون في العام الثامن بصواريخنا البالستية، بطائراتنا المسيرة البعيدة المدى، وبأسلحتنا البحرية التي ستنكل وتغرق الأعداء".

بن فرحان في الدوحة

إلى ذلك، شارك الأمير فيصل بن فرحان وزير خارجية السعودية في الجلسة الافتتاحية لمنتدى الدوحة أمس، إلى جانب وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن، وعضو مجلس الشيوخ الأميركي رئيس لجنة مجلس الشيوخ الأميركي للسلطة القضائية ليندسي غراهام، والممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل.

وقال بن فرحان إن "جائحة كورونا عززت أهمية العمل الدولي، وانه لا يوجد تحدّ يمكن أن نواجهه بمفردنا بما في ذلك التحديات المناخية والاقتصادية أو جائحة أخرى، ولا يمكن تخطي هذه المسائل دون العمل مع بعضنا".

وأشار إلى أن هناك عنصرا ناقصا، وهو الالتزام والمشاركة بين الدول في وضع الأجندة الدولية، مضيفا: "يجب أن نتأكد أن الأجندة تلبي حاجة الجميع وليس البعض فقط".

(الرياض، واشنطن - وكالات)

واشنطن تتهم إيران بدعم الهجمات

مصدر سعودي: الحوثيون يصعِّدون ليظهروا أقوياء قبل الإعلان عن مبادرة لوقف الحرب
back to top