طهران ترفض الاتفاق الكويتي السعودي لتقاسم غاز «الدرة»
إيران أكدت استعدادها للتفاوض مع البلدين حول استثمارها في الحقل... وتحدثت عن «مؤامرة أميركية»
في وقت تشهد أسعار موارد الطاقة، مثل النفط والغاز، ارتفاعاً كبيراً على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا، والمخاوف من تأثير ذلك على الكميات المعروضة، وبعد 6 أيام من إعلان توقيع الاتفاق الكويتي - السعودي لتطوير حقل الدرة الغني بالغاز وتقاسم عائداته، أعربت إيران عن رفضها له، واعتبرته غير قانوني، متهمة الكويت بمخالفة ما تم الاتفاق عليه في مفاوضات سابقة.وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة إن «حقل آرش/ الدرة هو حقل مشترك بين إيران والكويت والسعودية، وهنالك أجزاء منه في نطاق المياه غير المحددة بين إيران والكويت».وأضاف زادة: «وفقاً للضوابط والأعراف الدولية، فإن أي خطوة للاستثمار والتطوير في هذا الحقل يجب أن تتم بالتنسيق والتعاون بين الدول الثلاث»، معتبراً أن اتفاق الرياض والكويت «خطوة غير قانونية ومناقضة للأعراف الجارية والمحادثات المنجزة سابقاً، ولا تأثير لها على الوضع القانوني للحقل ولا تحظى بموافقة الجمهورية الإسلامية».
وشدد على أن طهران «تحتفظ لنفسها كذلك بحق الاستثمار في الحقل المشترك»، مبدياً استعداد بلاده «للدخول في مفاوضات مع (...) الكويت والسعودية حول كيفية ذلك الاستثمار، وبالتزامن مع ذلك مواصلة المفاوضات الثنائية مع الكويت في إطار نتائج المفاوضات السابقة معها حول تحديد حدود الجرف القاري».وفي طهران، قال مصدر مسؤول في المجلس الأعلى للأمن القومي، إن إيران فوجئت بالإعلان الكويتي ـــ السعودي خلال عطلة النوروز التي استمرت 10 أيام، مضيفاً أن المجلس بحث الاتفاقية، اليوم، في أول يوم لعودة الدوام، وقرر رفضها وكلف «الخارجية» الرد. وأشار المصدر إلى أن طهران تعتقد أن هناك ضغطاً أميركياً على الرياض والكويت للبدء باستخراج الغاز، موضحاً أن الهدف الأميرکي هو الضغط على طهران في المفاوضات النووية كي لا تعتبر نفسها الوحيدة التي تستطيع تعويض الأسواق بالغاز أو النفط. وأشار إلى أن طهران قررت الرد عبر الإعلام قبل إثارة الأمر في القنوات الرسمية لإثبات موقفها في حال أرادت اتخاذ أي خطوات مستقبلية. وكان وزير النفط والطاقة الكويتي عبداللطيف الفارس وقع الاثنين الماضي مع نظيره السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان في الكويت اتفاقاً «لتطوير حقل الدرة»، تنفيذاً لمذكرة التفاهم التي وقعها البلدان في ديسمبر 2019 «التي تضمنت العمل المشترك على تطوير واستغلال الحقل».وأشار بيان رسمي كويتي إلى أن تطوير الحقل من المتوقع أن يؤدي إلى «إنتاج مليار قدم مكعبة قياسيةٍ من الغاز الطبيعي يومياً، إضافة إلى 84 ألف برميل من المكثفات يومياً»، معتبراً أن تطوير هذا «الحقل الاستراتيجي» سيساهم في تلبية «نمو الطلب المحلي على الغاز الطبيعي وسوائله في البلدين الشقيقين».