طمأنت مصادر صحية مطلعة أن الوضع الوبائي في الكويت ممتاز، وأن أعداد ونسب التطعيمات التي وصلنا إليها كفيلة بمجابهة أي تحورات مستقبلية، خصوصا أن عدد المتلقين للجرعة التنشيطية الثالثة من اللقاح المضاد لـ "كوفيد- 19" من المواطنين والمقيمين بلغ أكثر من مليون و130 ألف شخص، وفي تصاعد مستمر.وأشارت المصادر إلى أن أعداد من تلقى التحصين الكامل بواقع جرعتين من التطعيم الواقي من "كورونا" بلغت 3 ملايين و285 ألفا، بنسبة 84 في المئة من السكان، وهو أمر يضع الكويت ضمن أكثر الدول في العالم من حيث تلقي التطعيم الواقي من "كوفيد 19"، بينما بلغت نسبة من تحصن بجرعة واحدة 87 في المئة من المجتمع.
خبرات كبيرة
ولفتت إلى أن الكادر الطبي في الكويت اكتسب خبرات كبيرة ومتراكمة في مكافحة الجائحة، وباتت الكويت نموذجاً يحتذى به عالميا في التصدي للوباء.«دلتا كرون»
وفي السياق، توقع استشاري الأمراض الباطنية في مستشفى الفروانية، د. غانم السالم، دخول المتحور الجديد "دلتا كرون" الكويت والكثير من الدول، بسبب تقليل الاشتراطات الصحية، وعودة حركة السفر والطيران، مشددا على أهمية وضرورة أخذ الحيطة والحذر، خصوصا لكبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة.وأكد السالم لـ"الجريدة" أن حالات الإصابة بـ"كوفيد 19" في الكويت مازالت تحت السيطرة وبانخفاض، لسرعة التجاوب مع التطعيم والإقبال عليه.وأشار إلى أن الأعراض الإكلينيكية لم تتغير، لافتا إلى أنه تم رصد هذا المتحور في دول أوروبية، وفي الولايات المتحدة الأميركية، ودول أخرى.وذكر أن التحور والاندماج بين المتحورات الفيروسية أمر متوقع، بسبب نشاط وانتشار الفيروس حول العالم، قائلا إن "الدراسات تدل على أن التطعيم قادر على توفير الحماية من هذه الفيروسات، وتقليل الأعراض عند الإصابة بالمتحور الجديد".اعراض مشابهة
وأوضح أنه لوحظ مؤخراً وجود متحور من "كورونا" يجمع بين جينات المتحور "دلتا" والمتحور "أوميكرون"، ويحمل بعض خصائص "دلتا" و"أوميكرون".وأضاف السالم أن أعراض الحالات المصابة بهذا المتحور لا تختلف عما نعرفه من أعراض الإصابة بـ"كوفيد 19"، حيث لوحظ في بعض الحالات أن البروتين الشوكي ينتمي للمتحور "أوميكرون"، وجسد الفيروس ينتمي للمتحور "دلتا".جائحة الأمراض المزمنة غير المعدية أكبر خطر يواجه الكويت
أكد رئيس قسم الباطنة في مستشفى الأميري د. سعد الزنكي أن "أكبر خطر يواجه مجتمعاتنا اليوم هو جائحة الأمراض المزمنة غير المعدية"، لافتا إلى أن "المجتمع الكويتي تحديدا يعاني نسبا مخيفة من مرضي السكري والسمنة، إضافة الى أمراض أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم والكولسترول وآفة التدخين وتشمع الكبد وأمراض الكلى المزمنة".وقال الزنكي خلال الاحتفال باليوم التوعوي الأول الذي نظمه المستشفى أمس تحت شعار "التغذية والحركة صحة وبركة" في حديقة الشهيد برعاية وزير الصحة د. خالد السعيد وحضور مدير المستشفى د. علي العلندا، إن جميع هذه الأمراض مقدمة لأمراض القلب والشرايين المسبب الأول للوفاة في العالم، فضلا عن تكلفة العلاج التي ترهق ميزانية الدولة، وهي مرشحة للتصاعد ما لم نجد حلولا ناجحة وفعالة.وذكر أن التوعية بأهمية الرياضة والتغذية السليمة وجعلهما ثقافة عامة لدى المجتمع، إضافة الى دعم الفحوصات المبكرة لا يقارن بتكلفة علاج مريض واحد مثل الفشل الكلوي المزمن.وشدد على أهمية تعزيز الوعي عند أفراد المجتمع بأنماط الحياة الصحية وتحقيق التوازن الغذائي والتقليل من تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية في شهر رمضان ولاسيما مرضى الأمراض المزمنة كالسكري وضغط الدم. وأكد أهمية رفع مستوى الوعي الصحي لدى أفراد المجتمع حول أهمية تعزيز الوعي بأنماط الحياة الصحية من خلال برامج الوعي الصحي والمجتمعي وتقديم الاستشارات الصحية والفحوصات الطبية لتقليل الآثار السلبية للأمراض المزمنة.بدوره، أكد رئيس وحدة السكر في مستشفى الأميري د. عبدالنبي العطار أن الفعالية هدفت إلى توعية الجمهور بأهمية التغذية الصحية وممارسة الرياضة خصوصا أننا مقبلون على شهر رمضان الكريم.وأوضح أن الفعالية تخللها "واكاثون" للمشي بهدف الحث على ممارسة الرياضة، لافتا إلى أن الأطباء والمشاركين في الفعالية قدموا استشارات ونصائح طبية للحضور بهدف المحافظة على الصحة.