وثيقة روسية رسمية تسمح باستخدام «النووي» في 4 حالات

«البنتاغون» يشكك بإعلان موسكو قصر هجومها على «تحرير الدونباس» وشويغو يظهر في اجتماع

نشر في 27-03-2022
آخر تحديث 27-03-2022 | 00:03
مع إعطائها إشارات دالة على تخفيض سقف طموحاتها في أوكرانيا وإعادة تركيزها على المنطقة الواقعة تحت سيطرة الانفصاليين الموالين لها، شرعنت روسيا وثيقة رسمية حددت فيها 4 حالات لاستخدام السلاح النووي، مؤكدة أن الحفاظ على الاستعداد القتالي للقوات النووية الاستراتيجية من أولوياتها.
كشفت روسيا، أمس، عن وثيقة رسمية تتيح للرئيس فلاديمير بوتين استخدام الترسانة النووية. وقال رئيس روسيا السابق، نائب رئيس مجلسها الأمني، ديمتري ميدفيديف، لوكالة نوفوستي و"روسيا اليوم"، "توجد عدة حالات تملك خلالها روسيا حق استخدام الأسلحة النووية تم سردها وإقرارها بمرسوم رئاسي خاص بذلك"، مشيراً إلى أن "هذا يدل على عدم إعطاء أي سبب للشك - حتى لو كان طفيفا - في أننا على استعداد للرد بشكل لائق على أي تعدّ عليها وعلى استقلال روسيا ونهجها".

وعدد ميدفيديف الحالات قائلا: "الحالة الأولى، تعرّض روسيا لضربة صاروخية مع استخدام وسائل التدمير النووي، والثانية، استخدام مختلف الأسلحة النووية ضد روسيا أو حلفائها، والثالثة، التعدي على البنية التحتية الحيوية، مما يؤدى إلى شلّ نشاط قوات الردع النووي. والرابعة، تنفيذ عمل عدواني ضد روسيا أو حلفائها، مما يؤدى إلى تهديد وجود البلاد ذاتها، حتى من دون استخدام الأسلحة النووية، أي باستخدام أسلحة تقليدية".

شويغو

تزامن ذلك مع أول ظهور علني لوزير الدفاع سيرغي شويغو، بعد غياب لنحو أسبوعين أدى إلى تكهّنات سعى "الكرملين" جاهداً لدحضها. وقال شويغو في فيديو، خلال ترؤسه اجتماعا، إن الأولوية الآن هي "الحفاظ على الاستعداد القتالي للقوات النووية الاستراتيجية، وأيضاً للأسلحة الطويلة المدى والعالية الدقة والمعدات الجوية".

وقال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، أمس، إن احتمال استخدام روسيا للأسلحة النووية "حقيقي بشكل متزايد"، ورحب بزيارة السفير الأميركي رام إيمانويل إلى هيروشيما، أول مدينة تتعرّض لهجوم نووي.

زيلينسكي ورمضان

وفي خطاب بث في اليوم الأول من منتدى الدوحة، اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي،، أنّ تلويح روسيا باستخدام السلاح النووي يشجّع على حيازته.

وقال في كلمته، أمام مسؤولين سياسيين خليجيين ودوليين، "في التسعينيات، تخلت أوكرانيا عن ثالث أكبر مخزون نووي في العالم مقابل ضمانات شملت روسيا، والخلاصة هي أن الجميع بحاجة إلى أسلحة نووية لحماية أنفسهم من الغزو".

وقال زيلينسكي: "انظروا لدمار مدننا هذا ما شاهدناه في حلب بسورية"، وذكر أن الضربات الروسية تسببت في أضرار بنحو 59 دار عبادة، بينها مساجد، و200 ومدرسة.

وطالب الرئيس الأوكراني قطر بزيادة إنتاج مواردها من الطاقة، وخصوصا الغاز، للتعويض عن موارد الطاقة الروسية في السوق الأوروبية وغيرها، قائلاً: "مستقبل أوروبا يعتمد على جهودكم وإنتاجكم، وأطلب منكم زيادة الإنتاج للتأكد من أن الجميع في روسيا يفهمون أنه لا يمكن لأي بلد استخدام الطاقة كسلاح وابتزاز العالم".

وإذ اتهم زيلينسكي موسكو بممارسة القمع السياسي على سكان القرم، بمن فيهم المسلمون، أشار إلى أنه سيتعين على مسلمي أوكرانيا القتال خلال شهر رمضان المبارك، مؤكدا أن بلاده متنوعة، وبها أكثر من مليون مسلم، وعلينا أن نضمن ألّا يطغى البؤس على الشهر المبارك، وأن يكون دون معاناة".

بايدن في وارسو

وبعد سلسلة اجتماعات طارئة على مدى 3 أيام مع قادة مجموعة السبع والمجلس الأوروبي وحلف شمال الأطلسي وزيارة القوات الأميركية في بولندا، شارك الرئيس الأميركي جو بايدن في اليوم الثاني من زيارته لوارسو في لقاء بين وزيرَي خارجيته ودفاعه أنتوني بلينكن ولويد أوستن ونظيريهما الأوكرانيين دميترو كوليبا والدفاع أوليسكي ريزنيكوف بفندق ماريوت لمناقشة القضايا الحالية والتعاون في المجالات السياسية والدفاعية.

وعقد بايدن اجتماعاً خاصاً مع نظيره البولندي آندريه دودا، تطرق إلى الجدل المتعلق بكيفية تسليح أوكرانيا بطائرات حربية وغيرها من الضمانات الأمنية، وزار مركز استقبال للاجئين.

وفي كلمة من القصر الملكي، دعا بايدن إلى مواجهة الغزو الروسي لأوكرانيا، وأكد الوحدة بالتصدي لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، وتعهد باستعادة الديموقراطية في الداخل وتوحيدها في الخارج ضد "الحكام المستبدين، ومنهم بوتين والرئيس الصيني شي جينبينغ".

وأفاد البيت الأبيض بأن خطاب بايدن المهم شمل "جهود العالم الحر الموحدة لدعم الشعب الأوكراني، ومحاسبة روسيا على حربها الوحشية والدفاع عن مستقبل ينبع من المبادئ الديموقراطية".

وخلال تفقّده حدود أوكرانيا، قال يايدن للقوات الأميركية في بولندا: "أنتم أفضل قوة قتالية في العالم، ولدينا التزام مقدس بإعالة أسركم"، وأضاف، مخاطبا الشعب الأوكراني: "نحن واجبنا المقدس أن نهتم بكم عندما تكونون على ساحات القتال، وعندما تعودون إلى دياركم، والأوكراني لديه الكثير من الشجاعة والجرأة".

بدوره، استبعد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان استخدام الأسلحة الكيماوية تحت أي ظرف، محذراً موسكو من أنها ستدفع ثمناً باهظاً جداً إذا استخدمت أسلحة كيماوية في أوكرانيا.

في المقابل، هدد عضو مجلس الشيوخ الأميركي البارز، ليندسي غراهام، خلال مداخلة بمنتدى الدوحة، أمس، بأنه في حال شنّت روسيا حرباً نووية فإن الولايات المتحدة سترد بقوة، مؤكداً أنه "حان الوقت (للرئيس الروسي فلاديمير) بوتين أن يغادر السلطة"، وأن يقوم الشعب الروسي بنفسه بذلك التغيير.

وخلافاً لإعلان الجيش الروسي المفاجئ إعادة تركيز هجومه على منطقة دونباس شرق أوكرانيا، أكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الروس يعززون دفاعاتهم حول كييف، ولا يبدو أنهم أوقفوا خططهم للتقدم نحو المدينة.

ووفق مسؤول رفيع في "البنتاغون"، فإن "مخزون روسيا من صواريخ كروز ينفد"، مؤكدا أن "نسبة فشلها في إطلاق الصواريخ تتراوح بين 20 و60 بالمئة، وأنه ليست هناك إشارات جديدة على استخدامها مجدداً الخارقة لسرعة الصوت".

وفي حين أحدثت هيئة الأركان الروسية مفاجأة بإعلان رئيس إدارة العمليات سيرغي رودسكوي "تركيز الجزء الأكبر من الجهود على الهدف الرئيسي وهو تحرير دونباس"، أكدت رئاسة أركان الجيش الأوكراني، أمس، مقتل 170 جندياً من الجانب الروسي في منطقة دونيتسك ولوغانسك، أكبر مدينتين في دونباس. وكانت روسيا أعلنت، أمس، مقتل نحو 1400 جندي في شهر من القتال، وذلك بعد تقديرات أميركية بمقتل 7 آلاف على الأقل. وخارج دونباس، يتواصل الهجوم والقصف الروسي للمدن وتطويقها. وأكدت هيئة الأركان الأوكرانية مواصلة هجومها المضاد على خيرسون، المدينة الكبرى الوحيدة التي خسرها بالكامل.

وفي محيط كييف، التي أعلن رئيس بلديتها، فيتالي كليتشكو، فرض حظر تجول مجدداً إلى صباح غد. وقال حاكم كييف أولكسندر بافليوك إن القوات الروسية سيطرت على بلدة سلافوتيتش التي يقيم بها العاملون في محطة تشرنوبيل النووية المعطلة، واحتلت مشفاها، وخطفت رئيس البلدة وسط تظاهرات في سلافوتيتش ضد الغزاة.

وفي ماريوبول، قتل أكثر من ألفي مدني بحسب بلدية المدينة الساحلية الإستراتيجية الواقعة على بحر آزوف الذي قدّر لأول عدد قتلى قصف المسرح الرئيسي يوم 16 بنحو 300 شخص لقوا حتفهم من بين مئات المختبئين في قبو المبنى.

وعلى الجبهة الرئيسية الأخرى إلى الشمال الغربي من العاصمة، يحاول الجيش الأوكراني تطويق القوات الروسية في ضواحي إيربين وبوتشا وهوستوميل، التي تحولت إلى أنقاض.

وفي أول إشارة قوية على تأثير العقوبات الغربية، قالت مصادر إن مجموعة سينوبك الصينية التي تعد أكبر شركة لتكرير النفط في آسيا، علّقت محادثات استثمار كبير في البتروكيماويات ومشروع لتسويق الغاز الروسي.

بايدن يجتمع مع وزيرَي خارجية ودفاع أوكرانيا

زيلينسكي يناشد الدوحة زيادة إنتاج الغاز والصين ترعى محادثات للاستثمار في الغاز والبتروكيماويات في روسيا
back to top