رياح وأوتاد: تحريض... كراهية... شتائم... والحق على الحكومة
نعم ألوم الحكومة على ما وصلت إليه الأمور في البلاد بسبب ما يصوره بعض الأشخاص وبعض وسائل الاتصال والمندسين من تضليل وتأجيج أو مبالغة ضارة وقلب للحقائق، والقفز على الطرح العلمي في معظم أمور البلاد والمشكلات التي تواجهها، مثل ذلك محاولة إقناع الكويتي أن يأخذ ما يستطيع قبل أن يلهفه الآخرون لأن البلد في قمة الفساد، ومثل محاولة ضرب الفئات الكويتية بعضها ببعض، ومثل الطعن في الرموز الكويتية الذين يحافظون على المال العام بالكذب عليهم، وتحريف تصريحاتهم ومقالاتهم. نعم ألوم الحكومة على تركها الحبل على الغارب للحسابات الوهمية تلعب بالبلاد وتهدم مصالحها وتهدر أعراض الناس وكراماتهم وتشوه سمعتهم. نعم سمو رئيس مجلس الوزراء هل ترضيك الحرب الإعلامية القائمة اليوم التي تثير الكراهية حول موضوع التجار وغير التجار، ومن الذي بنى أو ساهم في بناء الكويت والتي تستخدم فيها أبشع الألفاظ؟ أليس من دور الحكومة التوجيه والإرشاد وتحويل أي مسيء إلى القضاء؟ وهل يرضيك التشويه المستمر لأفضل مؤسسات البلاد كالتأمينات، وصندوق التنمية، وهيئتي الاستثمار والنزاهة دون أي رد أو توضيح حول دور هذه المؤسسات في خدمة الوطن والمواطنين؟
سمو الرئيس عندك 400 ألف موظف، فلماذا الصمت؟ ولماذا لا يدافعون عن مصدر رزقهم أو يصححون ما يرونه من فساد فيه؟ وهل صحيح أن الكويت تنفق على الدول الأخرى أكثر مما تنفق على الكويتيين؟ وهل صحيح يا سمو الرئيس أن المناقصات هي وسيلة للتجار للاستيلاء على المال العام؟ وهل التأمينات رابحة أو خاسرة أو تعاني العجز الاكتواري؟ وما الصحيح مما يقال وينشر على رؤوس الأشهاد؟ أليس من العيب أن الاقتصاديين جاسم السعدون ومحمد البغلي يوضحان الحقيقة بشأن أوضاعنا الاقتصادية أسبوعياً أكثر مما يوضح كل وزرائك المعنيين؟ كل الحكومات المحترمة في العالم تأخذ زمام المبادرة في نشر الحقائق المتعلقة بالشعب والبلاد، وتدافع عن إجراءاتها، فما بالك بحكومتك الصامتة أو المقلّة؟ لماذا لا يدافعون ويقودون الشارع وبالحقائق؟ ولماذا يتركون القيادة لأعضاء المجلس ووسائل التواصل التي تخلو غالباً من المهنية والطرح العلمي والصحيح؟يا سمو الرئيس إن الحسابات الوهمية من الداخل والخارج تعمل على نشر كل ما يزعزع الاستقرار، ويهدم المؤسسات الناجحة، ويحرض الكويتيين بعضهم على بعض بنشر الأكاذيب والفتن وحكومتك لا تحرك ساكناً. جميع الدول الخليجية أصبح لديها ساتر أو قبّة إعلامية تمنع دخول السموم والحسابات الوهمية إلا الكويت، وذلك بسبب عدم اتخاذ أي إجراء من قبلكم رغم كثرة الشكاوى والنصائح التي قُدمت إليكم. سمو الرئيس ألا تلاحظ أن مشاريع الحكومة مجمدة في لجان المجلس منذ سنوات في حين تُقر مشاريع الأعضاء بكل سرعة لأن مشاريع الحكومة لا تجد من يشرح مبرراتها ويسوقها في هذا الخضم الهائل من التحريض والاتهامات الخطيرة للحكومة، فهل هذه الاتهامات صحيحة؟ ولماذا لا يتم الرد عليها؟ وهل العيب في مشاريع الحكومة أم في رجالها؟ يا سمو الرئيس أرجو أن تطبق حكومتك النص الدستوري الذي ينص على «الحكومة هي السلطة المهيمنة على مصالح الدولة»، فتقوم بواجبها في حفظ أمن البلد واستقراره، وتكافح الفساد وتكافح كذلك من يستغل هذا الفساد أو أي مشكلة لاستنزاف موارد الدولة، وتكافح كل من يسعى إلى الفتنة بين الكويتيين والإساءة لأي مواطن منهم.