الحرب في أوكرانيا قد تؤجج الاضطرابات في الشرق الأوسط
![نيو ستاتسمان](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1602439552189417400/1602439568000/1280x960.jpg)
تقول ريم ندى، مديرة الاتصالات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة: «إذا طالت مدة هذا الصراع، أو إذا استمر ستة أشهر فقط، فلا يمكن تصوّر تداعياته المحتملة، وقد بدأت كلفة المواد الغذائية ترتفع بكل وضوح ويجب أن يدفع أحد ثمنها، سواء كان الشعب نفسه أو الحكومات عن طريق الإعانات». غالباً ما تكون عقود شراء القمح والذرة بالدولار أو اليورو، مما يعني أنّ الحكومات التي تحاول الحفاظ على أسعار متدنية قد تستنزف احتياطيات العملات الأجنبية سريعاً، مما يؤدي إلى نشوء أزمة في ميزان المدفوعات، وهذا الوضع قد يُجبِر الحكومات على اتخاذ خطوة شائكة سياسياً مثل رفع أسعار المواد الغذائية مباشرةً. أدت أزمة العملة القائمة منذ سنوات في لبنان إلى استنزاف احتياطياته الأجنبية، وهذا ما دفع بوزير المال اللبناني إلى التحذير هذا الشهر من عجز مصرف لبنان عن متابعة دعم سعر الخبز، وفي مصر، تأمل الحكومة إبطاء الحاجة إلى رفع الأسعار عبر تعزيز الإنتاج المحلي، كما حصل في عام 2010، وهي تُهدد المزارعين بالسجن إذا لم يؤمّنوا الكميات المطلوبة منهم.يقول الباحث في منظمة «تشاتام هاوس»، تيم بنتون: «نحن أمام حكومات غير مستقرة أصلاً وثمة حركات تمرد محلية في عدد كبير من هذه البلدان. قد ينفجر الوضع إذا تدهورت أزمة كلفة المعيشة». أصبحت الدول التي تواجه أصلاً أزمات حادة في معيشتها الأكثر عرضة للخطر، فقد كان نحو 16 مليون شخص في اليمن و13 مليون سوري يعانون انعدام الأمن الغذائي قبل اندلاع الحرب في أوكرانيا، وارتفع سعر الخبز في سورية بنسبة 367% في السنة الماضية وبوتيرة أسرع من ارتفاع الأجور بأربع مرات.أخيراً تقول سارة غيرارديلو، خبيرة في قطاع الحبوب في الشركة الاستشارية LMC International: «يتكل هؤلاء الأشخاص على الواردات في جميع القطاعات لأن بلدانهم تدمّرت بفعل الحروب الأهلية، ويستحيل ألا تتضرر هذه الدول بدرجة حادة، ويصعب ألا تتفاقم الاضطرابات الاجتماعية والأزمات الإنسانية في ظل هذا الوضع».