ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي في دورته الـ27، قدمت فرقة المسرح الشعبي عرض «الطابور السادس»، الذي حصل على نصيب الأسد من جوائز مهرجان الكويت المسرحي في دورته الـ21، بحصوله على أفضل عرض مسرحي متكامل، فضلاً عن جوائز التمثيل والإخراج. كان جمهور المهرجان أمام نص صاغه قلم المؤلفة فاطمة العامر، وتميزت كتابته بالنضج والإدراك لأبعاد ما تذهب به النفس البشرية. وقد استطاع المخرج يوسف البلوشي أن يترجم بمهارته الإخراجية أفكار المؤلفة العامر وفق رؤية عندما وظف مسرح الدمى ضمن السياق الدرامي للعرض، فكان العامر والبلوشي ثنائيا ناجحا اختار عناصر المسرحية بصورة متناغمة ومتناسقة، فظهر العمل جميلا بعيدا كل البعد عن التصنع، من خلال أداء الممثلين الاحترافي.
أما السينوغرافيا التي وقفت وراءها د. منى التميمي تصميماً، وأسماء العيسى تنفيذاً، فكانت في محلها، من حيث تنفيذ الديكور بدرجة محترفة.تميز العمل، فضلاً عن النسيج القوي بين جميع عناصره من تأليف وإخراج وتمثيل وسينوغرافيا، بالثنائيات التي اشتغل عليها المخرج، والتي تمثلت في علاقة العجوز بزوجته، والمساحة التي تجمعهما من مشاعر متناقضة أيضاً في محيطهما الاجتماعي، المتمثل في جارهما ورجل الأمن. يُذكر أن «الطابور السادس» تمثيل: يوسف البغلي، محمد جمال الشطي، رازي الشطي، عبدالله الحمود وسالي فراج، «دراما تورج» لفلول الفيلكاوي، مدير الإنتاج نوح بوكبر، موسيقى للملحن هاني عبدالصمد، في حين تولى فاضل النصار مهام المخرج المنفذ والإضاءة.
فن الخط
ومن فعاليات «القرين الثقافي» الأخرى، قدَّم رئيس مركز الكويت للفنون الإسلامية في المسجد الكبير سابقاً المستشار فريد العلي دورة «الإبداع في فن الخط الكوفي المربع» على مدى يومين بمكتبة الكويت الوطنية ضمن مهرجان القرين في دورته الـ27. وأعرب العلي عن سعادته الكبيرة بالمشاركة في مهرجان القرين بدورته الـ27، وقال إن الدورة عرفت المشاركين بفن الخط العربي، ثم أنواع الخطوط الموجودة، لافتا إلى أن الدورة ركزت على الخط الكوفي المربع، وأعطتهم لمحة عن الخط الكوفي القديم الموجود في العراق، وإيران، وأواسط آسيا من خلال المساجد.الخط الكوفي المربع
وبيَّن أن الدورة اشتملت على نبذة عن الخط الكوفي المربع، حيث إنه أحد أنواع الخط الكوفي، وأطلق عليه الخط الكوفي، لأنه يتميز بـ«اليبوسة»، وأنه ليس ليناً، وأيضا لأنه ازدهر وانتشر في الكوفة، ويمتاز هذا الخط بأنه شديد الاستقامة دون أي انحناء أو تقوس، قائم الزوايا، أساسه هندسي، وأيضا يمتاز بالوحدة المربعة في كتابة حروفه والفراغات، باستخدام الأرقام الفردية في عدد مربعات الحروف.ولفت العلي إلى أنه خط مرسوم، وليس مكتوبا، أي تستخدم فيه المسطرة والقلم، والشبكة المربعة، ولا يستخدم فيه قلم الخط المشطوف. وأشار إلى أن الخط الكوفي فيه جانب من الدقة المتناهية، ومعظم الزوايا القائمة عليه في تحديد الحروف أو الفراغات.الإجادة والإبداع
وبيَّن أن الدورة اشتملت على الجانب العملي، وهو تعليم المشاركين أساسيات وكتابة حروف الخط الكوفي، مشيرا إلى أنه عمل نوعا من التحدي لذاته والمشاركين في تعلم هذا الخط في يومين، مع الإجادة والإبداع، حيث استطاع المشاركون في اليوم الأول كتابة الحروف بالكامل، ومن ثم بدأوا في كتابة الكلمات.ولفت إلى أن نسبة نجاح الدورة كانت 90 في المئة، بسبب الحافز والتشجيع، وأنها حققت النتائج المرجوة، حيث استطاع المشاركون بالنهاية اختيار كلمة واستخدام لمسة فنية في كتابتها، من خلال خصائص الزخرفة الإسلامية.