ردّت موسكو بلهجة حاسمة وغير معتادة على اشتباك محدود في كاراباخ بين القوات الأذربيجانية والقوات المحلية في الإقليم الذي يقطنه الأرمن.

واتهمت موسكو باكو بالتمركز داخل المنطقة التي تسيطر عليها قوات حفظ السلام الروسية التي تحمي هدنة 2020 الهشّة بين أرمينيا وأذربيجان في الإقليم، وشن ضربة بطائرات مسيّرة تركية من طراز بيرقدار.

Ad

ونفت أذربيجان الاتهامات الروسية، بينما نددت وزارة الخارجية الأرمنية بـ "الغزو" الذي اتّسم بـ "قصف مدفعي متواصل"، متهمة جارتها بحرمان رامن كاراباخ من الغاز، مما حال دون حصول السكان على التدفئة، وحذّرت من "كارثة إنسانية".

وناقش بوتين هاتفياً أمس، مع رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان التطورات.

ويقول مراقبون إن الغضب الروسي قد يعكس مخاوف موسكو من مساعي أذربيجان وحليفتها تركيا لاستبدال الغاز الروسي الى أوروبا، في ضوء الحرب على أوكرانيا والعقوبات التي فرضت على روسيا بسببها.

ولا يمكن تجاهل القيمة الاستراتيجية لأذربيجان في مجال الطاقة، لكونها تمتلك حوالي 1.8 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، و7 مليارات برميل من احتياطيات النفط.

وتخطط أذربيجان وتركيا التي تلعب دور الناقل إلى مركز إقليمي لنقل الطاقة بين آسيا وأوروبا، وضمان عدم احتكار روسيا أو إيران لممرات نقل الطاقة.

وتبرز أهمية أذربيجان كنقطة بدء خطّي أنابيب نقل البترول والغاز، الأول يمر بجورجيا، ومنها إلى ميناء جيهان التركي، حيث يتم نقله إلى العالم الخارجي، والثاني هو خط أنابيب الغاز "باكو - تبليسي - أرزروم".

وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قد صدق الشهر الماضي "اتفاق شوشه" للتعاون الاستراتيجي بين أنقرة وباكو، قبيل توجهه إلى بروكسل لحضور الاجتماع الاستثنائي لدول حلف الناتو لبحث الأزمة الأوكرانية.