جائزة السعودية الكبرى: فيرستابن يرد على لوكلير في «سباق عادل»

عوّض سائق ريد بول بطل العالم الهولندي ماكس فيرستابن إخفاقه في باكورة جولات بطولة العالم للفورمولا واحد في البحرين، بفوزه بالجولة الثانية في شوارع جدة في المملكة العربية السعودية أمام المتوج في بداية الموسم سائق فيراري شارل لوكلير من موناكو في سباق وصفه الأخير بـ «العادل».

وعوّض «ماد ماكس» خيبة انسحابه من حلبة الصخير البحرينية بفوز بشق النفس في اللفات الأخيرة، متقدماً بفارق 0.549 ثانية عن لوكلير الذي أضاف إلى نقاط المركز الثاني «18» نقطة أسرع لفة للسباق الثاني توالياً.

ووصل زميل سائق الإمارة، الأسباني كارلوس ساينس ثالثاً متأخراً بفارق 8.097 ثوانٍ، فيما تراجع سائق ريد بول الآخر المكسيكي سيرخيو «تشيكو» بيريس، المنطلق من الصدارة، للمركز الرابع.

وهو الفوز الحادي والعشرون في مسيرة فيرستابن، ليتقدم للمركز الثالث في ترتيب السائقين مع 25 نقطة بعدما عاد بدون أي نقطة من البحرين، فيما عزز لوكلير صدارته بـ 45 نقطة أمام ساينس الثاني «33».

قال فيرستابن الذي دخل بصراع مثير مع لوكلير طوال السباق لاسيما في اللفات الثماني الأخيرة «كنا نكافح بقوة في الصدارة، كان الأمر صعباً، أنا سعيد لأن أطلقنا موسمنا أخيراً».

وردّ لوكلير قائلاً «لم يكن ذلك الأداء كافياً اليوم، لكنني استمتعت بخوض هذا السباق، إنه سباق صعب ولكنه عادل، كل سباق يجب أن يكون على هذا النحو، كان ممتعاً، من الواضح أنني محبط لأنني كنت أرغب في الفوز اليوم».

وبعد ثنائية البحرين والمركزين الثاني والثالث في جدة، رفع فيراري رصيده في ترتيب الصانعين إلى 78 نقطة، أمام مرسيدس «38» وريد بول «37».

واكتفى فريق مرسيدس بطل الصانعين للموسم الماضي بحصد 11 نقطة فقط بعدما تتابعت مشكلات الحظيرة البريطانية وتحديداً مع البريطاني لويس هاميلتون، بطل العالم سبع مرات، المنطلق من المركز الـ 15 في أسوأ نتيجة له منذ عام 2017، لينهي السباق عاشراً، فيما حلّ مواطنه الشاب الوافد الجديد جورج راسل في المركز الخامس.

وأكمل المراكز العشرة الأولى الفرنسي إستيبان أوكون «ألبين» والبريطاني لاندو نوريس «ماكلارين» والفرنسي بيار غاسلي «ألفاتاوري» والدنماركي كيفن ماغنوسن العائد إلى هاس بعد عامين من الغياب ليحل بدلاً من الروسي نيكيتا مازيبين الذي خسر مقعده بسبب غزو بلاده لأوكرانيا، فهاميلتون.

وفي مجريات السباق، حافظ بيريس على صدارته عند الانطلاقة في حين نجح زميله فيرستابن في تجاوز ساينس للمركز الثالث، خلف لوكلير.

ولم تشهد اللفات الأولى الكثير باستثناء صراع الزميلين في ألبين على المركز السادس بين أوكون والأسباني فرناندو ألونسو الذي كانت له الكلمة الأخيرة ليتجاوزه في اللفة السابعة، في حين استفاد الفنلندي فالتيري بوتاس «ألفا روميو» للاقتراب منهما «انسحب لاحقاً في اللفة 38».

وحاول سائق «الأسهم الفضية» هاميلتون تعويض ما فاته في التجارب التأهيلية ليتقدم للمركز العاشر في اللفة 15.

ودخل بيريس المتصدر إلى منصة فريقه لإبدال إطاراته في اللفة الـ 16 رداً على اتصال بين لوكلير وحظيرته الايطالية تطلب فيه من سائق الإمارة الدخول، إلا أن ذلك لم يحصل في خدعة انطلت على الحظيرة النمسوية.

وفور خروج بيريس في المركز الرابع خلف راسل «مرسيدس»، تعرض سائق وليامس الكندي نيكولاس لطيفي لحادث، ليتم تفعيل نظام سيارة الأمان الافتراضية ولاحقاً دخول سيارة الأمان ما دفع فيراري للطلب من سائقَيه التوقف على غرار ريد بول مع فيرستابن، ما بدّل مجريات السباق.

وعاد السائقون للتنافس في اللفة 20، حيث استرد ساينس مركزه الثالث من بيريس بعدما عمد الأخير إلى تجاوزه بشكل غير قانوني، خلف لوكلير المتصدر ومطارده المباشر فيرستابن، فيما أكمل هاميلتون استعراضه ليتقدم في اللفة 26 للمركز السادس على حساب ماغنوسن.

وأدار لوكلير السباق بذكاء مطلق تاركاً فيرستابن خلفه بفارق 1.669 ثانية في اللفة 33، من دون أن يتمكن بطل العالم من تفعيل الـ «دي آر أس»، فيما كان ألونسو بعد لفتين يتجاوز ماغنوسن للمركز السابع، قبل أن يسترد الدنماركي مركزه مقابل تراجع الأسباني إثر خسارة سيارته للطاقة في اللفة 37.

وحصل الأمر ذاته مع الاسترالي دانيال ريكياردو الذي توقف عند باب دخول المنصات مؤكداً لفريقه ماكلارين في اتصال لاسلكي «لم يعد بإمكاني التسارع»، فتم تفعيل نظام سيارة الأمان الافتراضية مجدداً واقفال المنصات لحين إخلاء السيارتين بعد توقف ألونسو في المكان ذاته.

ومع انطلاق السباق مجدداً في اللفة 41، دخل هاميلتون لتبديل إطاراته في توقف طويل «3.9 ثوانٍ» والعودة في المركز الـ12، في حين كان فيرستابن يحاول تجاوز لوكلير لينجح في محاولته قبل أن يسترد ابن الإمارة المركز الاول في اللفة 43 بعد تفعيل الـ «دي آر اس» في صراع مشابه لسباق البحرين.

وبغضب شديد ادعى «ماد ماكس» أن لوكلير تجاوز الخط الأبيض على الحلبة، فيما طلب منه الفريق تهدئة أعصابه والتركيز على القيادة، قبل 5 لفات من النهاية «من أصل 50 لفة»، لينجح في خطف الصدارة في اللفة 47 ويحافظ عليها حتى اشهار العلم المرقط.

ولم يتمكن سائق ألفاتاوري الياباني يوكي تسونودا من الانطلاق بعدما اشتكى من مشكلة في المحرك في لفة الإحماء، فيما أعلن فرانز توست مدير الفريق «يبدو الأمر وكأنه شيء في نظام الدفع ولا يمكنه التسابق».

وكان ميك شوماخر، نجل أسطورة الفورمولا واحد ميكايل المتوج سبع مرات، غاب بدوره عن السباق اثر تعرضه لحادث كبير في التجارب التأهيلية السبت، خرج منه سالماً.

وحلّ الألماني نيكو هولكنبرغ، صاحب المركز الثاني عشر، للسباق الثاني توالياً خلف مقود أستون مارتن بدلاً من مواطنه بطل العالم أربع مرات سيباستيان فيتل الذي يتعافى من إصابته بفيروس كورونا.