النفط يتراجع مع زيادة الإصابات بـ «كورونا» في شنغهاي

●الإمارات: أسواق الطاقة بحاجة إلى النفط الروسي
● ارتفاع الصادرات الأميركية يسحب الخام من التخزين

نشر في 29-03-2022
آخر تحديث 29-03-2022 | 00:00
تراجع أسعار النفط
تراجع أسعار النفط
تراجعت أسعار النفط، أمس، أكثر من خمسة دولارات مع تزايد المخاوف بشأن تباطؤ الطلب على الوقود في الصين بعدما قالت السلطات في شنغهاي، المركز المالي للبلاد، إنها ستطبق إغلاقاً على مرحلتين لاحتواء زيادة في حالات الإصابة بفيروس كورونا.

وهبطت العقود الآجلة لخام برنت إلى 115.32 دولاراً وتراجعت 5.15 دولارات أو 4.3 في المئة إلى 115.50 دولارا. وسجلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي أدنى مستوى لها عند 108.28 دولارات للبرميل منخفضة 5.30 دولارات أو 4.7 في المئة إلى 108.60 دولارات. وقال كازوهيكو سايتو كبير المحللين في شركة فوجيتومي للأوراق المالية المحدودة: "أدى إغلاق شنغهاي إلى موجة بيع جديدة من جانب المستثمرين المحبطين لأنهم كانوا يتوقعون تجنب مثل هذا الإغلاق"، مضيفاً أن السوق استوعب تأثير هجوم صاروخي على منشأة سعودية لتوزيع النفط يوم الجمعة الماضي.

وتابع: "بما أنه من غير المرجح أن تزيد أوبك+ إنتاج النفط بوتيرة أسرع من الأشهر الأخيرة، نتوقع أن يتحول سوق النفط إلى الاتجاه الصعودي مرة أخرى في وقت لاحق هذا الأسبوع".

وقالت حكومة مدينة شنغهاي إن جميع الشركات والمصانع ستتوقف عن العمل أو ستجعل الموظفين يعملون عن بعد في إطار إغلاق من مرحلتين على مدار تسعة أيام بعد أن سجلت المدينة رقما قياسيا جديدا لحالات الإصابة بـ "كورونا" غير المصحوبة بأعراض.

وسيتم أيضا تعليق وسائل النقل العام بما يشمل خدمات النقل خلال الإغلاق مما أدى إلى خفض الطلب على الوقود على نحو أكبر.

ومن المقرر أن تجتمع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها المعروفون باسم "أوبك+" يوم الخميس.

وقاومت "أوبك+" حتى الآن دعوات من الدول المستهلكة الرئيسية ومنها الولايات المتحدة لزيادة الإنتاج. وتزيد "أوبك+" الانتاج بمقدار 400 ألف برميل يوميا كل شهر منذ أغسطس للتخفيف من أثر التخفيضات التي تم إجراؤها عندما أثرت جائحة كوفيد على الطلب.

وفي السياق، قال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي إن أسواق الطاقة بحاجة إلى النفط الروسي ولا يمكن لأي منتج أن يعوض إنتاج موسكو، مضيفاً في منتدى عن الطاقة أن "أوبك+" بحاجة إلى العمل معا وعدم السماح للأمور السياسية بتشتيت انتباه المجموعة.

وشدد المزروعي على ضرورة الاستثمار في النفط والغاز إلى جانب مصادر الطاقة المتجددة، حتى في ظل التحول في قطاع الطاقة، موضحاً أن "أوبك+" بحاجة إلى تعويض نحو 8 ملايين برميل مفقودة على الأقل كل عام للحفاظ على وضع الإنتاج الحالي.

وقال إن الإمارات ستعمل مع "أوبك+" على التأكد من استقرار سوق الطاقة، مضيفاً "لكن هذا لا يعني أننا سنترك أوبك+ أو أن نقوم بعمل فردي. سنعمل مع المجموعة لضمان استقرار السوق".

وذكر آموس هوكستاين المنسق الرئاسي الأميركي لأمن الطاقة أمام الفعالية عبر الهاتف إنه ليست لديه رسالة لـ "أوبك+" قبل اجتماعها، مضيفا أن المنظمة المنتجة للنفط ستفعل ما تراه صوابا. وقال الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) سلطان الجابر إنه يتوقع في الأمد القريب حالة شح في أسواق النفط مع زيادة الطلب ما يقرب من ثلاثة ملايين برميل عن العام الماضي. وأضاف في منتدى عن الطاقة أن التقلب الحالي في أسعار النفط نتيجة لمشكلة هيكلية لكن الطلب من المتوقع أن يعود إلى مستوياته قبل جائحة فيروس كورونا بحلول الربع الأخير من هذا العام.

من جهة ثانية، قال تجار بترول إن صادرات النفط الأميركية قفزت في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا وأن كميات النفط المحلية التي كانت تذهب عادة إلى مركز التخزين في كوشينج بولاية أوكلاهوما يتم تصديرها عبر ساحل خليج المكسيك.

وأثار الغزو حالة من الفوضى بسوق النفط مع توقف الشركات عن شراء النفط الروسي وارتفاع الأسعار بشكل كبير. ويتطلع المشترون في جميع أنحاء العالم إلى الحصول على الخام من أي مكان كما زادت الصادرات في الأسابيع الأخيرة من الولايات المتحدة أكبر منتج للنفط الخام في العالم.

وكوشينج هي المكان الذي يتسلم فيه أصحاب العقود الآجلة في خام غرب تكساس الوسيط الأميركي‭‭ ‬‬الكميات المتعاقد عليها. وتعني سعتها التخزينية الضخمة أنها لا تزال تعتبر دليلا إرشاديا للمخزونات الأميركية حتى مع تحول البراميل إلى الخليج بعد أن رفعت واشنطن الحظر الأميركي على الصادرات في عام 2015.

back to top