دولة النبلاء قصة لن تنتهي
![أ. د. فيصل الشريفي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/93_1682431901.jpg)
السبب الرئيس في فشل الثورات وتطبيق مبادئ كونفوشيوس لم يكن بسبب ونفوذ وخبث النبلاء فقط، بل كان بسبب العقلية السائدة والمستسلمة بين طبقات العمال والعسكر والعبيد التي تؤمن بأفضلية النبلاء وأنهم خلقوا لكي يقوموا على خدمتهم.هذه الثورات صنعت من أحد أبناء الجزارين بطلاً أسطورياً في التراث الكوري بعد أن قضى معظم حياته بحثاً عن الانتقام من مجتمعه الذي وقف صامتاً أمام الظلم الذي تعرض له. هذا الفارس عاش طفولة قاسية بسبب الاضطهاد الذي كان يمارسه النبلاء على الطبقات المسحوقة، حيث تعرضت أمه للاغتصاب أمام مرأى والده الجزار المحترف ذي البنية القوية، إلا أنه وقف عاجزاً أمام هذه الحادثة رغم مهارته في استخدام السكين والساطور. بذرة الشجاعة التي ورثها هذا البطل لم تكن عن طريق الأب، لكنها جاءت بواسطة الأم التي قتلت سيدها وطلبت من ولدها الهروب والابتعاد عن القرية وعدم العودة إليها مجددا لمعرفتها بأن العقاب سيكون جماعياً.أتباع النبيل تمكنوا من قتل المرأة وزوجها الجزار وفشلوا في اللحاق بالابن الذي ظل متوارياً عن الأنظار لفترة من الزمن حتى شب واشتد ساعده، وأصبح شابا قويا شجاعا ليحقق بعد ذلك حلمه في الانتقام من طبقة الظالمين النبلاء.حالة الانكسار التي عاشت في نفوس معظم سكان جوسون لم تكن خاصة بهذا الشعب لكنها حالة عامة تعيشها الشعوب المهزومة نفسياً ممن وضعوا أغلال العبودية على رقابهم في زمن الحرية، لذلك بقاء العنصريين وفي كل تصنيفاتهم سيظل حاضراً ما دامت الشعوب لا تعمل بشعار سيد الأحرار "كونوا أحراراً في دنياكم".ودمتم سالمين.