في وقت ينتظر لبنان عودة السفيرين السعودي والكويتي وفق تأكيدات دبلوماسية حصل عليها المسؤولون اللبنانيون، زار وفد من شركة الملاحة البحرية الإيرانية الوطنية القابضة بيروت اليوم، في ترجمة عملانية لزيارة وزير الخارجية الإيراني حسن أمير عبداللهيان الأسبوع الفائت التي ركزت سياسياً على تثبيت الحضور الإيراني وطمأنة الحلفاء لمرحلة ما بعد الاتفاق النووي.

وفي مؤتمر صحافي مشترك مع الوفد الايراني، قال وزير الأشغال العامة والنقل اللبناني علي حمية المحسوب على حزب الله، إنه سيسعى لتفعيل النقل البحري بين البلدين.

Ad

وأضاف حمية: "للأسف الشديد البواخر الإيرانية لا تستطيع أن ترسو في المرافئ اللبنانية"، مشيراً إلى أن "ثلاثة أرباع المرافئ في العالم تستعمل الشحن والحاويات ومن الممكن للبواخر الإيرانية أن تفرغ البضائع وتحملها".

وأوضح أن "وزارة الأشغال العامة والنقل ستفعّل النقل البحري مع الشركات الملاحية البحرية الإيرانية تحت سقف القانون والدستور، وهذا قرار سيادي بامتياز، ولن نتنازل عن أي قرار سيادي يعود للبنان بالنفع، وهذا موضوع لا نقاش فيه لأنه يفعّل التجارة البحرية ومردوده المالي سيكون له تأثير على الخزينة العامة".

وتندرج هذه الخطوة في سياق المواقف الواضحة التي كان أعلنها حزب الله سابقاً حول ضرورة تعزيز العلاقات مع طهران، وسيكون لها أثر سياسي يرتبط حتماً بسعي الحزب إلى الفوز بالانتخابات النيابية المقبلة واستثمار كل ذلك في جعل التوازنات السياسية القائمة على الساحة اللبنانية تصب في مصلحته ولا تخرج عن نطاقه الاستراتيجي.

ولا شك أن زيارة الوفد البحري الإيراني لها أبعاد سياسية واقتصادية ولا ترتبط فقط بتعزيز الملاحة البحرية بين طهران وبيروت وتوفير مرافئ جديدة للبحرية الإيرانية للرسو في البحر الأبيض المتوسط، إنما كذلك بمشاريع أخرى يطمح الإيرانيون إلى تحقيقها وورد بعضها على لسان عبداللهيان الذي جدد الحديث عن استعداد بلاده لإنشاء معامل للكهرباء والمساعدة في التنقيب عن النفط.

منير الربيع