«قمة النقب» تتفق على تنسيق أمني ولجم إيران

اللقاء السداسي في جنوب إسرائيل يتحول إلى منتدى إقليمي سنوي
عبدالله الثاني يزور رام الله وسط مخاوف من موجة عنف في رمضان

نشر في 29-03-2022
آخر تحديث 29-03-2022 | 00:12
صورة جماعية لوزراء خارجية الدول الست بختام الاجتماع الذي عقد في منتجع بصحراء النقب اليوم
صورة جماعية لوزراء خارجية الدول الست بختام الاجتماع الذي عقد في منتجع بصحراء النقب اليوم
اتفق وزراء خارجية أميركا والإمارات وإسرائيل ومصر والبحرين والمغرب، في ختام اجتماع غير مسبوق بجنوب إسرائيل، على التنسيق الأمني للجم إيران، وتشكيل "منتدى إقليمي" سنوي لبحث شؤون المنطقة، في حين أجرى العاهل الأردني زيارة مهمة لرام الله، وسط مخاوف من موجة عنف خلال شهر رمضان.
اختتمت أعمال "قمة النقب" غير المسبوقة في إسرائيل، بمشاركة وزراء خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن، والإمارات عبدالله بن زايد، والبحرين عبداللطيف الزياني، والمغرب ناصر بوريطة، ومصر سامح شكري، اليوم، بالإعلان عن تحولها إلى منتدى دوري يرمي إلى بحث مختلف القضايا التي تهم المنطقة، بما في ذلك عملية السلام والتنسيق الأمني ضد الإرهاب والمخاطر و"ردع إيران".

وأكد البيان الختامي للقمة، التي تأتي في ظل مخاوف إقليمية من احتمال إحياء الاتفاق النووي الإيراني، وتباين بشأن التعامل مع الغزو الروسي لأوكرانيا، على تشكيل لجان أمنية لمواجهة تهديدات طهران في المنطقة، وإنشاء شبكة أمنية للإنذار المبكر.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، في البيان الختامي، إن القمة التي عقدت في منتجع سديه بوكير بصحراء النقب رسالة قوية لإيران، موضحا أن "تعزيز العلاقات بين إسرائيل والشركاء العرب سيردع طهران، وما نقوم به هنا هو صناعة التاريخ وبناء هيكل إقليمي جديد قائم على التقدم والتكنولوجيا والتسامح الديني والأمن والتعاون الاستخباراتي".

وأضاف أن "إيران هي العدو المشترك ومن هم وكلاء لها"، وندد بالهجوم المسلح، الذي وقع ليل الأحد ـ الاثنين، في بلدة الخضيرة الإسرائيلية، وتسبب في مقتل شرطية إسرائيلية، تحمل الجنسية الفرنسية، وشرطي آخر، وتبناه تنظيم داعش، لافتا إلى أن الهجوم هو الثاني من نوعه خلال أسبوع.

وانتقد إشادة حركتي حماس والجهاد بالعملية، بوصفها ردا على قمة النقب، مشيرا إلى "إدانة جميع وزراء الخارجية المشاركين في المؤتمر الهجوم الإرهابي المروع، وأشكركم نيابة عن إسرائيل، وسنواصل طريقنا من خلال السلام"، وتابع: "نفتح غداً الباب أمام كل الناس في المنطقة بمن فيهم الفلسطينيون لنبذ الإرهاب والمساهمة في البناء".

تضامن أميركي

بدوره، ذكر وزير الخارجية الأميركي أن اجتماع النقب "هو الأول ولن يكون الأخير، وقررنا أن يكون منتدى دائما مع أصدقائنا وحلفائنا"، مضيفا: "قمنا وسنقوم بدعم الاتفاقيات الإبراهيمية للسلام، والخطوات التي تنقل هذه العلاقات نحو الأفضل".

ولفت إلى أن الاتفاقيات "ليست بديلا عن حل الأزمة الفلسطينية"، متابعا: "نعمل معا لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة القادمة من إيران وحلفائها"، وشدد على تضامن الولايات المتحدة مع إسرائيل والشركاء في المنطقة ضد الإرهاب والعنف.

لحظة تاريخية

من جهته، أكد وزير خارجية الإمارات عبدالله بن زايد أن القمة كانت لحظة تاريخية للمشاركين، مشيرا إلى أنها فرصة للبناء في المستقبل، وبين أن "ما نحاول فعله هو بناء مستقبل مختلف. وقوفنا معا وعلاقات الشعوب والشركات القوية هي السبيل ضد سردية الإرهاب والتخويف والعنف".

بدوره، رأى وزير خارجية البحرين عبداللطيف الزياني أنه يجب الوقوف ضد الإرهاب في كل أشكاله، مضيفا أن "توقيت القمة المصغرة مهم بسبب سلوك ميليشيات إيران في المنطقة"، وأشار إلى العمل على تحقيق الأمن المشترك في المنطقة، مؤكدا دعم حل الدولة الفلسطينية المستقلة.

وأكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن المحادثات كانت "بناءة وعميقة وتعالج التحديات المتعددة التي تواجهها منطقتنا"، وأضاف: "هذه الجولة من المناقشات جعلتنا نبحث سبل تطوير رؤيتنا المشتركة والإبقاء على مصداقية حل الدولتين على حدود 1967".

قيم ومصالح

من جانبه، دان وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة عملية الخضيرة، وقال إن "وجود المغرب هنا يستهدف إيصال رسالة لشعب إسرائيل بأن هذه تحركات ناجمة عن قناعة طويلة الأمد"، واصفا الولايات المتحدة بأنها شريك لتعزيز عملية السلام.

وكشف عن زيادة التبادل الدبلوماسي مع إسرائيل في وقت قريب، واعتبر أن الحل ممكن للصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، متابعا: "نحن هنا للدفاع عن قيمنا ومصالحنا ونشر روح التعايش".

لقاء رام الله

وفي وقت غاب التمثيل الأردني عن اجتماع النقب، رغم تقارير عن دعوة إسرائيل لوزير الخارجية أيمن الصفدي للحضور، زار العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة، والتقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

ووسط مخاوف من موجة عنف خلال شهر رمضان، خاصة عقب مقتل 6 إسرائيليين في غضون أسبوع، قال العاهل الأردني، بعد لقاء عباس، إن استقرار المنطقة يتطلب حل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.

وشدد على ضرورة "وقف كل الإجراءات الأحادية، خاصة في القدس والحرم الشريف، والتي تعوق فرص تحقيق السلام الشامل الدائم في المنطقة، والذي هو هدفنا جميعا لتعيش الدولة الفلسطينية المستقلة بسلام وأمان إلى جانب إسرائيل"، مؤكدا أن "الأردن مستمر بجهوده للحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس، وحماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، بموجب الوصاية الهاشمية".

بلينكن يشدد على أن «الاتفاقيات الإبراهيمية» ليست بديلاً عن عملية السلام مع الفلسطينيين
back to top