أكد وزير الخارجية الشيخ د. أحمد الناصر أن هناك هواجس خليجية حول الملف النووي الإيراني ينبغي مراعاتها "وقد نقلناها بشكل واضح لحلفائنا وأصدقائنا". وفيما يخص حقل الدرة، ذكر الناصر، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده اليوممع نظيره وزير خارجية فرنسا جان ايف لودريان بمناسبة زيارته الرسمية للبلاد، أنه ليس بموضوع خليجي فقط بل هو موضوع ثلاثي بين الكويت والسعودية وإيران، "ونتمنى أن تكون هناك تفاهمات في هذا الجانب".
وقال إن الكويت حريصة على تنمية وتطوير العلاقات الثنائية مع فرنسا، مؤكدا وجود لجنة مشتركة بين البلدين للعمل على التنسيق ووضع أسس علمية موضوعية لتطوير ودعم العلاقات في كل المجالات الثقافية والتعليمية والأمنية خلال الفترة القادمة.وأكد عمق ومتانة العلاقات الفرنسية ـــ الكويتية والتنسيق التام بين البلدين والتوافق في كل وجهات النظر حول القضايا على الساحتين الإقليمية والدولية، معبراً عن اعتزاز دولة الكويت لدور فرنسا في استقرار أمن الكويت والمنطقة من خلال دعمها المتواصل لقرارات الشرعية الدولية.وعن الملف اللبناني، قال الناصر إن المبادرة التي حملتها الكويت إلى لبنان هي ورقة خليجية عربية، مبيناً أنه كان هناك تجاوب من الجانب اللبناني حيث قام بالرد عليها خلال الاجتماعي التشاوري لوزراء الخارجية العرب بالكويت في يناير الماضي.وأكد جدية المسؤولين اللبنانيين لمنع تصدير الشرور والمخدرات وإحكام السيطرة على تلك الممارسات، لافتاً إلى وجود بيان ترحيبي سعودي وأعقبه آخر كويتي حول تلك الخطوة الإيجابية، "والتنسيق مستمر وسيكون هناك رد قريبا في هذا الشأن".وحول أسعار النفط في العالم وزيادة الانتاج الكويتي، قال إن الكويت دولة مسؤولة ضمن منظمة أوبك و"أوبك بلس" في المحافظة على استقرار سوق الطاقة العالمي، "وننسق بشكل تام مع كل الأصدقاء والحلفاء في هذا المجال"، مؤكدا ان استقرار سوق الطاقة العالمي من مصلحة الجميع سواء الدول المصدرة أو المستفيدة.
احتواء الأزمة
ومن جانبه، قال لودريان انه تم التنسيق مع الجانب الكويتي على الاستمرار في العمل والتنسيق التام لأمن المنطقة وآثار الحرب في أوكرانيا على أوروبا والشرق الأوسط والعالم، مؤكدا انه "تم الاتفاق مع شركائنا على دعم أوكرانيا وممارسة اقصى ضغط على روسيا والعمل على احتواء انعكاسات الازمة على الأمن الغذائي وتنويع مصادر الطاقة في أوروبا".وبشأن الملف النووي الايراني، أكد لودريان أنه أطلع الجانب الكويتي على ضرورة الاتفاق بين الجانبين، مشيرا إلى وجود نقاط بين واشنطن وإيران لو تم الاتفاق عليها قريبا فسيتم التوقيع سريعا وذلك في مصلحة الجميع وإحلال السلام العالمي.وبالنسبة للملف اللبناني، قال الوزير الفرنسي: "نرحب بالورقة الكويتية التي تهدف إلى خروج لبنان من الأزمة والانغلاق الذي وضع نفسه فيه"، مشيرا إلى أن فرنسا تتمنى أن يكون لبنان على قدر المسؤولية وان يعي ذلك من اجل مصلحة شعبه، ومع ذلك هناك بوادر وإشارات صغيرة توضح وجود آفاق جديدة.وحول أسعار النفط في العالم، ذكر أن الأسعار تحددها "أوبك" فأعضاؤها دول ذات سيادة "ولا نتدخل في ذلك ونحن نلاحظ زيادة الاسعار نتيجة المضاربة والخوف واستباق الأمور بسبب الأزمة الأوكرانية"، مشيرا إلى أن الاتحاد الاوروبي قرر أنه سيتم قريبا تقليص الاعتماد على الوقود الاحفوري الروسي.