ما تأثير انتخاب الرئيس يون سوك يول على الديموقراطية في كوريا الجنوبية؟
![ذي دبلومات](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1616610621333007000/1616610658000/1280x960.jpg)
يجب أن يكسب يون ثقة الرأي العام عبر تنفيذ وعده بمداواة جروح البلد، فقد حاول يون في خطاب النصر أن يوحي بأن فوزه سيكون سلساً، فقال: «المنافسة انتهت الآن... يجب أن نتكاتف ونتوحد لمصلحة الشعب والبلد».يُعتبر يون مبتدئاً في مجال السياسة، فهو أمضى معظم مسيرته المهنية كنائب عام وأدى دوراً محورياً في عدد من القضايا الرفيعة المستوى، منها محاولة جهاز المخابرات الوطنية التأثير على انتخابات عام 2012 وعزل بارك جيون هاي، الرئيسة المحافِظة السابقة، في عام 2017، فكان الرئيس مون جاي إن المنتهية ولايته قد عيّن يون في منصبه، وقد حقق هذا الأخير أيضاً بممارسات مسؤولين في حكومة مون، بما في ذلك مستشاره المقرّب ووزير العدل تشو كوك الذي بقي في منصبه فترة قصيرة.يعجّ تاريخ كوريا الجنوبية المعاصر بمظاهر الفساد، فقد تورط كل رئيس منذ نشوء النظام الديموقراطي في عام 1987 في فضائح الفساد أو الرشوة، لكن لطالما كان البلد يميل إلى استهداف المرتكبين الفرديين بدل إصلاح الهياكل والمؤسسات التي تبقى ضرورية رغم تعقيداتها، فهي الجهات التي تُشجّع على الفساد وازدواجية المعايير. يعتبر الكثيرون في كوريا الجنوبية يون، النائب العام السابق، رمزاً للعدالة والإنصاف بعد عقود من الفضائح والأكاذيب والفساد. تعهد يون في حملته الانتخابية بإطلاق التحقيقات اللازمة بالارتكابات المزعومة في عهد مون، وقد أسعد هذا الوعد مناصريه وأقلق المسؤولين داخل الحزب الحاكم، ومن المتوقع أن يحاول يون التوفيق بين التحقيق بقضايا محددة من الفساد واستعمال حملات مكافحة الفساد كغطاء لمعاقبة خصومه السياسيين السابقين.ثمة أمر مؤكد واحد: لا تزال مكانة كوريا الجنوبية كديمقراطية إجرائية بحالة جيدة، فقد شارك أكثر من 77% من الكوريين المؤهلين في انتخابات 9 مارس، وهي ثاني أعلى نسبة مشاركة منذ إضفاء طابع ديموقراطي على النظام الداخلي، لكن يظن المحللون أن كوريا الجنوبية شهدت تراجعاً في خصائص مهمة أخرى من الديموقراطية على مر العقد الماضي، بما في ذلك حرية التعبير، والقيود القضائية المفروضة على السلطة التنفيذية، وضعف المشاركة في المجتمع المدني.بعد إقالة بارك جيون هاي في عام 2017، تساءل الجميع حينها إذا وقعت هاي ضحية الفساد واستغلال السلطة أم أن عزلها قد يؤدي إلى إصلاحات مؤسسية واسعة للتحقق من صلاحيات الرئاسة، واليوم، تتجدد هذه الرهانات نفسها بعد مرور خمس سنوات على ذلك الحدث.* دارسي درودت