في ثاني محطة ضمن جولة إقليمية استهلها بالمشاركة في «قمة النقب» الإقليمية غير المسبوقة، التي استضافتها إسرائيل بمشاركة 4 دول عربية، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في الرباط أمس، على «تعزيز شراكة استراتيجية إقليمية عميقة ومستدامة» مع المغرب الذي تمر علاقته بسياق متوتر، بسبب استمرار الأزمة مع الجزائر المجاورة والتي من المقرر أن تختتم بها جولة الضيف الأميركي.

وقال بلينكن، خلال مؤتمر مشترك مع نظيره المغربي ناصر بوريطة: «ناقشنا خلال قمة النقب قضايا تؤثر إيجاباً على شعوب المنطقة»، مشدداً على التزام واشنطن بتعزيز التعاون مع الرباط. وأكد أن «من حق الفلسطينيين أن يكون لديهم دولتهم المستقلة مما يسهام في تعزيز أمن إسرائيل».

Ad

من جهته، رأى وزير الخارجية المغربي أن «الشراكة مع الولايات المتحدة قوية وقائمة على مصالح ورؤية مشتركة»، لافتاً إلى مناقشة التحديات الإقليمية مع نظيره الأميركي.

وجدد تمسك بلاده بمقترحها لمنح منطقة الصحراء، المتنازع عليها مع «جبهة البوليساريو» الانفصالية المدعومة من الجزائر، حكماً ذاتياً، كأساس لإنهاء النزاع.

ومنذ أواخر 2020 تعترف واشنطن، الحليف التقليدي للرباط، بسيادته على المنطقة الصحراوية الشاسعة، المتنازع عليها مع جبهة «البوليساريو» المدعومة من الجزائر، وذلك بموجب اتفاق ثلاثي نص أيضا على استئناف المغرب علاقاته مع إسرائيل ضمن «الاتفاقات الإبراهيمية».

تخفيف الخلافات

ويعقد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في العاصمة المغربية الرباط، التي وصلها ليل الاثنين ـ الثلاثاء، اجتماعاً مع ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد الذي يلعباً دوراً إقليمياً بارزاً بعدة ملفات تتباين بها رؤية القوى الخليجية مع الولايات المتحدة. وبحسب وكالة «رويترز»، سعى بلينكن من خلال اللقاء، الذي استضافته الرباط، إلى محاولة تخفيف الخلافات مع حلفاء واشنطن التقليديين في الخليج بشأن أزمة النفط وإيران وأوكرانيا.

ووصفت الوكالة، اجتماع بلينكن مع بن زايد بأنه الأهم خلال جولته الإقليمية التي لم تتضمن، على غير العادة، التوقف في دول الخليج.

وذكر مسؤولون أميركيون قبيل الاجتماع أن بلينكن سيؤكد أهمية كل من الإمارات والسعودية في محادثاته مع ولي عهد أبوظبي، ويبحث قضايا الملف النووي الإيراني والأزمة اليمنية وأسواق الطاقة العالمية، وتقارب الإمارات مع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد. وفي وقت سابق، بحث بلينكن، ليل الاثنين ـ الثلاثاء، هاتفيا مع نظيره السعودي، فيصل بن فرحان، تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

وجرى خلال الاتصال مناقشة العلاقات الاستراتيجية وسبل دعمها وتعزيزها إضافةً إلى تبادل وجهات النظر حيال القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

ويأتي سعي بلينكن لتوحيد الرؤى في ظل غضب حلفاء واشنطن العرب مما يعتبرونه تراجعاً عن التزام الولايات المتحدة بشكل عام وإدارة الرئيس الديموقراطي جو بايدن بشكل خاص، بالأمن في المنطقة في مواجهة التدخل الإيراني في اليمن والعراق وسورية ولبنان.