قطر تضخ 5 مليارات دولار في الاقتصاد المصري
السيسي يشيد بدور الدوحة في مواجهة التحديات ويستقبل رئيس «المجلس الرئاسي» الليبي
في توقيت حساس بالنسبة إلى مصر التي تتخوف من تداعيات حرب أوكرانيا على إمدادات الحبوب، في ظل ارتفاع قياسي لأسعار الطاقة، أعلنت قطر عن استثمارات سخيّة في هذا البلد، لتطوي صفحة من الخلافات استمرت نحو 7 أعوام.
في رسالة سياسية لا تخطئها العين تكشف عن مدى تطور العلاقات المصرية القطرية، أعلنت الدوحة ضخ 5 مليارات دولار في الاقتصاد المصري، أمس، خلال الفترة المقبلة، لكن التحرك القطري حمل رسالة سياسية واضحة عن دعم الدوحة للحكومة المصرية التي تواجه أزمة اقتصادية شديدة القسوة، في ظل تبعات الحرب الروسية الأوكرانية، في وقت قالت مصادر مصرية مطلعة لـ«الجريدة» إن صندوق أبوظبي السيادي اشترى حصص الحكومة المصرية في عدة شركات مصرية بقيمة إجمالية ملياري دولار، بينها أسهم بنك التجاري الدولي «سي اي بي»، أكبر بنك مدرج في البورصة على مستوى شمال إفريقيا، وشركة «فوري» لخدمات الدفع الإلكتروني.
السيسي ودور قطر
وأشاد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بدور قطر في مواجهة التحديات التي تواجه الأمة العربية، مؤكدا ارتباط أمن دول الخليج العربية بالأمن القومي المصري.وذكر المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي، في بيان، أن ذلك جاء خلال استقبال السيسي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وتناول اللقاء سبل تعزيز العلاقات الثنائية على مختلف الصعد وتطورات الأوضاع الاقليمية والقضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين.وثمن السيسي التقدم الملموس في مسار العلاقات المصرية القطرية، والذي من شأنه أن يخدم أهداف ومصالح الدولتين والشعبين، ويعزز جهود الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة العربية.من جانبه، نقل الشيخ محمد تحيات أمير قطر للسيسي، وحرصه على توطيد العلاقات الأخوية الوثيقة بين البلدين بما يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة، معربا عن تقديره لجهود الرئيس المصري لدفع العمل العربي المشترك والحفاظ على السلم والأمن على المستوى الإقليمي خلال المرحلة الدقيقة الحالية التي تتعاظم فيها التحديات.وثمن وزير الخارجية القطري «دور مصر المحوري في المنطقة باعتبارها ركيزة أساسية لأمن واستقرار الوطن العربي»، مشيدا بحرص مصر على تعزيز التضامن بين الدول العربية والدفع قدما بالعمل العربي المشترك.
5 مليارات
وكان رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي أجرى مباحثات مع بن عبدالرحمن، ووزير المالية القطري علي الكواري، في القاهرة أمس، بمشاركة وزيرة التخطيط المصرية هالة السعيد، ووزير المالية محمد معيط، وتناول الاجتماع بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وأهمية تعزيز التعاون والتنسيق بينهما في المجالات المختلفة.وأعلن الجانبان الاتفاق على مجموعة من الاستثمارات والشراكات في مصر بمبلغ إجمالي قدره 5 مليارات دولار في الفترة المقبلة، وهذه هي أول مرة تعلن فيها قطر ضخ استثمارات بهذا الحجم في الاقتصاد المصري منذ تولي الرئيس السيسي الحكم في 2014.لجنة مشتركة
وسبق أن عقد وزير الخارجية القطري اجتماعا مع نظيره المصري سامح شكري، في القاهرة مساء أمس الأول، انتهى إلى الإعلان عن قرار البلدين تشكيل لجنة مشتركة برئاسة وزيري الخارجية في البلدين الشقيقين، بهدف التشاور المستمر وتعزيز التعاون والتنسيق في المجالات كافة.وثمن الجانبان المستوى الذي وصلت إليه العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وعودتها إلى وضعها الطبيعي وأصلها المتين، وأشادا بعمل أعضاء اللجان الثنائية المشتركة المنبثقة عن بيان العلا، واستكمالها لأعمالها في أجواء سادتها المهنية والروح الأخوية، والتي تم من خلالها التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، والتوصل للتوافق بشأن الموضوعات المدرجة على جداول أعمالها، بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.الليبيون وبرهان
في غضون ذلك، واستمرارا للحراك العربي المكثف الذي تشهده المنطقة العربية مؤخرا، يزور رئيس المجلس السيادي السوداني عبدالفتاح البرهان، القاهرة، اليوم، حيث يلتقي الرئيس السيسي في قمة مصرية سودانية.يأتي ذلك بعد أن استقبل الرئيس السيسي، رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، في القاهرة، أمس، بحضور وزير الخارجية سامح شكري، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل.ورحب الرئيس السيسي بضيفه الليبي، مؤكدا دعم مصر لكل ما من شأنه تحقيق المصلحة العليا لليبيا الشقيقة، والحفاظ على وحدة أراضيها، وتفعيل الإرادة الحرة للشعب الليبي، في إطار المبدأ المصري الثابت الداعم لاضطلاع مؤسسات الدولة الليبية بمسؤولياتها ودورها وصولا إلى عقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ليبيا، وإنهاء المرحلة الانتقالية، وبما يتيح للشعب الليبي الشقيق المجال لتقرير مصيره واختيار قياداته وممثليه.من جانبه؛ ثمن رئيس المجلس الرئاسي الليبي الدور المصري الحيوي وجهودها الحثيثة والصادقة بقيادة الرئيس السيسي لاستعادة الأمن والاستقرار في ليبيا من خلال دعم جهود المصالحة الوطنية الشاملة بين الليبيين، وإعادة توحيد مؤسسات الدولة، فضلا عن دعم تنفيذ مختلف المخرجات الأممية والدولية بشأن خروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، بما يحفظ لليبيا وحدتها وأمنها وسيادتها.واستعرض المنفي مجمل المشهد السياسي الداخلي الحالي في ليبيا، حيث تم التوافق على تكثيف التشاور والتنسيق بين الجانبين خلال الفترة المقبلة لمتابعة مستجدات العملية السياسية والإجراءات الخاصة بإدارة المرحلة الانتقالية، مع التأكيد على خروج المرتزقة والقوات الأجنبية، فضلاً عن إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية بشكل متزامن، بما يساعد على استعادة استقرار ليبيا، وتمكين الشعب الليبي من السيطرة الكاملة على مقدراته وسيادته.