المباركية تنجو من كارثة مروعة

• عشرات المحلات شملتها النيران وإصابة 3 إطفائيين خلال المكافحة
• 8 مراكز و200 إطفائي و55 آلية شاركوا في إخماد الحريق.
• المكراد: طبيعة المواد المخزنة ساهمت في اتساع رقعة النيران
• البرجس: طوق أمني لحين إخماد الحريق بهدف حماية الممتلكات
• الغريب: قوة الإطفاء العام فعّلت خطة الطوارئ ونجحنا في محاصرة الحريق

نشر في 01-04-2022
آخر تحديث 01-04-2022 | 00:15
تحول سوق المباركية أمس إلى ما يشبه الجحيم، بعدما أتت النيران على عشرات المحلات التي أمست رمادا، ليعمّ السواد أنحاء السوق، وتخيم سحب الدخان الكثيفة على سماء العاصمة، في مشهد مروِّع نجم عنه عدة إصابات، فضلاً عن الخسائر المادية الكبيرة، وسط حضور إطفائي وأمني رفيع المستوى، يتقدمه النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الداخلية الشيخ أحمد النواف.
اندلع حريق ضخم عصر أمس في عدد كبير من المحلات بمنطقة أسواق المباركية التجارية، لكنه لم يسفر عن وقوع وفيات، واقتصر على الخسائر المادية الجسيمة التي لحقت بالمحلات التي قُدِّر عددها بالعشرات، فضلا عن 14 حالة إصابة بين المدنيين ورجال الاطفاء.

وفي التفاصيل، قال رئيس قوة الاطفاء العام الفريق خالد المكراد، ان غرفة عمليات «الاطفاء» تلقت بلاغا عصر أمس يفيد باندلاع حريق بأحد المحلات في منطقة أسواق المباركية، مشيرا الى انه فور تلقي البلاغ تم تحريك مركز إطفاء المدينة الى موقع البلاغ.

وأضاف المكراد أن ضابط الفرقة عند وصوله طلب إسنادا فوريا من غرفة العمليات، نظرا لانتشار الحريق بسرعة كبيرة في محلات ساهمت طبيعة البضائع المخزنة فيها في امتداد واتساع رقعة الحريق، وكانت أغلبها محلات لبيع العطورات.

وذكر أن قيادات «الاطفاء» بالموقع وضعت خطة ميدانية لمكافحة الحريق والسيطرة عليه وحصره في الموقع الذي أصابته النيران ومنع وصوله إلى الاسواق والمطاعم المجاورة، لافتا الى أن القيادات الاطفائية، من خلال خطة المكافحة، وزعت الفرق التي بلغ عددها 8 فرق تضمنت 200 رجل إطفاء، إضافة إلى 55 آلية، في محيط موقع الحريق من جميع الاتجاهات، ونجحوا في السيطرة على النيران ومكافحتها.

وأوضح أن «أكثر ما كان يقلقنا أثناء عمليات المكافحة هو الانهيارات التي حصلت في بعض المحلات، بالاضافة الى توخي الحذر من وصول النيران الى سقف السوق المصنوع من الخشب وكان معرضا للانهيار ايضا»، لافتا الى أن فرق الاطفاء مازالت تكافح الحريق بمعنويات مرتفعة.

من جانبه، قال وكيل «الداخلية» الفريق أنور البرجس إن الوزارة وفور تلقيها بلاغ الحريق اتخذت الإجراءات الاحترازية الكفيلة بحماية العاملين ومرتادي منطقة المباركية، لافتا إلى أن رجال الأمن فرضوا طوقاً أمنياً حول منطقة الحريق، ثم تم استدعاء رجال القوات الخاصة لإخلائها ومنع الوصول الى موقع الحريق وفض تجمهر أصحاب المحلات والمتسوقين، والذي أعاق أعمال رجال الإطفاء في البداية.

وطالب البرجس أصحاب المحلات والأهالي ومرتادي أسواق المباركية الابتعاد عن موقع الحريق والتعاون مع رجال الأمن حتى يتمكن رجال الإطفاء من إخماده بشكل كامل والسيطرة عليه كليا، مشيرا إلى أن «الداخلية» بانتظار التقرير الخاص عن الحريق من قوة الإطفاء العام الذي يتضمن أيضاً السماح بإعادة فتح المحلات مجددا وعودة السوق الى سابق عهده.

وقال البرجس إن «الداخلية» فرزت قوة أمنية متكاملة في موقع الحريق ستستمر الى ما بعد اخماد الحريق بشكل كامل وحتى تسليم المحلات المتضررة كليا والمتضررة جزئيا الى ملاكها، من منطلق الحفاظ على اموال وممتلكات المواطنين والمقيمين من العبث والسرقة.

من جانبه، قال مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بـ «الاطفاء» العقيد محمد الغريب ان الحادث تسبب في اصابة 14 شخصا منهم 3 رجال اطفاء بحالات اختناق وإجهاد حراري وتم علاجهم في نفس موقع الحادث من قبل فنيي الطوارئ الطبية، مشيرا إلى أن الحادث لم يسفر عن وقوع وفيات سواء بين صفوف رجال الإطفاء أو المدنيين.

وأضاف الغريب أن «الإطفاء» فعّلت خطة الطوارئ الخاصة بالتعامل مع الحوادث الكبرى ونقلت آلية العمليات المتنقلة الى موقع الحادث حيث تولى قيادات القوة ادارة مكافحة الحريق من غرفة العمليات الميدانية وفق خطة خاصة لمكافحة الحريق، وأشرف عليها مساعد رئيس القوة لشؤون المكافحة اللواء جمال البليهيص.

«الطوارئ الطبية»: تعاملنا مع 14 حالة

أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، د. عبدالله السند، تفعيل خطة الطوارئ في المستشفيات العامة، تزامناً مع اندلاع حريق في بعض المحلات بسوق المباركية.

وقال السند، في تصريح صحافي، إنه «وفقاً لخطة الطوارئ المعدة سلفاً للتعامل مع مثل هذه الأحداث، فقد تم تخصيص المستشفى الأميري كمستشفى رئيسي لاستقبال الحالات، بحكم موقعه المكاني من الحريق، بينما المستشفيات العامة الأخرى تعد مرافق مساندة».

وأشار إلى وجود طواقم الطوارئ الطبية وسيارات الإسعاف في موقع الحريق منذ الدقائق الأولى، إذ تم التعامل حتى الآن مع نحو 14 حالة، وفق التقرير الأولي ما بين حروق بسيطة، وحالات اختناق، وجميعها مستقرة.

وأضاف أنه تم نقل 4 حالات إلى مستشفى الأميري، وحالة واحدة «حروق في الوجه» إلى مركز البابطين للحروق والتجميل، مشيرا إلى إسعاف وعلاج 9 حالات في موقع الحادث.

رئيس الوزراء يتابع الحادث أولاً بأول

كان سمو الشيخ صباح الخالد رئيس مجلس الوزراء على اتصال دائم بالنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ أحمد النواف للاطلاع على آخر مستجدات الحادث والاطمئنان على رجال قوة الإطفاء العام ورجال الأمن الموجودين في موقع الحريق.

انطلاق شرارة النيران من محل عطورات بالسرداب

أبلغ مصدر مطلع في قوة الإطفاء العام «الجريدة» بأن بداية الحريق كانت في محل للعطورات يقع في سرداب أحد الأسواق بمنطقة المباركية، قبل أن يمتد بسرعة كبيرة إلى المحلات المجاورة، مما ساهم في ازدياد رقعة النيران.

لقطات

النواف والفارس في موقع الحادث

تواجد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ أحمد النواف ونائب رئيس الوزراء وزير النفط وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء د. محمد الفارس، في موقع الحادث، واستمعا إلى شرح مفصل عن الوضع العام للحريق، وخطة المكافحة من قبل رئيس قوة الإطفاء العام الفريق خالد المكراد.

تعليمات أمنية مشددة

أصدر وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون الأمن العام، اللواء فراج الزعبي، تعليماته لمدير أمن محافظة العاصمة، اللواء عابدين عابدين، بعدم دخول أصحاب المحلات إلى محلاتهم، بعد السيطرة على النيران لأي سبب إلا بعد إعطاء الإذن من قيادات قوة الإطفاء العام.

استدعاء القوات الخاصة

طلب وكيل وزارة الداخلية، الفريق أنور البرجس، من وكيل الوزارة المساعد لشؤون المرور والعمليات، استدعاء رجال القوات الخاصة لفض المتجمهرين من موقع الحادث، وفرض طوق أمني حول محيط منطقة أسواق المباركية، ومنع أي شخص من دخول المكان.

دوريات أمنية بعد السيطرة على الحادث

تواجد المدير العام للادارة العامة للمباحث الجنائية، العميد يوسف السنين، في موقع الحادث، وطلب من غرفة عمليات المباحث الجنائية تسيير دوريات لرجال المباحث في منطقة أسواق المباركية، والتعامل الفوري مع أي حدث مشبوه أو محاولات عبث أو سرقة من المنطقة.

المباركية معزولة مرورياً

طلب وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون المرور والعمليات، اللواء جمال الصايغ، من مساعد المدير العام للادارة العامة للمرور لشؤون التراخيص والحركة المرورية، العميد يوسف الخدة، قطع بعض الطرق المؤدية إلى منطقة أسواق المباركية، وتحويل خط السير إلى الطرق الموازية والبديلة.

الفرق المشاركة في إخماد النيران

قال مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بقوة الإطفاء العام، العقيد محمد الغريب، إن غرفة عمليات قوة الإطفاء حركت مراكز إطفاء المدينة، والهلالي، وحولي، ومشرف، والشهداء، والإسناد، والعارضية الحرفي، والمواد الخطرة إلى موقع الحريق بواقع 200 رجل إطفاء، و55 آلية.

النواف: غلق الجزء المحترق في «المباركية» يومين

• دعا المواطنين والمقيمين إلى عدم التوجه إلى السوق لوجود خطر على صحتهم



• «شكّلنا لجان تحقيق في الحادث وحريق المطار وسنتوصل إلى نتائج إيجابية لعدم تكرارها»

أكد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ أحمد النواف، أن الوضع تحت السيطرة فيما يتعلق بحريق المباركية، بعدما نجح رجال الإطفاء في محاصرة الحريق من جميع الجهات لعدم امتدادها، وتجري حالياً السيطرة على النيران المشتعلة.

وأوضح النواف، في تصريح للصحافيين أمس، خلال وجوده بموقع الحادث، أنه «لا وفيات، ولله الحمد، في الحريق حتى الآن»، مضيفا أن الأمن العام سيغلق الجزء الذي تعرّض للحريق في سوق المباركية يومين، بهدف تأمين ممتلكات أصحاب المحال المتضررة وما حولها وحتى تنتهي قوة الإطفاء من التحقيق لمعرفة أسباب الحريق (أمس) إن شاء الله، لافتا الى أن الحريق تمت السيطرة عليه بفضل جهود رجال الإطفاء.

وأوضح أنه «هناك لجنة تحقيق في ملابسات حريق المباركية وحريق مطار الكويت، وسنتوصل إلى نتائج إيجابية لعدم تكرار هذه الأمور مرة أخرى».

وطالب المواطنين والمقيمين بعدم الحضور إلى سوق المباركية إلّا بعد أن «نفتحه ونتسلم تقرير قوة الإطفاء العام عن الحريق»، داعيا إياهم إلى «الالتزام بتعليمات رجال الشرطة والإطفاء بعدم الحضور إلى السوق، لاسيما أن الخطر مازال موجودا حفاظا على أرواحهم»، مردفا أن «رجال القوات الخاصة حضروا في موقع الحادث للحفاظ على ممتلكات أصحاب المحال في السوق».

وقال إنه يعلم بحب المواطنين والمقيمين للحضور إلى المباركية خلال أيام شهر رمضان المبارك، الذي يعتبر همّهم الأول، وخاصة في الشهر المبارك، لافتا إلى أننا لن نحرمهم من هذه المتعة بإذن الله، ونفتح المكان كاملا خلال يومين بعد استكمال الإجراءات في قوة الإطفاء العام ووزارة الداخلية، مشيدا بدورهم في الإفساح لمركبات الدوريات والإطفاء عند سماع الصافرة، وهو دليل على وعيهم بأهمية عملهم للوصول بأسرع وقت إلى مكان الحادث. كما شكر النواف منتسبي الإطفاء و»الداخلية» على جهودهم في تأمين مكان الحادث قائلا: «كثّر الله خيرهم وعساهم على القوة، وهذا واجبهم، وهم أثبتوا أنهم رجال، حيث إنهم حرصوا على إبعاد المتجمهرين من المواطنين والمقيمين الذين يحرصون على تصوير مثل هذه الحوادث، وهم لا يعلمون أن أسقف هذه المحال من «الشينكو»، التي قد تنهار عليهم أثناء مرورهم تحتها، متمنيا السلامة للجميع وأن يحفظ الكويت وأهلها من كل مكروه».

● محمد الشرهان و عادل سامي

back to top